باتت ظاهرة لافتة٠٠ ظلال خلافات الورثة المالية تعصف باستثماراتهم وتؤثر على الاقتصاد



يارا بادوسي

كثيرا ما نسمع عن خلاف مالي وقع بين ورثة لأصحاب شركات واستثمارات كبرى وضخمة، وهدد استقرار الاستثمار وربما جر معه فسخ الشراكة وتصفيتها أو توقف أعمالها بالكامل ، فتكرار السيناريوهات ذاتها بين ورثة رجال الأعمال وأصحاب الاستثمارات شكل خطرا على الواقع الاستثماري الأردني بشكل عام .

وربما سببت هذه الظاهرة حالة من الضعف في " الثقافة الشراكية "بين الشركاء، وقد يعود ذلك لأسباب قلة الدراية والمعرفة بقوانين مشروعات الشراكة أو عدم تنظيم الأمور مسبقا بين الورثة من قبل رجل الأعمال .

للوهلة الأولى قد يظن بعضهم أنها مجرد خلافات تقتصر آثارها على أفراد عائلة واحدة، لكنها في واقع الأمر يمتد تأثيرها في اقتصاد البلد كله ، خاصة عند حدوث هذه الخلافات بين ورثة لاستثمارات ضخمة وهامة وتؤدي دورا مركزي في الاقتصاد ، فتلك الخلافات كفيلة بأن تكون سببا لزعزعة العجلة الاقتصادية وتقليل ضخ السيولة في الاقتصاد الأردني .

وبطبيعة الحال، هذا مؤشر الى زيادة نسب البطالة والتعطل عن العمل كون إغلاق الاستثمارات هذه توقف تشغيل مئات من العمالة المحلية والوطنية ، خاصة في المنشآت التي تضم كثافة عمالية ، ويعتمد العمال عليها للأنفاق على أسرهم ، حيث سيقلل ضخ السيولة المالية لديهم.
آن الأوان للاتعاظ وعدم المجازفة في إيقاف المشاريع الاستثمارية، وعدم جعل الخلافات المالية تنال منها وتدفعها للخسارة وزلزلة مكوثها ، وتحقيق ضمان استمرار الشركات بضبط الأمور المالية وحفظ حقوق الورثة والشركاء في هذه المشاريع قبل حدوث تلك الكارثة والتوجه للقضاء .