بمحض الصدفة
بمحض الصدفة
فارس الفيومي
بمحض الصدفة تابعت برنامجا تلفزيونيا عن فنون الطهي يعرض حاليا على احدى القنوات التلفزيونية وبرعاية احدى المكونات الغذائية التي يستوجب اضافتها للطعام كما تتطلبه شروط عرض البرنامج بالطبع والذي يخضع سيدتين من هواة الطبخ الى مسابقة في انجاز طعام ضمن مكونات غذائية موجودة في مطبخ البرنامج وخلال فترة زمنية وجيزة لا تتعدى بضع دقائق .
في الجانب الاخر هنالك لجنة تحكيم مكونة من ثلاثة طهاة يتناوبون جميعا ما بين الحين والآخر على تفقد ما صنعته السيدتان من طعام خلال فترة الاعداد .
بعد الانتهاء من تحضير الطعام يعطي الطاهي الاول رأيه بطعام احدى السيدتين ,, كان عليك أن تضعي هذا النوع من البهارات على الطعام .. كمية الصوص قليلة والدجاج بحاجة الى سواء اكثر .
الطاهي الآخر يقول ان مكونات طعامك لم أجد بها تغييرا المواد لم تختلط ببعضها البعض وبدأ يعدد نقاط ضعف المتسابقة في صنع طبختها فيما وجدت الحكم السيدة بعض الايجابيات الطيبة في طبخة احدى المتسابقتين ربما أظهرت تعاطفا مع بنت جنسها في نهاية الحلقة يتم منح النقاط لتفوز احدى المتسابقتين على الأخرى ولتتأهل الى مرحلة أخرى ربما تضفي في نهاية المطاف الى تتويج بطل البرنامج .
للأمانة عنفت نفسي بعد نهاية البرنامج بل أخضعتها الى جلسة محاكمة كيف لي أن أجلس متسمرا حول شاشة التلفزيون لأتابع برنامجا يتحدث عن الطبيخ والعالم من حولي يلتهب وأنا الشغوف بمتابعة القنوات الأخبارية والذي لا تفوته ساعة أخبارية على أقل تقدير في اليوم الواحد .
ثم عدت بذاكرتي الى عقد ونيف من الزمن شاركت حينها في برنامج ثقافي أسمه سباق المعرفة في موسمه الاول على شاشة التلفزيون الاردني لاقى حينها نجاحا كبيرا خلال تلك الفترة وربما استمر الى مواسم أخرى الى حين ان توقف عن العرض منذ سنوات وما زلت أتذكر كيف كانت الاسرة الاردنية تتسمر مساء كل اربعاء لمتابعة برنامج المسابقات الشهير فكر واربح للراحل رافع شاهين وكذلك برنامج بنك المعلومات البرنامج الذي أكتشف عبقرية الاردني في فترة زمنية مضت وقدمها للعالم أجمع طاقات شبابية علمية أدبية نضاهي بها الأمم .
لا أدري لماذا اختفت برامجنا الهادفة بقدرة قادر من على شاشات مؤسساتنا الاعلامية وبتنا نسأل عن الطبيخ والنفيخ واسعار الشمام والبطيخ .
ولا أدري هل انتاج برامجنا الثقافية الهادفة يحتاج الى ميزانية ضخمة لانتاج تلك البرامج وهل تنقصنا الكوادر البشرية في اعداد وتقديم تلك البرامج التي لا يختلف اثنان على أهمية دورها في تقديم خامات ابداعية في مجتمع أردني نباهي به الأمم //.