الصفدي: الأردن لن يتحمل تبعات التصعيد في جنوب سوريا

غليان الجنوب السوري وأميركا تنفض يدها

 جهينة نيوز :- مامون العمري

ما يتم التحضير له في الجنوب السوري على ما يبدو سيناريو مكرر لما تم صياغته في  غوطة دمشق وباقي مناطق خفض التصعيد تدميرا وتسليما للنظام الذي  أخذ ضمانات البقاء من اطراف النزاع الدولي ، ففي ظل التصعيد الأخير من قبل النظام السوري مسنودا بغارات روسية ، تقوم  قوات النظام السوري بتكثيف قصفها على محافظة درعا المحافظة  الاقرب للحدود مع الاردن ، وبما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في المنطقة الجنوبية.

  دفع الاردن في السنوات السبع الماضية  الثمن باهظا ، في اقتصاده وبناءه الاجتماعي ،وبنيته التحتية ، وسط خذلان من المجتمع الدولي الذي لم يفي ب30% من التزاماته تجاه ازمة اللجوء ، وبقيت  مؤسساته الرسمية والاهلية تقدم خدماتها  وهويستقبل وفق بيانات حكومية ما يزيد عن 1.3 مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة ، كما ظلت الدبلوماسية الاردنية الاكثر اعتدالا ودعما  للسلم والامن في سوريا ، وانهاء الصراع  والارهاب فيها .

 الاردن اليوم وفي ظل اشتعال  الجبهة الجنوبية في سوريا يقف أمام توقيت حرج، وهو توقيت معقد جدا، بشقيه السياسي والإنساني، سيبقي حالة التأهب لقواته المسلحة الاردنية على أهبة الاستعداد  ، في مواجهة  الفاريين من عصابات القتل والموت والارهاب  الى داخل حدوده وهي الكلفة البشرية العسكرية الدفاعية  التي لم تفتر منذ السنوات السبع العجاف 

و اليوم ايضا  الحال ليس هو الحال ، بعدما اصبحت الامور  في مربع ما لا طاقة لنا به  ،  وبات على  الاردن ان يسعى الى ترتيب الاولويات اتجاه  اشتعال نيران الجنوب السوري  بالتحرك الأردني للحفاظ على حدوده وأمنه ،  من خلال السعي مع شركائنا الى المحافظة على اتفاق خفض التصعيد  والذي نص على أن تكون المنطقة الجنوبية خالية من كل القوى غير السورية، ودعوة  جميع الأطراف إلى احترام هذا الالتزام ، من منطلقين اولهما :-  حقن دماء واعراض الاشقاء والاخوة السوريين المستهدفيين بالقصف الهمجي ، وثانيهما :-  ان الاردن غير قادر على استقبال موجات لجوء جديدة داخل أراضيه، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع الوضع الإنساني الذي تخلفه موجات النزوح من الداخل السوري وفي الداخل السوري.

 وقد أعلن الأردن أنه لن يستقبل مزيداً من اللاجئين السوريين ولن يتحمل تبعات التصعيد في الجنوب السوري.

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في مداخله له عبر صفحته الشخصية على “تويتر” إنّ الأردن أدى دوره الإنساني كاملاً نحو الأشقاء السوريين ويتحمل ما هو فوق طاقته في استقبال اللاجئين وعنايتهم.

وأستدرك الصفدي في تغريدته التي نشرها مساء الأحد قائلاً “لكن المملكة لن تتحمل تبعات التصعيد في الجنوب ولن تستقبل المزيد”، مطالباً المجتمع الدولي العمل لوقف التدهور والتعامل مع تلك التبعات في سوريا ومن داخلها ومع المسؤولين عن التصعيد.

وطالب وزير الخارجية باحترام اتفاق خفض التصعيد في جنوب سوريا، مُحذّراً من التبعات الكارثية لتفجر العنف في الجنوب السوري على الشعب السوري الشقيق.

