أبارك للشعب التركي فوز الأغلبية واحترم اختيارها

 

د. عصام الغزاوي

 

تأخرت في الكتابة في موضوع فوز اردوغان منتظراً ان ينتهي السجال العقيم بين الاردنيين، نعم يربطنا دين وتاريخ وحضارة مشتركة مع تركيا، وشئنا أم أبينا علينا ان نعترف ان تركيا دولة مؤثرة ولها ثقلها في الإقليم، لكننا في نفس الوقت لم نعد رعايا عثمانيين.

اردوغان ليس زعيماً عربياً وهو يعترف انه لا يحكم بشرع الله، وفكره عن الدولة الإسلامية يختلف تماماً عما يذهب اليه أكثرية العرب المؤيدين له، ولهذا فقد انتخبه الأتراك بكل أطيافهم لإقتناعهم ببرنامجه الإقتصادي والسياسي الإصلاحي وليس لأنه إسلامي، شخصياً أرى فيه زعيماً إصلاحياً يعمل من أجل وطنه، ورجلاً متديناً أعاد صياغة العلمانية الأتاتوركية فبنى دولة مدنية ذات توجه إسلامي ونهض بشعبه.

بدلا من إضاعتنا الوقت في مهزلة المشاحنات بين مؤيد ومعارض لأردوغان التركي دعونا نصنع "أردوغان" أردنيا يعمل من اجل وطنه، ودعونا نرتقي ونتطلع بعين الأمل الى إنجازاته، ونقتدي بنقلها الى بلادنا .. صدقاً كلما تجري إنتخابات نزيهة في أي مكان في العالم أشعر بالمرارة على حالنا في (الوطن) العربي بشكل عام وفِي الاردن بشكل خاص، متى سنرتقي لإيصال من يترفعون عن مصالحهم الشخصية للصالح العام بكل رقي بعيداً عن العشائرية والعنصرية والإقليمية البغيضة، "الرجل المريض" قام ونهض ... متى ستصحو وتنهض الأمة المريضة ؟//