الخرابشة يطلق برنامج كفاءة الطاقة لتعزيز إنتاجية القطاع الصناعي



قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشية اليوم الثلاثاء ان القطاع الصناعي أحد أهم الركائز في دفع عجلة النمو الاقتصادي،ويسهم بحوالي (25% من الناتج المحلي الإجمالي) بشكل مباشر وترتفع هذه المساهمة لتصل الى 40% بشكل غير مباشر نتيجة ارتباط هذا القطاع مع مختلف القطاعات الاقتصادية.
 جاء ذلك في كلمة للوزير الخرابشة خلال حفل اطلاق برنامج كفاءة الطاقة لتعزيز الانتاجية في القطاع الصناعي "كفاءة" القتها بالإنابة عنه امين عام الوزارة المهندسة اماني العزام.
وأضاف الخرابشة ان القطاع الصناعي يوظف حوالي 250 ألف عامل معظمهم من الأردنيين يعملون في المنشآت الصناعية المنتشرة في جميع محافظات المملكة.
وقال على الرغم من أننا في الاردن قد حققنا العديد من الانجازات في مجال تطوير مشاريع الطاقة المتجددة ً خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية حيث بلغت استطاعة محطات الطاقة المتجددة 6ر2 جيجا واط ساعة منها حوالي 1ر1 جيجا واط ساعة مشاريع صافي قياس وعبور، بلغت حصة القطاع الصناعي منها حوالي 120 ميغاواط، حيث وصلت نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بنهاية عام 2022 إلى (27%) إلا اننا لا زلنا نؤمن ايمانا مطلقاً بأن أرخص أنواع الطاقة هي الطاقة التي لا يتم استهلاكها دون التأثير على مستوى الخدمة، حيث أن كفاءة الطاقة تعني "استخدام طاقة أقل لتقديم الخدمة نفسها" .
  وبهذا الخصوص اكد الوزير الخرابشة ان وزارة الطاقة والثروة المعدنية تولي أهتماماً بالغاً بتحسين ورفع مستوى كفاءة استهلاك الطاقة على المستوى الوطني ولا سيما في القطاع الصناعي حيث أن اعتماد برنامج شامل لكفاءة الطاقة لن يقلل من التكلفة المباشرة للطاقة فحسب، بل له أيضاً فوائد ملموسة على تكاليف التشغيل والصيانة وكذلك على الإنتاجية بشكل عام، يضاف الى ذلك دور برامج كفاءة الطاقة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وبالتالي الحد من آثار التغير المناخي.
 وأشار الى ان الوزارة اتخذت عددا من الاجراءات بهذا الخصوص، من أبرزها اصدار قانون الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة رقم (12) للعام 2012 وتعديلاته والذي صدر بموجبه عدد من الانظمة والتعليمات التي توفر البيئة التشريعية التمكينية لاستغلال الفرص المتوفرة لتحسين مستوى كفاءة استهلاك الطاقة في جميع القطاعات.
كما قامت الوزارة وفق الوزير الخرابشة باصدار استراتيجية قطاع الطاقة للأعوام (2020-2030) والتي تضمنت هدف تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وترشيد استخدامها بنسبة (9%) بالمقارنة مع عام (2018) وتسعى من خلال مراجعة هذه الاستراتيجية الى تبني العديد من الاجراءات والبرامج والمشاريع التي من شأنها زيادة هذه النسبة وتعزيز  انتشار ممارسات كفاءة استهلاك الطاقة.
وقال الوزير الخرابشة ان الوزارة تعمل حالياً على اصدار الخطة الوطنية الثالثة لكفاءة الطاقة وذلك استكمالاً لما تم العمل عليه في الخطة الوطنية الأولى والثانية ، حيث تهدف الخطة الثالثة الى اطلاق برنامج وطني يقلل كلف الطاقة على القطاعات الاقتصادية ويعزز تنافسيتها من خلال دراسة جميع الفرص المتاحة لتوفير استهلاك الطاقة واستغلالها في جميع القطاعات و في ضوء الدروس المستفادة من تنفيذ الخطط الوطنية السابقة و بالاعتماد على الممارسات العالمية الفضلى في هذا المجال وبالتعاون مع جميع الشركاء.
كما قامت الوزارة وفق الوزير الخرابشة على مدى السنوات السابقة من خلال صندوق تشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة بتنفيذ العديد من النشاطات والبرامج الهادفة لنشر ثقافة التدقيق الطاقي واهمية تنفيذ مخرجاته ودعم هذه النشاطات،ومنها  برنامج "دعم تطبيقات كفاءة استهلاك الطاقة في القطاع الصناعي"والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع غرفة صناعة الأردن.
 وقال ان الصندوق  يعمل حالياً على  خلق البيئة المناسبة لتشجيع انشاء شركات خدمات الطاقة ESCOs ، حيث أن وجود مثل هذه الشركات سيشجع وبشكل كبير على تنفيذ اجراءات كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي والقطاعات الأخرى.
 وأشار الوزير الخرابشة الى ان الوزارة  تبنت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من السياسات و المشاريع الداعمة للقطاع الصناعي والتي تهدف الى خفض كلف الانتاج على القطاع، و التي من أهمها السماح للقطاع الصناعي بانشاء مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية باستطاعة 100 ميغاواط.
  كما قامت الوزارة باتخاذ العديد من الاجراءات التي من شأنها تشجيع الصناعات على استخدام الغاز الطبيعي بدلا من الديزل و الوقود الثقيل، و تتبنى الوزارة حاليا برنامجا وطنيا لايصال الغاز الطبيعي للمدن الصناعية سيتم المباشرة بتنفيذه خلال هذا العام بدء بمدينة الموقر و الروضة الصناعيتين ، يضاف الى ذلك تخفيض التعرفة الكهربائية على القطاعات الصناعية بداية عام 2020 و من ثم تخفيضها مرة أخرى منذ بداية نيسان 2022 .
  وأكد الدكتور الخرابشة استمرار الوزارة بدعم كافة  المشاريع و البرامج  التي من شأنها دعم القطاع الصناعي والتي تصب في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية كبرنامج " كفاءة " الذي نحتفل اليوم باطلاقه مع شركائنا مشيدة بدور الوكالة الامريكية للتنمية الدولية لدعمهم المتواصل لقطاع الطاقة في الأردن مثنية على برنامج قطاع الطاقة الممول من الوكالة ويهدف إلى تقديم المساعدة الفنية للصناعات الأردنية لتمكينها من اعتماد أفضل الممارسات في مجال كفاءة الطاقة وبالتالي تخفيض كلف الانتاج و تعزيز انتاجيتها و تنافسيتها.
 
