الشيطنة...

ابراهيم ابو حويله

 
هل من المقبول التعميم ، وهل الكل في كفة ، وهل كان الجميع يوما جميعا ...

نتعرض اليوم لحملة شيطنة هذه الفئة أو تلك ، وهل كل من خدم في الحكومة أو تبوء منصبا هو من الفاسدين ، لقد خدمت في مواقع مختلفة ، وفي أماكن مختلفة ، وكان هناك زملاء مخلصون دائما يحملون عبء الأمانة والوظيفة ويقومون بأعمالهم بكل إخلاص ...

أذكر في موقف أن أحد هؤلاء كان في ضيافة قريب له ، فقال هذا القريب كل رئيس قسم فما فوق في الحكومة فاسد ، فقال له الموظف أنت تعرفني جيدا وتعرف ما أملك فهل أنا فاسد ...

نعم هناك فاسدون وهناك حمل خبيث يفرض نفسه بوسائل مختلفة ، ونحن نعرف بعضهم ، وهؤلاء الطفيليون يعتاشون على دماء الشعوب ، ولكن ليس الكل من هذه الفئة ، وهذه الفئة يجب حصرها وحصارها والتضيق عليها ، ولكن بعد التأكد تماما من مصادر موثوقة منهم ، فلا تكفي إشاعة أو شبهة لإغتيال حياة إنسان أو سمعته أو عائلته...

فنحن نسمع عبارات من قبيل خربانه والفساد عم وطم ، ولكن بعد التحري قليلا ستجد أنه نعم هناك فساد يطال كل الفئات من الصغير إلى الكبير، ولكنه ليس عام ولا طام ، فهناك عدد هنا وعدد هناك ، وهناك وهناك ، ولكن لو عم الفساد كل مفاصل الدولة ، هل كان وضع البلد سيكون هكذا ...

نحن نجلد أنفسنا بشكل كبير ، ونجلد المسؤول ونطلب أحيانا الكثير ، ونحن لا نملك هذا الكثير ، ونعم هناك في المقابل تصرفات من بعض المسؤولين مرفوضة ، فهم يمارسون أعمالهم وحياتهم في رفاهية بالغة ، والشعب لا يملك ثمن هذه الرفاهية يا سادة ...

ورحم الله عمر حين خاطب بطنه قائلا قرقر أو لا تقرقر فلن تشبع حتى يشبع فقراء المسلمين ، عندما يشعر الشعب بأن المسؤول يعيش حياته ويحمل همه ويسعى لحل مشاكله ، فهو يقف بقوة معه ، أما إذا شعر بأنه يسعى لحل مشكلته على حسابه فهو حتما سيرفض هذا المسؤول...

ويؤسفني أن أقول بأن الفساد لا يتعلق بطبقة ولا فئة ، فأنت ترى أحيانا موظف صغير فاسد وكبير فاسد ، فيجب محاربة الفساد كظاهرة من قبل الجميع ، فنحن في بيت واحد ، وفي سفينة واحدة ، وكل تصرف حتما سيؤثر في الآخر...

يجب أن نرفض الشيطنة مبدئا ويجب أن نحاسب بناء على حقائق وإنجازات، ويجب أن يعلو صوت العقل والحقيقة ومصلحة الوطن ، على أصوات الإشاعات والمسبات والإساءة الشخصية المقيتة ،فهذه الأساليب لا تبني وطنا ولا تصنع حضارة ...

ولكم الإحترام ، ولشهدائنا الأبرار كل الدعاء بالمغفرة والرحمة ، فهم يقدمون حياتهم حتى نعيش نحن حياتنا ...