ارتفاع هرمون FSH

أسباب ارتفاع هرمون FSH يعدّ ارتفاع ‏هرمون FSH أمرًا طبيعيًا عند النساء خلال الفترة التي تُعرف بالطور الجُريبيّ (بالإنجليزية: Follicular Phase) من الدورة الشهرية، فقد لوحظ أنّ مستويات الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر يرتفعان في هذا الطور،[١] علمًا بأنّ الطور الجريبيّ يبدأ في أول يوم من نزول دم الحيض وينتهي بحدوث الإباضة،[٢] وينخفض مستوى الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر خلال مرحلة أخرى من الدورة تُعرف بالطور الأصفريّ (بالإنجليزية: Luteal phase)،[١] وحقيقة يبدأ الطور الأصفريّ بعد الإباضة، أي بعد أن يطلق المبيض البويضة، وينتهي قبل بدء دورة شهرية جديدة،[٣] ويعد ارتفاع هرمون FSH طبيعيًا أيضًا مع تقدّم المرأة في العمر، فمثلًا كلما تقدم عمر المرأة ارتفع مستوى الهرمون ليصل إلى 40 ميلي وحدة دولية/مليلتر (mIU/mL) أو أكثر خلال فترة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause).[١] يختلف تفسير أسباب ارتفاع مستوى هرمون FSH؛ فالأسباب تبدو مختلفة بين الرجال والنساء والأطفال،[٤] وفيما يتي بيان ذلك بشيء من التفصيل: أسباب ارتفاع هرمون FSH لدى النساء: من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع مستويات هرمون FSH هو بداية مرحلة انقطاع الطمث كما ذكرنا، لكن عندما يكون الارتفاع لدى الفتيات اللاتي تقل أعمارهنّ عن 35 عامًا، فلا يكون الارتفاع أمرًا طبيعيًا في العادة، وقد يشير إلى عدة احتمالات،[٥] ومن الأسباب التي قد تكمن وراء ذلك ما يأتي:[٤] الإصابة بقصور المبيض الأوّلي (بالإنجليزية: Primary ovarian insufficiency) أو ما يُعرف بفشل المبيض المُبكر (بالإنجليزية: Premature ovarian failure)، وهو يتمثل بتوقف المبايض عن عملها عند النساء اللواتي تقل أعمارهنّ عن 40 سنة. الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض؛ (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) وهي اضطراب هرموني شائع قد يؤثر في قدرة النساء على الإنجاب، بل يعد أحد الأسباب الرئيسية لعقم النساء. ظهور أورام في المبيض. الإصابة بمتلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner syndrome)؛ وهي اضطراب جيني يؤثر في التطور الجنسيّ لدى النساء، وعادةً ما يسبب العقم. انخفاض احتياطي المبيض (بالإنجليزية: Diminished ovarian reserve)؛ وهو أحد الأسباب الشائعة لإصابة النساء بالعقم، ويتمثل بإنتاج عدد قليل جدًا بجودة منخفضة من البويضات أو عدم إنتاج بويضات كليًا، وذلك يؤثر سلبًا في فرص الخصوبة لدى النساء.[٦] أسباب ارتفاع هرمون FSH لدى الرجال: وعادة ما تتمثل بالأسباب الآتية:[٧] مشاكل في الخصيتين؛ كعدم وجود خصيتين إطلاقًا، أو عدم قيام الخصيتين بوظائفها كما يجب. إصابة الخصيتين بتلف لسبب ما؛ كاضطراب تعاطي الكحول، أو بسبب الخضوع لعلاج كيميائي أو إشعاعي. الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر (بالإنجليزية: Klinefelter syndrome)، وتتمثل هذه المتلازمة بوجود كروموسوم X إضافي بحيث يمتلك الذكور المصابين بهذه المشكلة XXY بدلًا من XY، وتُسبب هذه المشكلة عددًا من الاعراض وقد تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.