قراءات في زيارة الدكتور بشر الخصاونة إلى دولة قطر ..


محمد علي الزعبي

ان الاردن حريص على تطوير علاقاته مع الدول العربية ، نظرا لما يمر به العالم العربي من تغييرات وتطورات تستدعي تكثيف الجهود لرص الصف العربي ، وتوحيد الرؤى لمواجهة القلاقل والاضطرابات التي تعصف بالعديد من دول المنطقة ، والازمات العالمية والاقليمية والحروب والأجواء السياسية والاقتصادية التي زعزعتها تلك الاضطرابات .

متانة العلاقات التاريخية بين الاردن وقطر والتي لا تزال آخذة في النماء والتطور ضمن منهجية قابلة للتحديث والتقدم ، أرسى قواعدها قادة البلدين ، نحو آفاق رحبة تتضمن فتح مجالات اوسع للتعاون الاقتصادي والسياسي والاستثماري ، وبناء منظومة جديدة تحوي اساليب متقدمه ومتطوره في أسس التعاون الثنائي وسبل توسيع التشاركية للدعم المستقبلي ، وخاصة بأن المنطقة قادمة على مرحلة سياسية واقتصادية ، هذا ما نجده من رسالة ورؤية الحكومتان في زياراتهم المتبادلة .

العلاقات الاردنية القطرية اذا نظرنا إليه نظرة شمولية ، ترتكز على الاخوة والاحترام المتبادل والحرص المشترك على تنميتها والارتقاء بها ، بفضل توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني واخيه سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني .

التمعن في قواعد علاقات التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات ، جاءت ترجمة واقعية للرؤيا الحكيمة والتوجيهات السامية للقيادتين، حيث شهدت الدوحة وعمان الكثير من اوجه التعاون ، نتج عنها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ، التي تؤطر لعلاقات راسخة بين البلدين في مختلف القطاعات ، وتفاهمات سياسية تخدم هدف سامي هو تقريب وجهات النظر العربية واللحمة العربية ، وتعزيز الشراكات وتقويتها واستمراريتها واستدامتها، وبناء علاقات تقوم على قاعدة متينة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .
 
إشارات واضحة بان زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشرالخصاونة الى قطر تحمل الكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين لبحث فرص جديدة للتعاون ، تعكس الرغبة الاردنية القطرية في تاطير وتاسيس فرص استثمارية واقتصادية جديدة بين البلدين وبما يحقق مصالح الشعبين ، ويشار الى ان حجم الاستثمارات القطرية في الاردن يقدر بحوالي مليارين دولار يتركز معظمها في اعمال البورصات والبنوك. ​

لابد انا الدكتور بشرالخصاونة يعيد ويعزز العلاقة من خلال اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة ، المرتكزه على ما تبنته استراتيجيات وسياسات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ، التي انبثق عنها الكثير من الاتفاقيات السابقة ، وتجديد تلك التفاهمات وتاطيرها وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية ، وترجمتها ترجمه واقعية للرؤى الملكية والتوجيهات السامية للقيادتين .

من بين الاتفاقيات المشتركة والتي من المتوقع عرضها على طاولة الزيارة ، الاتفاقية الموقعة لانشاء الصندوق الاستثماري الذي وقع عام٢٠٠٩ بين جهاز قطر للاستثمار وحكومة المملكة وتجويده وتعزيزه وتحفيزه ، واعادة تقييم اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات ، وبناء شراكات جديدة موسعه ، ومن الملاحظ من خلال الوفد المرافق ان يتم عرض قانون البيئة الاستثمارية الجديد وما يحمل هذا القانون من رؤى حقيقية للمستثمرين والامتيازات والتسهيلات وبساطه الإجراءات التي يتمتع بها القانون الجديد ، ولقاءات مع رجال أعمال قطريين لغايات تسويق الاردن استثمارياً بعتبر الاردن واحة امن واستقرار وجاذبة للاستثمار ، وتوقيع اتفاقيات في المجال الثقافي والسياحي وتسويق المنتج الاردني واوجه تعاون جديدة تنصب في مصلحة البلدين .