طموحات الشباب الاردني في ادراج الحكومة المغلقة
الدكتور : ليث عبدالله القهيوي
ان شبابنا اليوم بحاجة الى اعادة بناء الثقة المفقودة مع
تطلعاتهم المستقبلية وما يصبون اليه من امل وطموح , وعليه يجب ان تكون هنالك
توجهات مستقبلية تغييرية حقيقية تعيد البوصلة التائهة من خلال مشاريع صغيرة
ومتوسطة ومتناهية الصغر وضمن وضع وتطبيق خطط تخصصية تراعي المتغيرات العالمية ونحن
هنا بحاجة الى ذكاء استراتيجي نستشرف فيه المستقبل ضمن
زيادة نسبة النمو الاقتصادي بشكل حقيقي وواقعي.
وأيضا دعونا نتساءل اين هي البيئة الاستثمارية المشجعة للاستثمار و من هو
المسؤول عن هروب المستثمرين و من المسؤول عن وضع العصا في الدولاب ولماذا لا ننقل
تجارب الدول الناجحة في هذا المجال فهل يعقل ان تتعاقب كل هذه الحكومات دون ان
نتقدم خطوة واحدة نحو مؤشرات اقتصادية مُرضية.
كما وأنه لا يخفى على الجميع، بأن الجهود الريادية لمنظومة ريادة الاعمال
تحتاج الى إعادة هيكلة لما نلاحظه من تشتت في الجهود التي يعتبرها البعض تصب في
صالح رواد الاعمال، فلا يوجد نهضة لأي دولة بالعالم الا بتشجيع أبنائها للخروج
بمشاريع ريادية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية وتحول بالاقتصاد، وهذا يعتمد على قدرة
الحكومة لافراز جيل جديد من العقول التي تستطيع الإمساك بزمام الأمور الريادية
المستقبلية في الأردن.
إننا نحتاج الى عدالة اجتماعية حقيقة لتوزيع مكتسبات التنمية الشمولية
لتحقيق المطالب العادلة للشباب وبما يساهم في تنميتهم وتعزيز فكرهم وان يعود ذلك
بأثر ايجابي على وطننا لان اللاعدالة في توزيع مكتسبات التنمية جغرافياً
وديموغرافياً السبب الابرز في إثارة الاضطرابات الاجتماعية الواسعة.الشباب هم أمل المستقبل ورافد هام في استشرافه، فهم
يمثلون الجيل الذي سيقود العالم في المستقبل ويتحملون مسؤولية بناء مجتمعات أكثر
تطوراً وازدهاراً.
ومن أهم المرتكزات التي تجعل الشباب مستشرفين للمستقبل هي الإبداع
والابتكار حيث يتمتع الشباب بطاقات الإبداع والابتكار، ويمتلكون القدرة على تطوير
حلول جديدة للمشاكل المعقدة التي يواجهها المجتمع في الحاضر والمستقبل، كما يعتبر
الشباب من أكثر الأجيال تقنية وتعرفاً على الابتكارات التكنولوجية، ويتمتعون
بالقدرة على تبنيها واستخدامها في تحسين الحياة والتنمية، حيث يتمتع الشباب
بالحماس والطاقة اللازمة لتحقيق الأهداف الكبيرة وتغيير العالم، وهذا ما يجعلهم
قادرين على التحدي والتغيير الإيجابي.
ومن هنا فلا بد أن يعي الشباب دورهم الاجتماعي والمسؤولية التي يجب أن
يتحملوها، ويسعون لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات التي يعيشون فيها، حيث أن
الشباب الاردني يعتبر متعطش للمعرفة والتعلم المستمر، وهذا ما يساعدهم على التكيف
مع التغييرات ومواكبة المستجدات في المجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا بالإضافة إلى
ذلك، يمكن للشباب أن يساهموا في استشراف المستقبل عن طريق المشاركة في العديد من
الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تعزيز القدرات الابتكارية والقيادية لديهم.
إن الشباب يمثلون جزءًا كبيرًا من المجتمع ويشكلون أحد أهم عناصره،
وبالتالي لهم دور كبير في التنمية الاقتصادية. وتعتبر الشريحة الشابة في المجتمع
محركًا رئيسيًا للتغيير والتطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لأنها الأكثر
اهتمامًا بالعمل والعطاء والتحديات والتطلع إلى مستقبل أفضل، ومن المهم أن يكون
لهم دور فاعل في العملية التنموية، كما تعدّ ثقافة التغيير من أهم العوامل التي
تؤثر على قدرة الشباب على المساهمة في تطوير المجتمع وصنع الفارق. فالشباب الذي
يتمتع بثقافة التغيير يمتلك المرونة والقدرة على التكيف مع التحديات الجديدة
وتحقيق الأهداف المستحدثة، ومن هنا فإن التمكين المرتبط بالتوجهات الاستراتيجية
للشباب من العوامل الأساسية التي تساهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم
وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات وصنع الفارق في المجتمع.
اليوم يلزم علينا كشباب ان نفكر بشكل جماعي حتى لا نخسر كفاءتنا الوطنية
على شكل هجرات متتالية وبالتالي استنزاف مواردنا البشرية ويكفي الاستخفاف بالعقول
ضمن نهج تراكمي لا يراعى فيه الفكر الشبابي.
وعالمياً لم تتحقق قصص النجاح ولا افضل الممارسات الا بقدرة العقول
لاستشراف المستقبل واستباق التغيير والمبادرة بأحداثه بفاعلية ضمن بيئة اعمال
مؤسسية متسارعة الخطى وبشكل ممنهج وحقيقي وليس تجميلي.