وزير الصناعة: نتدخل بقوة القانون لضبط أسعار أي سلعة أساسية بحال المغالاة

أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين وزير العمل يوسف الشمالي أن الوزارة تتدخل بقوة القانون لضبط أسعار أي سلعة أساسية ‏في حال المغالاة، مشيرا إلى تحديد سقوف سعرية لبعض السلع في وقت سابق، ومنها أخيرا الدجاج‎.‎
واكد توفر مخزون استراتيجي آمن جدا من جميع السلع التموينية، إذ يتم الاستيراد من مناشئ مختلفة لمختلف السلع الغذائية، فضلا ‏عن المتابعة المستمرة مع القطاعين الصناعي والتجاري للمحافظة على المخزون لا سيما القمح والشعير الذي يتوفر منهما مخزون ‏يكفي لمدة 13 شهرا‎.‎
وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن أسعار السلع الغذائية محليا دخلت مرحلة التعافي بشكل عام من آثار وتداعيات الظروف ‏الضاغطة التي عانى منها الاقتصاد الوطني مثل جائحة كورونا والظروف الجيوسياسية العالمية‎.‎
وقال الشمالي إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أدت إلى الحد من ارتفاع الأسعار عالميا على السوق المحلي والمحافظة على ‏مخزون السلع واستقرار عمل سلاسل التوريد، لافتا إلى أن الاعتبارات التي أسهمت في انخفاض واستقرار الأسعار منذ عدة أشهر، ‏تمثلت بتراجع أسعار المشتقات النفطية عالميا، ومرحلة التعافي التي يشهدها الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا، فضلا عن عودة ‏عجلة الإنتاج وتوفر السلع، وأهمها الغذائية والأساسية‎.‎
وأوضح أن الوزارة تجري دراسة مستمرة لواقع الأسعار تشمل 155 صنفا غذائيا، وهي مستقرة، وبعضها شهدت انخفاضات ‏واضحة، مؤكدا أن الأسعار مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي هي أقل بكثير وبنسبة لا تقل عن 10 بالمئة‎.‎
وحول ما تتضمنه الاستراتيجية الوطنية للتصدير التي أعلنتها الوزارة الشهر الماضي في إطار البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث ‏الاقتصادي 2023-2025، بين الشمالي أن الاستراتيجية تهدف إلى تهيئة مناخ أعمال داعم للسلع الصناعية والزراعية والخدمات ‏الأردنية بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار والنمو المتوازن لمختلف المؤشرات الاقتصادية‎.‎
وتتضمن الاستراتيجية عدة محاور، تتمثل بمعرفة الفرص الإنتاجية في القطاع الصناعي الأردني والتحديات التي تواجهه، وتحديد ‏الأسواق الجديدة التي يمكن النفاذ إليها، وخطة العمل الاسترشادية لتحقيق أهداف تلك الاستراتيجية‎.‎
وبين أن الاستراتيجية تهدف كذلك إلى الاستفادة من المؤشرات الصاعدة للاقتصاد الأردني وقدرته على تحقيق تنافسية أعلى بين ‏صادرات الدول الأخرى في الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك من خلال العمل على زيادة الصادرات السلعية والخدمية وتعزيز ‏تنافسيتها وتنويعها واستدامتها، وخفض العجز في الميزان التجاري، ولاسيما في ضوء تقديرات بوجود فرص غير مستغلة ‏للصادرات الأردنية تتجاوز 4.4 مليار دولار، وتحديداً في قطاعات الأسمدة والملابس ومستحضرات الصيدلة والحيوانات الحية ‏والحلي والمجوهرات‎.‎
وأشار إلى نتائج دراسة أعدها مركز التجارة الدولية تفيد بأن الأردن في حال استغل هذه الفرص من الممكن أن تصل صادراته إلى ‏نحو 10.5 مليار دولار ، وفقاً لخريطة إمكانيات التصدير‎.‎
كما تعبر الاستراتيجية عن تطلعات القطاعين العام والخاص، ولاسيما أنها جاءت بجهد تشاركي موجه لتحقيق الرؤية المشتركة، ‏والمتمثلة في رفع قيمة ونوعية الصادرات وتعزيز تنافسيتها بما يحقق التنمية الاقتصادية للأردن من خلال تنفيذ خارطة الطريق ‏لنمو الصادرات بما لا يقل عن 5 بالمئة‎.‎
وقال إن الوزارة ستراقب مخرجات التطبيق العملي لها على أرض الواقع، وتعزيز جوانب القوة فيها، وما قد يحتاج إلى مراجعة ‏وتقويم، في إطار حرص الوزارة على اتّباع منهجيات تتبنى الرصد والتقييم وصولاً إلى أقصى درجات الفاعلية، لافتا إلى أن إعدادها ‏جرى بنهج تشاركي مع جميع الأطراف المعنية، وباستخدام أحدث البيانات الكمية والنوعية واستشراف الفرص والأسواق الواعدة ‏للمنتجات الأردنية، كما تم تسليط الضوء على المعيقات والتحديات التي تعترض استغلال هذه الفرص وتقديم حلول عملية محددة ‏لها‎.‎