وقال الصفدي “إن استمرار القتال لن يعني الا المزيد من القتل والدمار للسوريين”، داعياً جميع الأطراف إلى توحيد جهودهم للعمل على تحقيق الحل السياسي “حقناً للدم السوري وتجنبا لتعميق المأساة”.

وأعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، يوم الاثنين، عن "تحضير روسي أردني لمباحثات ثنائية حول جنوب سوريا".

 وقال بوغدانوف في تصريحات للصحفيين أنه "سيتم بحث جنوب سوريا على المستوى الثنائي (الروسي- الأردني) في الوقت الراهن".

 وأضاف بوغدانوف أن "وزير الخارجية الأردني سيزور موسكو لهذا الغرض، وأن التنسيق مستمر بين الجانبين الآن لتحديد موعد الزيارة".

وجاء كلام بوغدانوف، رداً على ما نشر مؤخراً من التحضير لعقد مباحثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن لبحث الوضع في جنوب سوريا.

ونتابع في ملف الانباط  اليوم تطورات المشهد خصوصا  وان واشنطن  كما تشير التقارير قد وجهت رسالة إلى فصائل الجبهة الجنوبية التي تدعمها في درعا والقنيطرة، ألمحت فيها إلى أن الجهود الدبلوماسية لمنع هجوم على درعا والقنيطرة، تدعمه روسيا، منيت بالفشل، وطالبت الفصائل بعدم اتخاذ قرارات بناء على توقعات بأن واشنطن ستتدخل عسكرياً لحمايتهم.

 

 

وأوضحت الرسالة "الحكومة الأميركية تريد توضيح ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري (..) نتوجه إليكم بضرورة عدم الرد على الاستفزازات، لأن ذلك لا يؤدي سوى إلا إلى تسريع السيناريو الأسوأ للجنوب السوري وتقويض جهودنا".

 

 

وفي تطور لافت أعقب الرسالة الأميركية، شارك سلاح الجو الروسي باستهداف قرى وبلدات شمال شرق درعا ضمن الحملة العسكرية التي اطلقتها قوات النظام السوري منذ 19 حزيران الحالي، ضد  قرى وبلدات ريف درعا الشمالي الشرقي.

الا ان المعارضة قررت  تجاهل الرسالة الأميركية التي طالبتها بضرورة عدم بناء قراراتها في المعركة التي تشنها قوات النظام في درعا على توقع قيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري لصالحها. وأكد القيادي العسكري بالجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي تجاهل النصيحة الأميركية، وأن الخيار الوحيد هو مواجهة النظام والميليشيات العسكرية التابعة له.

 

 

وشدد النابلسي على أنه «إذا كانت هناك نصيحة أميركية، فيجب أن تكون للروس والنظام بالحفاظ على عهودهم ومواثيقهم بخفض التصعيد وعدم قتل المدنيين، أو إيجاد حل يكون مرضياً للقضية السورية بشكل عام، ولا نبقى ننتظر مجازر في منطقة تلو الأخرى». ولفت إلى أنه بعد الرسالة بفترة وجيزة أقلعت الطائرات الروسية من حميميم باتجاه الجنوب وبدأت العملية العسكرية وتركز القصف على بصرى ومنطقة اللجاة، وأعلنت روسيا أنها تقوم بالتمهيد، في إعلان واضح لإنهاء خفض التصعيد في الجنوب.

ويحظى الجنوب السوري في الوقت الحالي باهتمام دولي مكثف، عقب الأنباء عن استقدام الجيش النظامي منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته، والبدء بعمليات عسكرية تشنها القوات النظامية منذ أيام.

وجنوب غرب سوريا الواقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان واحد من الأجزاء التي لا تزال خارج سيطرة النظام بعد 7 سنوات من اندلاع الصراع.

وتكتسب منطقة الجنوب خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق

واتفقت روسيا والأردن والولايات المتحدة، في تموز 2017، على إنشاء منطقة لخفض التوتر العسكري بجنوب غرب سوريا، تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

 

 

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قوات النظام استهدفت بعد منتصف الليل أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة بأكثر من 55 صاروخاً من نوع أرض - أرض قصيرة المدى».

