فصيلة دم نادرة.. لا يمتلكها سوى 43 شخصاً بالعالم

من بين العديد من فصائل الدم الشائعة والنادرة التي يحملها الناس، هناك فصيلة واحدة، تعد الأندر على الإطلاق، وهناك نحو 43 شخصاً فقط في العالم بأسره يحملونها، وتدعى «Rh null»، وتمتاز بعدم وجود العامل الرايزيسي فيها، وهو العامل الأكثر انتشاراً بين فصائل الدم لمعظم البشر.

ومن بين الـ 43 شخصاً الذين يحملون هذه الفصيلة النادرة، هناك تسعة أشخاص منهم من المتبرعين النشطين حالياً. وإلى جانب كوْن هؤلاء الأشخاص من المميّزين، فإن فصيلة الدم «Rh Null»، والتي أطلق عليها الخُبراء بفصيلة «الدم الذهبي»، تُعد قيّمة للغاية، وذلك باعتبارها فصيلة دم شامل، يستطيع صاحبها التبرُع لأي شخص لديه أنواع دم نادرة داخل نظام العامل الرايزيسي. ما يعني أن قدرة الشخص الحامل لهذه الفصيلة على إنقاذ حياة الآخرين، هائلة للغاية، عندما يتعلّق الأمر بنقل الدم.

 


يعود الأمر إلى العام 1961 حينما اكتشف العلماء فصيلة دم نادرة جدا تدعى "Rh-null" أو كما أسموها بالدم الذهبي، حيث تفتقر إلى 61 مستضاد في نظام فصائل الدم.

وفي الـ49 عاما التالية تم تسجيل 43 شخصا فقط حول العالم لديهم هذه الفصيلة النادرة من الدم، إحدى هذه الحالات الشهيرة هو الطفل "توماس" البالغ من العمر 10 سنوات والذي ذهب في العام 1974 إلى مستشفى جامعة جنيف للحصول على فحص لأحد أنواع العدوى.

كان هناك 35 مجموعة دم معروفة، ولم يكن لدى توماس، أي مجموعة منها، سواء بالسلب أو الإيجاب، لم يكن لديه أي مستضادات "RH" للتحدث عنها، فمن الناحية التقنية لا ينبغي أن يكون "توماس" على قيد الحياة.

أصابت الصدمة الطبيب المعالج وقرر إرسال توماس، إلى أمستردام وباريس لإجراء اختبارات للدم، وتم التأكد من أن لديه فصيلة دم نادرة جدا وهي "Rhnull".

الفكرة هي أنه إذا كانت لديك فصيلة الدم "Rhnull" فكن مستعدا لأن تصبح محط اهتمام العلماء والأطباء كذلك، لأنهم يريدون دراستها ببساطة، بالإضافة إلى أنه سيكون لديك القدرة على إنقاذ حياة شخص يحمل نفس الفصيلة فهي فصيلة دم نادرة ويحتاج أصحابها إلى متبرعين حول العالم، لكن انتبه لأن خلط فصائل الدم بفصيلة مختلفة قد يكون مميتا، وفقا لموقع "Scoop Whoop".

 

ماذا يعني أن يكون دمك ذهبيا؟

الأشخاص الذين لديهم فصيلة دم "Rhnull" يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية تماما وينجبون أطفالا، ولكنهم غالبا ما يصابون بالأنيميا.

الحياة تبدو مختلفة لهؤلاء الأشخاص فهم يحتاجون فقط إلى عناية خاصة، فيجب عليهم أن يقودوا السيارات مثلا بعناية فائقة وأن يتجنبوا الإصابات والحوادث قدر الإمكان، فالنسبة لهذه الفصيلة من الدم يوجد عدد متبرعين قليل جدا يبلغ 17 متبرعا فقط، والتي يحرص الأطباء على تقدير عينات الدم المتبرع بها جيدا ويستخدمونها في حالات نادرة جدا.

ماذا لو نقل لأصحاب الدم الذهبي فصيلة أخرى؟ المأزق الذي يقع فيه أصحاب الدم الذهبي هو أنهم كغيرهم لا يمكن أن ينقل إليهم دم إلا من نفس الفصيلة، ولأن فصيلة دمهم نادرة جدا فلن يجدوا عددا كبيرا من المتبرعين.

فعندما يستقبل شخص ما دماء من أحد المتبرعين فإن الجهاز المناعي سيستقبل فقط المستضادات التي تناسب فصيلة دمه، وإذا تلقيت فصيلة دم خاطئة فإن الجهاز المناعي لديك سوف يهاجم خلايا الدم الحمراء والتي تصبح نتائجها كارثية ومميتة.