نبيل أبوالياسين : الصراع على السلطة يدمر السودان تحت مسمى الوطنية الزائفة
قال"نبيل أبوالياسين" الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «السبت» للصحف والمواقع الإخبارية، إننا أصبحنا نعيش قصص قصيرة وحزينة ومتكررة في المنطقة العربية بأكملها بسبب عجز جامعة الدول العربية في حل المشاكل، وعجزها في حل أية أزمة من أزمات المنطقة، بل وللأسف ظهرت الجامعة العربية في كثير من القضايا كجسر للتدخلات الأجنبية في شؤون الدول الأعضاء دون أن تُبالي، بأنها تأجج الخلافات وليس لحلها فضلاًعن؛ أظهرت الجامعة العربية في بعض الأحيان إنحيازاً لأحد أطراف المشكلة، ما أفقدها دور الوسيط في حل القضايا الخلافية، وهذا كان سبب إنداع القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذين يدمرون السودان تحت مسمى الوطنية الزائفة.
وأضاف"أبوالياسين" أن الوضع المُؤْسِف والمُؤْلِم الثائر الان في السودان والحرب التي إندلعت بين قادة من قيادات الجيش السوداني ماهو إلا صراع على السلطة، ولا يمط للوطنية من قريب ولا بعيد بشيئ، ويأتي هذا بسبب غياب ركائز الحكم الرشيد وظهور أنظمة تعتمد على حجة القوة لا تعبر عن شعوبها، فكان من المفترض أن تتخلى الفصائل العسكرية، وشبه العسكرية في السودان عن السلطة في النهاية للمدنيين، وبدلاً من ذلك، يقاتلون بعضهم البعض ويقتلون المدنيين !.
مضيفاً؛ وأنه تحولت التوترات المتصاعدة بين قائدين عسكريين متنافسين على السلطة إلى أعمال عنف، مع ورود أنباء عن معارك الت دارت صباح اليوم في المطار والقصر الرئاسي وأجزاء أخرىّ من الخرطوم، وقالت جماعة مؤيدة للديمقراطية إن أشخاصاً قتلوا لكنها لم تذكر رقماً حتى الآن، وإليك ما يجب معرفته عن القتال في الخرطوم، وإندلعت إشتباكات دامية فجر اليوم "السبت" في عدة أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم، فيما بدا أن التوترات المتصاعدة بين الفصائل المتناحرة في القوات المسلحة وتحولت إلى معركة شاملة للسيطرة على واحدة من أكبر الدول الأفريقية.
وحظيت تطورات الأوضاع على الساحة السودانية بمتابعة وإهتمام بالغ من أطراف عربية ودولية طالبت بعودة الهدوء والإستقرار وتغليب لغة الحوار على السلاح بعد إشتباكات دارت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في العاصمة الخرطوم ومناطق مختلفة، ومن جانبه قال "فولكر بيرتس" المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان، منذ قليل إنه ندد بشدة بإندلاع القتال في الدولة، وأضاف؛ في بيان له تواصلت مع الطرفين طالباً منهما وقف القتال على الفور لضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد المزيد من العنف.
وعلى صعيد متصل قالت: وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم "السبت" إن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان إثر الاشتباكات هناك، وأضافت "الخارجية" أنها تطالب جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني وإعلاء للمصالح العليا للوطن.
كما أعربت "وزارة الخارجية السعودية" عن قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد، والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان، ودعت في بيان أصدرته الخارجية وأوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" منذ قليل، المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وطالبت "بـ"توحيد الصف بما يسهم في إستكمال ما تم إحرازه من توافق ومن ذلك الإتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الإستقرار السياسي والتعافي الإقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.
وعلى جانب أخر ، دعت دولة "قطر" كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة، وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار معربة عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في الخرطوم ومروي بالسودان،
ودعت "قطر"، في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليوم وأوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا" لأطراف كافة إلى وقف القتال فوراً وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والإحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وعبرت "قطر" عن تطلعها إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات وكانت هذه أبرز الدول التي سارعت في إصدار تصريحات في الشأن.
وحيثُ: إمتد القتال الذي إندلع اليوم في قاعدة عسكرية بالخرطوم بسرعة إلى القصر الرئاسي والمطار الدولي ومقر الإذاعة الحكومية، وبينما كان السكان يختبئون في منازلهم وسط إطلاق النار والإنفجارات، وطلقات الطائرات الحربية فوق أسطح المنازل على إرتفاعات منخفضة، ولم يتضح حتى الآن من المسؤول عن البلاد، ومن المسؤول عن الوضع المزري الآن الذي لحق به، وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيدة للديمقراطية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل"تويتر" إن الإشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، لكنها لم تذكر رقماً دقيقاً حتى وقتنا هذا.
