انتاج: نمو إيجابي لقطاع الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العام الماضي
أكد خبراء قطاع الاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات وأعضاء مجلس إدارة جمعيّة شركات تقنيّة المعلومات والاتّصالات (إنتاج) مواصلة القطاع لأدائه الإيجابي في العام الماضي، والّذي حقّقه في سنواته السابقة، متفوّقاً على التحدّيات الّتي اعترضت طريقه.
وقالت جمعية "إنتاج" في بيان، اليوم السبت، إنه يمكن اعتبار عام 2022 عام ريادة الأعمال وتميّز الشركات الناشئة الأردنيّة، خاصّة بعد إطلاق منصّة ريادة الأعمال الأردنيّة، وإطلاق خريطة الشركات الناشئة الّتي تستهدف 450 شركة ناشئة أردنيّة، موزّعة على 21 قطاعاً.
وأشار رئيس هيئة المديرين في "إنتاج" عيد صويص إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يواصل عمله بإيجابيّة متّزنة، إذ إنّ القطاع في السنوات المقبلة يستهدف وصول صادراته إلى نحو مليار دولار في حال استمرار الحوافز الحكوميّة.
ولفت إلى أنّ العديد من شركات القطاع سجّلت نموّاً ملحوظاً في عام 2022، خاصّة الشركات الّتي تقدّم خدمات التعهيد للشركات الجديدة الّتي دخلت السوق أو من خلال الشركات القائمة حاليّاً أو تلك الّتي أضافت خدمات التعهيد كاحدى خدماتها الجديدة.
وأكّد أهمّيّة إدخال خدمات الجيل الخامس إلى المملكة بفضل دعم شركات الاتّصالات، داعياً إلى الإسراع باختيار مزوّد الأجهزة للبدء بعمليّة تطوير الشبكات لتقديم الخدمة بشكل أسرع.
واعتبر صويص أنّ هنالك خطوات ملموسة لدعم قطاع الأمن السيبراني في الأردنّ، خاصّة في الجانب القانونيّ، والعمل على استراتيجيّة الذكاء الصناعيّ ومسوّدة حماية البيانات الشخصيّة وغيرها من الأنظمة والقوانين.
وأكد عضو مجلس إدارة "إنتاج" والرئيس التنفيذيّ لشركة "اوبتيمايزا" ماجد السفري أنّ الأزمات الّتي مرّ بها العالم خلال السنوات السابقة كأزمة كورونا، والأزمات السياسيّة والاقتصاديّة، أثبتت قوّة قطاع تقنيّة المعلومات من خلال الحلول المختلفة القادرة على تلبية متطلّبات معظم القطاعات وتحسين حالة القطاعات المختلفة واستمراريّتها.
وبشأن أداء قطاع تقنيّة المعلومات المحلّيّ في العام 2022، يرى السفري أنّ الأداء كان جيّداً وشهد نموّاً رغم الأزمات العالميّة والصحّيّة، مشيراً إلى أن الأزمات كانت سبباً في النموّ نتيجة تزايد مستخدمي الخدمات الرقميّة على المستوى الحكوميّ أو الأفراد.
ولفت إلى وجود طلب كبير في الأردنّ ودول المنطقة على حلول وأدوات تقنيّة المعلومات المختلفة، في ظلّ أنّ حكومات دول المنطقة تسعى إلى تنفيذ استراتيجيّات التحوّل الرقميّ في بلدانها، الأمر الّذي رفع الطلب على حلول الأعمال الرقميّة الأردنيّة.
ويتوقّع السفري أن يستمرّ القطاع خلال العام الجاري بالنموّ إيجابيّاً، وسط تنفيذ الحكومة لرؤية التحديث الاقتصاديّ الّتي احتوت في كثير من محاورها على مشاريع للتحوّل الرقمي.
ورجّح نموّاً في التوظيف نظراً لارتفاع الإنفاق على مشاريع التحوّل الرقميّ وارتفاع الطلب على تخصّصات الحوسبة السحابيّة والبيانات وتحليلها.
وأكّدت عضو مجلس إدارة "إنتاج" ومدير عام شركة "باء ميم باء" للتكنولوجيا في الأردنّ ربّى درويش، الدور الكبير الّذي قامت به جمعيّة "إنتاج" في دعم وإطلاق المبادرات الممكنة لتطوير القطاع.