كما تم اختيار مجموعة من الأسواق في دول الجوار ودول الخليج العربي وأميركا الشمالية والاتحاد الأوروبي ودول أفريقيا ودول ‏شمال آسيا بهدف التوجه لها بالمنتجات الأردنية لوجود عوامل جاذبة فيها‎.‎
وحول صندوق دعم الصناعة، أوضح الشمالي أن إنشاء الصندوق جاء تنفيذًا لما ورد في برنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي ‏للأعوام (2021-2023) لتخفيف عبء كلف الإنتاج عن الصناعة الوطنية وتعزيز تنافسيتها وزيادة الصادرات‏‎.‎
وأشار إلى توفير المخصصات المالية للصندوق من خلال تخصيص 30 مليون دينار سنوياً في الموازنة العامة، وبإجمالي 90 ‏مليون دينار خلال السنوات (2023 – 2025) بما يمكن استفادة 680 شركة من الصندوق وبرامجه، متوقعا توفير نحو 5 آلاف ‏فرصة عمل، منها 700 للإناث‎.‎
وحول رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة للسنوات العشر المقبلة " 2023-2033" تنفيذا للتوجيهات الملكية ‏السامية، جاءت في إطار عمليات التطوير والتحديث، والتي تشمل المسارات السياسة والاقتصادية والإدارية‎.‎
وبين انه وفق البرنامج التنفيذي للرؤية للسنوات الثلاث المقبلة، سيتم إنشاء وتطوير مركز للمعارض وإعداد وتنفيذ استراتيجية ‏وطنية للصادرات للعامين المقبلين وإعداد السياسة الصناعية للتركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة عن طريق إيجاد بيئة ‏ممكنة ومحفزة لقطاع المنسوجات وقطاع الألبسة وتحسين إنتاجية وتنافسية قطاع الصناعات الدوائية وإنشاء مركز تدريب مهني ‏متخصص في قطاع السيارات الهجينة والكهربائية والآليات الثقيلة‎.‎
كما تضمّن البرنامج التنفيذي للرؤية الاقتصادية بشكل عام 183 مبادرة تم اختيارها من بين حوالي 380 مبادرة سيتمّ تنفيذها من ‏خلال 418 أولويّة، بكلفة إجماليّة تصل إلى 2.3 مليار دينار حتى نهاية 2025، منها 670 مليون دينار خلال 2023‏‎.‎
ولفت الشمالي إلى انه ضمن محرك الصِناعات عالية القيمة الذي يهدف إلى تهيئة الأردن ليكون مركزًا إقليمياً لصناعة منتجات ‏متميّزة ذات قيمة عالية، تضمّن البرنامج التَّنفيذي 64 مبادرة و116 أولويّة بكُلفة إجمالية تصل إلى 315 مليون دينار ، منها 91 ‏مليون دينار خلال 2023 ، ومن أبرز الأولويات في مجال الصناعة ضمن هذا المحرك صندوق دعم الصناعة والبرنامج الوطني ‏للتشغيل وإعداد وتنفيذ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للتّصدير ، وفي قطاع التجارة اشتملت الرؤية على إنشاء قاعدة بيانات سعرية والبدء ‏بالتنفيذ ودعم التِّجارة الإلكترونية، وتعديل وإقرار قانون التّجارة الإلكترونية‎.‎
وعن نتائج الشراكة الرباعية، قال الشمالي إن الشراكة جاءت لتحقيق التكامل في المجالات الصناعية المختلفة وتعزيز أركان ‏سلاسل التوريد والأمن الغذائي وتؤسس لتعاون اقتصادي عربي أشمل، مبينا انه خلال زمن قياسي حققت الشراكة نجاحات كبيرة ‏تكللت بالإعلان عن حزمة مشروعات اقتصادية استثمارية وتوقيع 12 اتفاقية بقيمة تتجاوز ملياري دولار في الاجتماع الثالث لـ ‏‏"اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" الذي انعقد في عمان أخيرا‎.‎
وأشار إلى أن المشروعات من المقدر أن ترفع الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الأربعة "الأردن والإمارات ومصر والبحرين" بما لا ‏يقل عن 1.6 مليار دولار، وتوفير حوالي 13 ألف فرصة عمل، حيث ستواصل التباحث حول مشروعات محتملة جديدة وتقييم ‏وتمكين المشروعات قيد الدراسة بما فيها جدوى إمكانية إنشاء مصنع للأسمدة بالأردن تقدر تكلفته بنحو 800 مليون دولار، ‏بالإضافة إلى أفكار ومشاريع أخرى تبحث تباعا في 5 قطاعات تشمل الزراعة والأغذية والأسمدة والأدوية والمنسوجات والمعادن، ‏والبتروكيماويات‎.‎
‎--(‎بترا‎)‎