العنوان: المعرفة قبل كتابة السيناريو
العنوان: المعرفة قبل كتابة السيناريو
المقدمة
أيهما جاء أولاً البيضة أم الدجاجة؟ فمنذ أن خلق الله البشر، مروراً بالعصور الوسطى و وصولاً الى صعود الأنسان على سطح القمر و ثورة السوشيال ميديا، لم يكتشف كائن من كان هذا الإعجاز العلمي الذي حير العلماء لتوضيح العلاقة بين أحداث السبب و النتيجة، و يعتقد علماء الفيزياء من جامعة كوينزلاند أنهم وجدوا الإجابة و هي ببساطة يمكن أن يأتي كلاهما أولاً، و هنا رجعنا لنفس السؤال!! البيضة جائت أولاً أم الدجاجة؟
و هنا يمكنني أن أسأل، هل المعرفة جائت أولاً أم الكتابة؟
فمن وجهة نظري الكاتب المبتدء يحتاج لمعلومات و هي متوفرة أما بالكتب أو الأنترنت و الذي يوفر الجهد و الوقت حتى يكسب معرفه تجعله يتميز في معالجة القضايا و تحويل المعتاد إلى مثير، أو يخلق فكرة من وحي الخيال لبناء الصورة التي رسمها في مخيلته على أرض الواقع .. كمثال شخص يريد بناء منزل فعليه أن يختار المكان أولاً ثم يتفحص التربة ليتعرف على المخاطر و يعالجها قبل البدء بالبناء.
و اذا بحثنا عن تاريخ الكتابة فأنه بدأ في عام 6000 قم، و الشخص الذي طور الكتابة لأول مرة في التاريخ هو مجهول .. فالكتابة ليست لغة، بل إشارة للحضارات و طريقة لجعل الأفكار قابلة للقراءة، و مع تقدم الحضارات تغيرت طرق الكتابة و تفندت الى أجزاء مختلفة.
علماً بأن السيناريوهات قبل أختراع الفن السابع كانت عبارة عن ست فنون مختلفة و متفرقة، و كل فن له ظرفه و مكانه و زمانه، و على سبيل المثال اذا أردنا ان نقدم مسرحية في دولة مصر عن العهد الأموي، فمن المستحيل أن ننقل المسجد الأموي في دولة سوريا الى دولة مصر، علماً بأنه كان يطلق على المسرح إسم أبوالفنون لعراقته و تسيده للفنون الستة، بينما في عالمنا الحديث عدد الفنون سبعة.
فتاريخ فنّ العمارة و يعتبر الفن الأول يعود الى بداية الإنسان و استخدامه الطين و الصخور و الخشب لبناء مأوى لحمايته من مخاطر الطبيعة، كمثال فن العمارة القديمة مثل الإهرامات في دولة مصر .. و فن العمارة الإسلامي مثل المُدنِ العربية الإسلامية التي أسّسها المسلمون بالمساجد والقصور الإسلاميّة .. و فن العمارة الأسيوية انتشر في شرق قارة آسيا التي تعتمد على الخلط بين البناء التقليدي والتراث الفني مثل اليابان، الهند، الصين.
بينما فن الموسيقى هو الفن الثاني و تعبر عن الكتابات الموسيقية الحزينة أو السعيدة او الحماسية التي تصدر أصواتاً و تعبر عن المشاعر دون النطق بأي كلمة، مثل الوترية، الإيقاعية، النفخ في العهد القديم .. و الموسيقى الحديثة مثل الأندلسية، الجاز، الترانس، الكلاسيكية، اليابانية، العربية، الميتال،و الموسيقى الإلكترونية.
و من يعشق الرسم فأنه الفن الثالث و يعبر عن الأفكار و المشاعر بالخطوط و الألوان مثل الرسم التشكيلي، التجريدي، التخطيطي، الزخرفي، التنقيطي، التوضيحي، الهندسي، القصصي، الرسم بالحاسب الآلي، الرسم بالألوان المائية أو الزيتية، بالقلم الرصاص، بالفحم.
و النحت هو الفن الرابع و موجوداً منذ الأزل سواء كانت مجسمات لإنسان أو حيوان أو تخليد ذكرى لشخص، أو أغراض دينية و تاريخية، و المجسمات المنحوتة وجدت في مختلف الحضارات مثل الفرعونية، الرومانية، اليونانية
بينما الشعر هو الفن الخامس و يعبر عن الأفكار بكلمات موزونة مثل: شعر المدح، الذم، الرثاء، الغزل
و اذا وصلنا للرقص فيجب أن نعلم بأنه الفن السادس و يعبر فيها الجسد و الجسم عن مشاعره الحزينة أو السعيدة كمثال: رقصات الصالونات مثل التانجو .. رقصات لاتينية مثل السالسا .. رقص الباليه .. الرقص الشرقي .. الرقص التعبيري .. وغيرها
و أخيراً فن السينما و هو الفن السابع الذي ظهر عام 1895م، و السينما هي الأقرب للمسرح لأنها تجمع كل الفنون في مكان واحد، فهي عبارة عن تصوير متحرك يعرض مقاطع تبدأ من 10دقائق إلى ساعتين، و تعرض فيها قصة معينة لتصل إلى عدد كبير من الناس.
لهذا يحتاج الكاتب الى المعرفة قبل كتابة السيناريو ليتعلم الأساسيات لتعزيز مبادئ الكتابة وصولاً الى سيناريو بمستوى عالي، و يجمع الفنون كلها في نص قابل للإخراج و التمثيل.
فمن وجهة نظري ليس من الضروري أن يكون مؤلفٍ للقصص بارعٌ في كتابة السيناريوهات .. و طالما المعرفة مجهولة لدى الكاتب فأن القصة أو الفكرة القوية تموت لأن السيناريو كُتب بطريقه ساذجة و ضعيفة.
الكاتب حبيب عزيز خلف
Instagram: dubaiamb
الكاتب حبيب عزيز خلف
Instagram: dubaiamb