دراسة تربط بين كوفيد والسكري.. حالات معينة من الإصابة بكورونا قد تؤدي للمرض المزمن

 أشارت دراسة إلى علاقة تربط فيروس كورونا بالإصابات الجديدة بمرض السكري، مشيرة إلى أن كوفيد ربما ساهم في أزمة المرض المزمن التي تتفاقم بسرعة، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2023.

 

بحسب الصحيفة، فإن حالة من كل 20 حالة إصابة جديدة بالسكري قد تكون مرتبطة بكوفيد، وإن من أصيبوا بدرجة حادة منه هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري.

 

إلا أن عوامل نمط الحياة مثل زيادة الوزن أو السمنة، لا تزال هي المحرك الرئيسي للزيادة في إصابات السكري، التي بلغت 4.3 مليون إصابة رسمية في المملكة المتحدة وحدها.

 

وللتعمق أكثر في هذا الموضوع، لجأ البروفيسور نافيد جانجوا من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر بكندا، وزملاؤه إلى مجموعة Covid-19 Cohort، وهي منصة مراقبة تربط بيانات كوفيد واللقاحات ببيانات الصحة الاجتماعية والديموغرافية.

 

فحص الباحثون ملفات 629.935 شخصاً أجروا فحص كوفيد PCR ووجدوا أن من أصيبوا بكوفيد كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني في الأسابيع والأشهر التالية للإصابة.

 

وقال جانجوا، الذي نُشر بحثه بمجلة JAMA Network Open الطبية: "بعبارة أخرى، من كل 100 شخص مصاب بالسكري، ترتبط إصابة 3-5% منهم بفيروس سارس-كوف-2".

 

ويبدو أن الرجال والنساء الذين تطلبت إصابتهم بكوفيد تلقي العلاج في المستشفى هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري. ومع ذلك، بين عامة السكان، كانت العلاقة بين الإصابة بفيروس سارس-كوف-2 وخطر الإصابة بمرض السكري مرتفعة فقط بين الرجال، ربما بسبب اختلاف الاستجابة المناعية للفيروس.

 

وقال جانجوا: "بالنظر إلى حالات كوفيد الكثيرة، فهذه الزيادة في حالات السكري قد تُترجم إلى عبء كبير جداً على أنظمة الرعاية الصحية المضغوطة أصلاً".

 

وقال الدكتور: "هذا يسلط الضوء على أهمية أن تدرك منظمات الرعاية الصحية والأطباء تداعيات كوفيد-19 المحتملة على المدى الطويل. وقد يكون مهماً متابعة المتعافين من كوفيد-19 وأصيبوا بالسكري، خاصة من أصيبوا بكوفيد الحاد، لأن الاكتشاف والعلاج المبكرين قد يكون لهما أهمية كبيرة في تخفيف مرض السكري. والنظام الغذائي والنشاط البدني قد يساعدان أيضاً في الحد من الإصابة بمرض السكري".

 

ورغم أن أغلب الأفراد المشاركين في هذه الدراسة أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني، وهو أكثر شيوعاً بين البالغين، تشير أبحاث الدكتورة كارولين بونماني، استشارية طب الطوارئ للأطفال بمستشفى كوينز في رومفورد بمقاطعة إسيكس، إلى أنه من المرجح أن الإصابة بفيروس كوفيد مرتبطة بالإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال.

 

وخلال العام الأول للجائحة، حددت زيادة بنسبة 17% في حالات الإصابة بمرض السكري بين الأطفال في المملكة المتحدة وأيرلندا، مقارنةً بـ3-5% خلال السنوات العشر السابقة لهذا العام. وشُخصت إصابات أكثر من 95% من هؤلاء الأطفال بمرض السكري من النوع الأول.

 

وقالت بونماني إن أحدث البيانات الصادرة عن هيئة التدقيق الوطني لمرض السكري لدى الأطفال في إنجلترا وويلز تشير أيضاً إلى أن عامي 2021 و2022 شهدا ارتفاعاً في معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الأول عند الأطفال.

 

مع ذلك، فمن الضروري إجراء مزيد من الأبحاث؛ للتأكد من أن الفيروس هو السبب المباشر للإصابة بالسكري. والاحتمال الآخر هو ارتفاع حالات السكري المكتشفة نتيجة الفحوصات التي تُجرى للشخص المصاب بكوفيد عند دخوله المستشفى، أو أن بعض هذه الحالات عابرة وقد تُشفى بمرور الوقت.