[٧][٨] أسباب ارتفاع هرمون FSH لدى الأطفال: قد تشير القيم المرتفعة لهرمون FSH لدى الأطفال إلى اقتراب سن البلوغ.[٧] ولمعرفة المزيد عن أسباب هرمون FSH يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب ارتفاع هرمون FSH وعلاجه). أعراض ارتفاع مستوى هرمون FSH لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة من ارتفاع هرمون FSH، وقد يكون تحليل الدم لمستويات الهرمون هو العلامة الوحيدة التي تشير إلى ارتفاع الهرمون، أمّا في المراحل اللاحقة فإنّ الأعراض لدى النّساء تتشابه مع أعراض انقطاع الطمث؛ مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، والهبّات الساخنة، والصداع، بالإضافة لصعوبة حدوث حمل بالرغم من السعي للإنجاب،[٦] ويجدر بالذكر أنّ المستويات المرتفعة لهرمون FSH لا تعني أنه لا يمكن حدوث حمل، بل هو أحد العوامل التي ينبغي أخذها بعين الاعتبارعند وجود صعوبة في الحمل،[٩] أمّا الأعراض التي قد تظهر عند الرجال؛ فتتمثل بقلة الطاقة والنشاط، وضعف الانتصاب، وانخفاض الرغبة الجنسية، والعقم.[١٠] تشخيص ارتفاع هرمون FSH يعتمد تشخيص أي ارتفاع هرموني على الأعراض التي يعاني منها الشخص المعنيّ، وعلى تاريخه المرضيّ،[١١] وإنّ الجزم بتشخيص الحالة لا يتمّ إلا باختبار يقيس مستوى الهرمون المنشط للحوصلة في عينة الدم، ويعتمد تحليل النتيجة على عمر المصاب ومرحلة تطوره الجنسي،[٧] وقد تُطلب التحاليل المخبرية الآتية في حال كان نقص الهرمون المنشط للحوصلة لدى الرجال:[١٠] تحليل مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر، وهرمون التستوستيرون. تحاليل للمرضى المصابين بأورام الغدد التناسلية؛ كفحص هرمونات الغدة النخامية مثل الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid-stimulating hormone)، والكورتيزول الصباحي، والهرمون المنشّط لقشرة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone)، والبرولاكتين، وفي بعض الأحيان يُطلب إجراء تحليل هرمون النموّ. فحص النمط النووي لخلايا الدم البيضاء المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral leukocyte karyotype)؛ يُجرى هذا الفحص للرجال المصابين بقصور الغدد التناسلية الخلقي الأولي؛ للكشف عن الإصابة بمتلازمة كلاينفلتر في حال وجودها، ويُشار إلى أنّ قصور الغدد التناسلي الأساسي أو ما يُعرف بعجز الخصية الأوليّ يُقصد به حالة صحية تُعزى إلى وجود مشكلة في الخصيتين.[١٢] ويمكن تعريف النمط النووي بأنه صورة لكروموسات الشخص.[١٣] يختلف التشخيص لدى النساء المُصابات بارتفاع هرمون FSH، إذ يتطلب التشخيص التمييز والتفريق بين فشل المبيض أو أورام الغدد التناسلية، فمثلًا عند إصابة المرأة بفشل المبيض فإنّ مستويات هرمون FSH ومستويات هرمون LH تكونان مرتفعة، أما عند إصابة المرأة بأورام في الغدد التناسلية فإن مستويات هرمون FSH تكون عادةً مرتفعة مع بقاء هرمون LH ضمن المستوى الطبيعي، مع وجود بعض الاضطرابات في هرمونات الغدة النخامية، وفي حال شُخصت الحالة بفشل المبيض للنساء اللواتي تقل أعمارهنّ عن 30 سنة فينبغي إجراء فحص وتقييم النمط النووي لاستبعاد وجود إصابة بمتلازمة تيرنر، وفي حال وجود نمط نووي طبيعي فإنه من المحتمل وجود أمراض مناعة ذاتية؛ بما في ذلك أمراض الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، ويُنصح حينها بإجراء بعض الاختبارات، مثل فحص الهرمون المنشط للغدة الدرقية، والأجسام المضادّة للغدة الدرقية، وتحليل الكورتيزول الصباحي، وتحليل الهرمون المنشط لقشرة الكظرية.