وجاءت أعمال العنف بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع ، وهي جماعة شبه عسكرية قوية بقيادة الفريق "حميدتي"وإتحد الجنرالان للإستيلاء على السلطة في إنقلاب أكتوبر 2021 ، مما جعلهما فعلياً زعيم ونائب زعيم السودان.
لكن في الأشهر الأخيرة ، إندلع الخلاف علناً، وإشتبكوا في العلن ونشروا بهدوء قوات ومعدات إضافية في معسكرات الجيش في الخرطوم وفي جميع أنحاء البلاد، ويقود المسؤولون الأمريكيون والأجانب الآخرون الجهود لإقناع الجنرالات بنقل السلطة إلى حكومة يقودها مدنيون، وبدلاً من ذلك فإنهم يتصادمون بعنف.
وأشار"أبوالياسين" إلى ما أظهرتة مقاطع الفيديو التي إنتشرت على منصات التواصل الإجتماعي، جنوداً يطلقون النار في الشوارع، وعربات مدرعة تسرع عبر مناطق سكنية ومسافرين يحتمون بأرضية مطار الخرطوم الدولي وسط أنباء عن معارك داخل الصالة وبالقرب من المدرج، وبحلول عصر اليوم "السبت"، كان الجانبان يدعيان السيطرة على المنشآت الرئيسية في الخرطوم وفي جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك القصر الرئاسي والمطار الدولي الرئيسي ومطارات أخرىّ مختلفة، وإتهم الجانبان الآخر بمحاولة إنقلاب، وسط رعب تام للمدنيين الذين يختبئون داخل منازلهم.
مشيراً؛ إلى ما عبرت عنة الحكومات العربية والأجنبية ومسؤولون دوليون عن قلقهم بشأن هذه الإشتباكات، وكان أخرها وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، على صفحتة الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"والذي قال؛ إنه "قلق للغاية" وحث كلا الجانبين على "الوقف الفوري" للأعمال العدائية وتجنب المزيد من التصعيد، ويشكل العنف منعطفاً ينذر بالخطر بالنسبة لبلد كان قبل أربع سنوات فقط مصدر إلهام لأفريقيا والعالم العربي، وأدت إنتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس "عمر حسن البشير" إلى إستبداد مكروه على نطاق واسع، وبتوقعات بالديمقراطية وإنهاء العزلة العالمية للبلاد.
متواصلاً؛ وتعثرت تلك الثورة قبل 18 شهراً عندما إتحد اللواء البرهان، والجنرال حمدان للاستيلاء على السلطة في إنقلاب واضح شاهده العالم بأسره، قبل أن تنقلب الفصائل المتناحرة على بعضها البعض فجر اليوم "السبت"، وفي نفس السياق، قالت: موظفة بالأمم المتحدة، ومقرها الخرطوم والتي كانت تتجول في شقتها بالقرب من المطار بعد ظهر اليوم "السبت" في مقابلة عبر الهاتف إنها يمكن أن تسمع وتحس بالإنفجارات، وأضافت الموظفة الذي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، إن الطائرات والمروحيات ظهرت في السماء، وبينما كانت تتحدث، وسُمعت أصوات إطلاق نار في الخلفية وفق ما جاء على صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ولفت"أبوالياسين" إلى ماقالة قائد قوات الدعم السريع، بعد عصر اليوم"السبت" نأسف للقتال مع أبناء شعبنا لكن المجرم هو من أجبرنا على ذلك، في إشارةً منه إلى "البرهان"، متواصلاً؛ وأوضحنا في بيان سابق أنه ليس لدينا عداء مع الجيش، ووضعنا جيد ونسيطر على جميع المقار، وهؤلاء لديهم مخطط إجرامي ويهدفون إلى عودة الإنقلاب،
وندعو شرفاء القوات المسلحة إلى الإنضمام للشعب وفق ماجاء في كلمتة.
وأكد"أبوالياسين" على أن الوضع في السودان "هش" ولكن كانت لا تزال هناك فرصة لإستكمال الإنتقال إلى حكومة يقودها المدنيون، ولكن تفاجئ العالم بأسره فجر اليوم "السبت" بإندلاع الحرب بين طرفي قيادة الجيش السوداني "البرهان" قائد قوات الجيش و"حميدتي" قائد قوات الدعم السريع الذين يتصارعان على السلطة تحست مسمى الوطنية الزائفة من كلاهما، وبهذه التصرفات الغير مسؤولة من الجانبين أكدوا: اليوم للجميع بأنهم يحاولون عرقلة التقدم في السودان، وقد يصل الأمر إلى تحويل هذا القتال الجاري، والغير مبرر والذي نعتبره صراع واضح على السلطة إلى حرب شوارع.