 

وأفاد بـ«إلقاء مروحيات تابعة للنظام صباح الاثنين 4 براميل متفجرة على الأقل في غرب المدينة، للمرة الأولى منذ أكثر من عام»، ولم يتمكن المرصد من توثيق أي خسائر بشرية.

 

ودفعت الغارات الكثيفة ليلاً المدنيين إلى النزوح داخل المدينة وفق المرصد، وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة درعا بتوجه عشرات العائلات من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم إلى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيراً على الأقدام وعلى متن دراجات نارية.

 

وقال المراسل إن بعض العائلات لجأت إلى خيم أو غرف صغيرة تم بناؤها بعد اندلاع النزاع في تلك الحقول، مشيراً إلى حالة من الخوف والهلع جراء القصف العنيف.

 

الى ذلك تحدث مصدر في الهيئة السورية للتفاوض عن انتهاء أعمال اليوم الأول من الاجتماع الدوري لهيئة التفاوض لقوى الثورة السورية اليوم الأحد بمقر الهيئة في العاصمة السعودية الرياض.

واستهل الأعضاء اجتماعهم في يومه الأول باللقاءات التحضيرية بين مكونات الهيئة، وعقب ذلك التئم اجتماع لمنسقي الهيئة ونائب رئيس الهيئة جمال سليمان مع رئيس وأعضاء المجلس الوطني الكردي، حيث جرت مناقشة التطورات الراهنة في الجنوب السوري، والشأن السياسي والمسائل التقنية المتعلقة بتشكيل لجنة الدستور.

وقال الدكتور يحيى العربضي المتحدث الرسمي باسم الهيئة السورية للتفاوض لـلصحفيين أن "الاجتماعات سوف يتم متابعتها غدا، وأكد "أن الموضوع الرئيسي هو موضوع درعا والتصعيد العسكري وستتم مناقشة الموقف الأمريكي مما يجري على الجبهة الجنوبية".

واعتبر أن "الموقف الأميركي بشكله الحالي لم يفاجىء المعارضة السورية وهي تعلمه جيدا منذ أن حدد الرئيس السابق باراك أوباما الخطوط الحمراء ثم تخلى عنها"، ولكن عبّر العريضي في ذات الوقت عن أسفه لهذه المواقف التي تركت الشعب السوري وحيدا.

ولفت الى أن أهلنا في الجنوب "لم يعتدوا على أحد، وهم سيقاومون تعدي النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية"، وأشار الى أنه "سيتم مناقشة ملف اللجنة الدستورية".

وأشار أيضا الى أن الهيئة العامة بمكوناتها التي اجتمعت في وقت سابق في مؤتمر الرياض ٢ ستجتمع غدا مع هيئة التفاوض بشكلها السابق الموسع.

وقال أن المستجدات العسكرية في درعا ستكون في رأس المناقشات المطروحة.

وكانت واشنطن قد أرسلت رسالة الى الجيش السوري الحر عبر سفارتها في العاصمة الأردنية أكدت فيها أنها لن تتدخل في درعا ازاء التصعيد العسكري الروسي مع النظام.

وتحدثت عن اتصالات جارية مع موسكو لوقف التصعيد، وطالبت فصائل الجيش الحر تقدير الموقف بما تراه مناسبا لها ولعائلاتهم وللسوريين.

 

 

 

ووثق ناشطون أكثر من 70 غارة روسية منذ منتصف ليل السبت/الأحد، استهدفت مدن وقرى الحراك وبصر الحرير والصورة وعلما ورخم وناحته والكرك الشرقي والمليحة الشرقية والغربية، بالإضافة إلى قرى صور وعاسم وحامر ومسكية وجدل في منطقة اللجاة، فضلاً عن مئات الصواريخ المدفعية وقذائف الهاون وعشرات البراميل المتفجرة التي أطلقتها قوات النظام السوري.