[١٠] علاج ارتفاع هرمون FSH يمكن علاج ارتفاع هرمون FSH بأخذ بعض الأدوية مثل الإستروجين وحبوب منع الحمل الفموية، ولكنّ تقليل مستوى هرمون FSH لا يغير من مخزون البويضات في المبيض، ولا يزيد فرصة حدوث الحمل،[١٤] وهنا تكمن الضرورة في الإجابة على سؤال محتمل (هل من المجدي فعلًا تقليل مستويات هرمون FSH)، قد يكون الجواب لا، لأنّه يمكن تقليل مستويات هرمون FSH بسهولة في غضون أيام قليلة باستخدام أدوية الاستروجين، لكن ذلك لا يعالج المرض الرئيسي بل سيسيطر على الأعراض فقط،[١٥] لذا ينبغي أن يتركز العلاج على السبب الرئيسي للمشكلة، فعند النساء المصابات بقصور الغدد التناسلية الأولي وهو قصور المبيض، أو القصور الثانوي وهو قصور الغدة النخامية، يتمثل العلاج بالهرمونات البديلة مثل الإستروجين والبروجيستيرون، أما العلاج عند الرجال المصابين بقصور الغدد التناسلية الأولي وهي الخصيتين أو القصور الثانوي وهو الغدد النخامية، فإن العلاج المقترح هو العلاج ببديل التستوستيرون إما على شكل جل أو لصقات أو حقن عن طريق العضل، وقد يكون العلاج جراحيًا في حال وجود أورام في الغدد التناسلية، أو أورام في الغدة الكظرية أو الغدد التناسلية، بعد تأكد الطبيب من عدم وجود مانع طبي لإجراء العملية الجراحية.[١٠] نظرة عامة حول هرمون FSH الهرمون المنبه للجريب، أو الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) المعروف اختصارًا بهرمون FSH، هو أحد الغونادوتروبينات التي تُعرف أيضًا بموجهات الغدد التناسلية (بالإنجليزية: gonadotropic hormones)، والهرمون الآخر يُرف بالهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone)، وهو أحد الهرمونات الموجهة للغدد التناسليّة أيضًا، ويتم إفرازهما من الغدة النخامية إلى مجرى الدم، ويعد هرمون المنشط للحوصلة أحد الهرمونات الأساسية المهمة لعملية البلوغ، ولوظائف مبايض المرأة، وخصيتي الرجل.[١٦] وعلى الرغم من أنّ الرجل والمرأة لديهما هذا الهرمون،[١٧] إلّا أنّ مستواه يبدو ثابتًا نسبيًا عند الرجال بعد سن البلوغ، ولم يُعرف الكثير بعد عن مستواه عند الرجال بعد التقدم في العمر، لكن في حال وجود ارتفاع في مستوى الهرمون المنشط للحوصلة فقد يُعزى ذلك إلى بعض العوامل المرتبطة بالخصيتين،[١٨] أما عند النساء فإنّ مستوى هذا الهرمون يتغير بشكل طبيعيّ بحسب الوقت من الدورة الشهرية، وكذلك يتغير بتقدم المرأة في العمر.[١] إذ ينبغي العلم أنّه لا يوجد مستوى محدد يمكن تصنيفه على أنّه طبيعيّ للهرمون المنشطة للحوصلة دون ربطه بالوقت من الدورة والعمر كذلك، لذلك ينبغي إجراء فحص الهرمون المنشط للحوصلة في أيام محددة من الدورة الشهرية (اليوم الثاني أو الثالث)، ليتم تقييم مستوى الهرمون بشكل دقيق، ونجد أنّ جميع المراجع تستند إلى مستوى الهرمون في هذا الوقت من الدورة الشهرية.