ونوّهت بأنّ الجمعيّة استطاعت تسليط الضوء على العديد من الفرص الاستثماريّة المتاحة في دول المنطقة أمام شركات القطاع، وذلك من خلال تمكينها من المشاركة في المعارض الدوليّة والإقليمية كالسعوديّة والعراق وسلطنة عمّان، والإمارات العربيّة المتّحدة.
وقالت درويش إنّ العام 2022 شهد تركيزاً كبيراً على الأمن السيبراني، الأمر الّذي فتح العديد من الفرص أمام الشركات المحلّيّة.
وأشارت إلى أنّ خدمات التعهيد شهدت نموّاً كبيراً خلال العام الماضي، وتوقّعت أن يسجّل القطاع نموّاً في بعض المجالات محلّيّاً، داعية إلى تكثيف الجهود لاستكشاف الفرص الاستثماريّة في دول المنطقة.
ونوّهت درويش بأنّ الوحدة الاقتصاديّة لتمكين المرأة في جمعيّة "إنتاج"، والّتي سيجري إطلاقها خلال العام الحالي، سيكون لها دور كبير في خلق قيمة مضافة لشركات القطاع من خلال مبادرات وبرامج ستستهدف نموّ تلك الشركات.
وقال الرئيس التنفيذيّ لجمعيّة "إنتاج" المهندس نضال البيطار، إن نهاية عام 2022 شهدت إطلاق وحدة دراسة الأسواق الّتي ستسهم في زيادة صادرات شركات القطاع خلال العام الحالي، إذ إنّها تهدف إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة للشركات والمؤسّسات في السوق المحلّيّة والأسواق المجاورة، انتقالاً إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأسواق الّتي لديها فرص كبيرة لعمل الشركات الأردنيّة فيها، موضّحاً أنّ الوحدة ستعمل على نشر أبحاثها ودراساتها من خلال منصّة إلكترونيّة بشكل مجّانيّ لمنتسبي جمعيّة "إنتاج"، في حين سيجري الإعلان عن آليّة لضمان استفادة الشركات الناشئة والشركات غير الأعضاء من هذه الدراسات.
وبالنسبة لريادة الأعمال، أكّد البيطار أنّ بيئة ريادة الأعمال في المملكة أصبح لديها مزيد من الأدوات نحو زيادة تعزيزها ونموّ الشركات الناشئة، إذ أنّ الأردنّ شهد نموّاً في عدد الشركات الناشئة خصوصاً خارج المملكة، والّتي فتحت فروعاً لها في دول المنطقة في سبيل رفع تنافسيتها وزيادة فرصها في الحصول على استثمارات، لافتا إلى أنّ هنالك العديد من الشركات التي حصلت على استثمارات من المستثمرين في دول المنطقة.
وأشار إلى أن منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاتّصالات وتكنولوجيا المعلومات 2022 وفرّ مساحة كبيرة لريادة الأعمال من خلال تخصيص منطقة تحت اسم 'قرية الشركات الناشئة'.
وبيّن البيطار أنّ المنتدى أتاح الفرصة لترتيب أكثر من 1400 اجتماع ثنائيّ و 400 لقاء بين ممثّلين عن 53 صندوقاً استثماريّة وشركات ناشئة أردنيّة.
وقال إنّ عام 2022 شهد تعزيز العمل على تطبيق السياسة العامّة لريادة الأعمال والخطّة الاستراتيجيّة الوطنيّة الّتي أقرّت في نهاية عام 2021، وذلك من خلال المجلس الوطنيّ لريادة الأعمال، الأمر الّذي يعزّز الشراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ في دعم ريادة الأعمال.
ولفت البيطار إلى أنّ العام 2022 شهد إطلاق منصّة ريادة الأعمال الأردنيّة، لتكون منصّة وطنيّة متكاملة تروّج للشركات الناشئة الأردنيّة وتشبكها مع الجهات ذات العلاقة بما فيها صناديق رأس المال المغامر، وحاضنات ومسرّعات الأعمال ومزوّدو الخدمات ذات العلاقة، حيث يجري العمل على تحديثها حاليّاً وهي تشمل خريطة الشركات الناشئة الّتي تتضمّن 450 شركة ناشئة أردنيّة، موزّعة على 21 قطاعاً عليها ممّا يزيد من حجم التفاعل والتواصل بينها وجميع الجهات ذات العلاقة.