وتواجه فرق الدفاع المدني صعوبة في التحرك، لاسيما بعد استهداف الطيران الحربي لمعظم المشافي والنقاط الطبية، كمستشفى الحراك الميداني الذي أعلن خروجه عن الخدمة مساء السبت، وحول التطورات العسكرية الميدانية، نشرت غرفة العمليات المركزية على حساباتها الرسمية أخباراً أشارت إلى قيام مجموعات من الجيش السوري الحر ضمن غرفتي "توحيد الصفوف"، و"عمليات اللجاة"، بالتصدي لمحاولات اقتحام قوات النظام السوري على محاور بصر الحرير والمليحة الشرقية، وقرى مسيكة وجدل في منطقة اللجاة.

 

 

وخلال الساعات الماضية تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم محدود، بهجوم قادته مليشيا "قوات النمر" في منطقة اللجاة، لكن فصائل المعارضة تمكنت سريعاً من استعادة السيطرة على بلدة جدل.

  وول ستريت جورنال: ماذا بعد الغارات الروسية في جنوب غرب سوريا ؟

 

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية " إن الغارات الجوية الروسية في جنوب غرب سوريا والتي صاحبها قصف بالبراميل المتفجرة وقصف بالمدافع من قبل الجيش السوري إنما هي أحدث إشارة إلى المغامرات العسكرية شديدة الخطورة في هذه المنطقة القابلة للاشتعال في سوريا".

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم على نسختها الالكترونية، " إن هذه الضربات الجوية تمثل تحديا لنظام وقف إطلاق النار القائم بين روسيا والولايات المتحدة والأردن ، بينما تسعى القوات المتحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة في البلاد".

وتابعت " إن القوات المتحالفة مع الأسد هددت بشن هجوم بري وأسقطت منشورات تطالب باستسلام المسلحين في المنطقة" ، مشيرة إلى أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في القصف الذي دمر أيضا مستشفى ومركزا للطوارئ.

ونوهت بأن الولايات المتحدة ظلت لأسابيع تحذر النظام السوري من انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه العام الماضي مع روسيا والأردن ويشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء ، لكن يبدو أن الولايات المتحدة غير عازمة على أن يُزج بها في مواجهات بين المسلحين وقوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران ، وبينما بدأت الغارات الروسية أبلغ الأمريكيون العديد من قادة المسلحين ألا يتوقعوا تدخلا عسكريا بالنيابة عنهم.

وقالت وول ستريت جورنال إن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري أكدت اليوم الأحد أن القوات المتحالفة مع النظام استعادت السيطرة على العديد من البلدات الخاضعة لسيطرة المسلحين.

وأشارت إلى أن سبع سنوات من الحرب أجبرت الأسد على الاعتماد على حلفاء أجانب لمساعدته في استعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها المعارضة المسلحة.

وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي لصالح النظام السوري في أواخر عام 2015 قلب دفة الأمور بينما سارعت القوات البرية المدعومة من إيران لتولي الزمام على الأرض.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه مازال غير واضح ما إذا كانت هذه الغارات هي بداية لهجوم كبير لاستعادة السيطرة على المنطقة أم هي محاولة من الرئيس بشار الأسد للضغط على الولايات المتحدة والأردن للموافقة على ترتيب دبلوماسي جديد يسمح للنظام السوري بفرض سيطرته على المنطقة دون معركة.

وحذرت الأمم المتحدة من الآثار الإنسانية للمعركة في جنوب سوريا وتداعياتها على المنطقة قائلة إن نحو 6 آلاف مدني لاذوا بالفرار من منازلهم القريبة من الخطوط الأمامية.

وقالت الصحيفة " إن غالبية الفصائل المسلحة في جنوب سوريا سبق أن تلقت مساعدات عسكرية ولوجيستية من الولايات المتحدة وحلفائها "، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة توقف شحنها منذ أنهى الرئيس دونالد ترامب برنامجا سريا لوكالة الاستخبارات الأمريكية العام الماضي.

واتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية المعارضة أمس السبت بإطلاق قذائف مورتر على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في جنوب غرب البلاد ، ما أسفر عن مقتل شخص وإلحاق بعض الضرر بعقار.