 من جانبه قال رئيس غرفة صناعة الأردن المهندس فتحي الجغبير ان تصميم برنامج كفاءة الطاقة لتعزيز الانتاجية في القطاع الصناعي والذي نطلقه اليوم جاء متكاملاً من حيث التطبيق، وطبيعة الخدمات التي سيتم تقديمها للمنشآت الصناعية.
 وأضاف ان البرنامج استكاملاً لكافة الجهود السابقة والتي قامت بها العديد من الجهات المحلية والدولية، مشيدا بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID لايلائها الأهمية الكبيرة لقطاع الصناعي ودعمه وتمكينه بهدف التطور  وتزويده بالدعم الفني اللازم لتمكين ممارسات كفاءة الطاقة في المنشآت الصناعي والتي تأتي ضمن أحد محاور الدعم التي تحتاجها القطاعات الصناعية.
 واكد المهندس الجغبير أهمية العمل لتمكين المنشآت الصناعية من ادارة مصادر الطاقة بالشكل الامثل، والتقليل من الهدر الممكن في استهلاك الطاقة، بالاضافة إلى تبني أفضل التطبيقات والتكنولوجيات التي تساعد القطاع على مواجهة التحديات المختلفة، كما تمكنه من المنافسة في الاسواق المحلية واسواق التصدير.
 وقال ان هذا التعاون والشراكة بين غرفة صناعة الاردن والوكالة الامريكية للتنمية الدولية سيستمر لتذليل جميع العقبات التي تواجه الصناعيين ،حيث إن هذا التعاون يعتبر من الامثلة الحاضرة على الشراكة ما بين الغرفة والجهات الدولية الداعمة.
 بدوره قال المدير العام لشركة ديلويت ريتشارد لونغ ستاف "كنا نعتقد ان كفاءة الطاقة هو الحل الصحيح والحل الجميل اما الان فاننا على يقين ان كفاءة الطاقة هو الحل الحل الأمثل" مؤكدا "كفاءة الطاقة تشكل مرونة في النظام اامر الذي يقلل من الكلف التشغيلية ويسهم التأقلم مع التقنيات الجديدة والتحديات العامة".
 
 من جانبها قالت مديرة برنامج دعم قطاع الطاقة ماري ورزالا ان البرنامج الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية صمم برنامج كفاءة الطاقة لاشراك القطاع الصناعي في مسار متكامل لرفع كفاءة الطاقة وتعزيز الإنتاجية من خلال مساعدة فنية مباشرة للصناعات الأردنية وبالتعاون مع الجهات الشريكة لتمكين مفاهيم إدارة الطاقة في القطاع وتخفيض كلف الإنتاج والاستجابة الفعالة لاحتياجات ومتغيرات السوق.
وقالت ان البرنامج يهدف الى تحقيق مجموعة من الفوائد التي تشمل تعزيز الإنتاجية والقدرة التنافسية وتقليل كلف الطاقة وبناء القدرات الذاتية لادارة الطاقة والوصول الى أسواق جديدة وتسهيل الوصول الى التمويل الأخضر والريادة في كفاءة الطاقة.


 يذكر ان برنامج طفاءة الطاقة لاشراك القطاع الصناعي صمم في المراحل الأولى على ثلاث قطاعات صناعية فرعية تم اختيارها بناء على قابلية التوسع في التطبيق ضمن القطاع الفرعي والطاقة المستهلكة وةالقدرة على التصدير والاثر الاقتصادي والمجتمعي وإمكانية تطبيق حلول كفاءة الطاقة.
  سيتم تنفيذ البرنامج من خلال عدد من الدورات للاعوام (2023-2028) ويستهدف البرنامج في دورته الأولى (2023) قطاع الصناعات الغذائية والتموينية والزراعية والثروة الحيوانية وقطاع الصناعات الهندسية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل على ان يتم لاحقا ادراج قطاعات أخرى وفقا لمتطلبات السوق وامكانيات تطبيق حلول الطاقة.
 وتشمل الخدمات التي يقدمها البرنامج دعم تأسيس نظام إدارة الطاقة والدعم الفني لتطبيق حلول كفاءة الطاقة وربط الصناعة بمصادر التمويل وتعزيز اطار سياسات كفاءة الطاقة ورفع الوعي حول متطلبات الأسواق العالمية لخفض الانبعاثات وتعزيز قدرات شركاء البرنامج للتوسع في تطبيقات كفاءة الطاقة واشراك الشباب من خلال برامج خاصة بالإضافة الى نشر قصص النجاح للصناعات المشاركة