وقالت وول ستريت جورنال " إن المسلحين المناوئين للحكومة في الجنوب يتمتعون بأفضلية عن نظرائهم في مناطق أخرى في سوريا إذ انهم غير محاصرين من قبل القوات السورية كالمسلحين في حلب والغوطة الشرقية".

وأضافت " إن روسيا لطالما تعهدت على مدار الأشهر الماضية بعدم شن غارات في جنوب سوريا ، لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح بغارة الليلة الماضية في الوقت الذي يهدد فيه وجود عسكري إيراني في جنوب غرب سوريا بإشعال فتيل مواجهة مع إسرائيل".

وتابعت " في مفاوضات جرت مؤخرا بين إسرائيل وروسيا ، سعى قادة إسرائيليون ، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، إلى الحصول على تأكيدات من موسكو بأن تبقى إيران ووكلاؤها بعيدا عن حدود شمال اسرائيل".

وقالت وول ستريت جورنال " إن إسرائيل واعية بشأن مليشيات مدعومة من إيران تتنكر كقوات سورية والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت القوات الإسرائيلية عازمة على مهاجمة هذه المواقع بنفسها أم أنها ستنتظر تدخلا أمريكيا".

سيناريوهات

اكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن سيناريو جديدا يجري التحضير له في سوريا لإيجاد أساس قانوني يخدم آيدلوجية الدول الغربية.

وقالت زاخاروفا، في تصريح خاص لـ"RT": "المهمة الرئيسية التي كانت أمام دول التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة، وللأسف أمام عدد من الدول الإقليمية، هي إسقاط بشار الأسد، وهذا الأمر كان واضحا منذ البداية".

وأشارت الدبلوماسية الروسية، أن التحالف قدم إلى المنطقة في سبيل إنجاز هذه المهمة، وأنهم حاولوا إيجاد آلية يثبتوا عن طريقها "عدم شرعية الأسد".

وأضافت: "مهمتهم فشلت، إذ إن الرهان كان على أن يقوم السوريون بأنفسهم بتغيير النظام عن طريق لعب دور عدم الرضا على طريقة إدارة البلاد.. نحن نعرف تمام المعرفة، وقوف الأموال وعدد من الدول خلفها، من أجل تحقيق هذه الأهداف".

وتابعت: "ابتكروا سيناريو جديدا باستخدام ما يسمى (معارضة معتدلة) وإرهابيين معتدلين، وعبر عمليات مسلحة للوصول إلى هدفهم المنشود، إلا أن هذا السيناريو فشل أيضا، حينها أصبح مطلوبا إنقاذ سوريا بل والمنطقة والعالم بأكمله من خطر الإرهاب مثل داعش وغيره، حينها انضمت روسيا إلى الجيش السوري لتحرير الدولة وإنقاذ المنطقة من هذا التهديد".

 

وشددت زاخاروفا، على أن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي للغاية على الجهود التي تبذل في جنيف وعلى سير عملية التسوية السلمية للأزمة، مشيرة إلى أن "كل استفزاز باستخدام الأسلحة الكيميائية، والتي تمولها الدول الغربية – على سبيل المثال (الخوذ البيضاء)، يحصلون فيها على ملايين الدولارات، ويتم اعتمادها كقاعدة للإثباتات، من جهة أخرى يقف المسلحون خلف تصنيع الأسلحة الكيميائية والمواد السامة، ويرون بأن عملهم وجهودهم لا تذهب في مهب الريح، وهذا سيكون حافزا لهم للاستمرار".

ودعت الناطقة باسم الخارجية الروسية السوريين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء مخططات المنظمات المشبوهة مثل "الخوذ البيضاء"، متمنية عليهم فضح أساليب وأكاذيب ما تقوم به هذه الجماعات على صفحات التواصل الاجتماعي.

وختمت زاخاروفا بالقول: "نعم، أعرف بأننا نطلب الكثير، ولكن ما نقوم به من ناحيتنا ليس بالقليل".