هل تعاني من وسواس الترتيب؟

وسواس الترتيب أو وسواس التماثل والتنظيم والدقة هو نوع من الوساوس والهلاوس التي تصيب البعض، حيث تنتاب البعض رغبة جامحة في الترتيب والتنظيم بصورة متكررة ولافتة، حيث يقوم الشخص المصاب بدوافع قهرية لتنظيم الأشياء نفسها عدة مرات في الوقت الواحد.

أسباب وسواس الترتيب

التنظيم والترتيب من الأمور المألوفة التي تحبها الفطرة السليمة، إلا أن بعض الناس قد يصابون بهوس الاكتمال أو ما يطلق عليه وسواس الترتيب وهناك عوامل تدفع بقوة إلى الإصابة بهذا الوسواس أهمها:

  • الأفكار اللامنطقية بحيث يقنع الشخص المصاب نفسه بأن قيامه بالمبالغة في الترتيب ما هو إلا بدوافع الحرص على سلامة الأبناء، وتجنب إصابتهم بأي أذى.
  • دوافع ذاتية ونفسية بحيث يعتقد المصاب أن عدم الحرص على الترتيب ربما يصيبه بالإيذاء، بحيث تتراكم تلك الهلاوس والمخاوف، حتى تتعمق.
  • عادات في الأصل اكتسبها الأشخاص من أشخاص آخرون كالبنت من أمها، أو الولد من أبيه.
  • مواقف وخبرات حياتية سابقة، ارتبط فهم الفرد فيها بحدوث بعض الإيذاء له لأنه ترك الأشياء بدون ترتيب.
  • أعراض وسواس الترتيب

    هناك عدة أعراض تظهر على مريض وسواس الترتيب وهي تمثل دوافع قهرية عقلية باطنية في المقام الأول، ومن أبرز تلك الإعراض:

    • المحاولة المستمرة للتخلص من مشاعر الاكتمال.
    • تنتاب المصاب مشاعر النقص وعدم التماثل والدقة، ومن ثم فهو لحوح بشكل دائم على ترتيب الأشياء.
    • الشعور بالقلق والتوتر المستمرين من أن مكروها قد يقع إذا ظلت الأشياء في أماكنها.
    • الشعور بالقلق من أن مصيبة يمكن أن تقع من أجل ذلك، مما يدفع المصاب، إلى ترتيب الألوان حسب درجاتها.
    • ومع أن ترتيب الألوان حسب درجاتها في حد ذاته لا عبر إلى عن ذوق رفيع وترتيب يدل على مدى ذوق صاحبه.
    • غير أن ارتباط عدم وجود الألوان بترتيب معين يؤدي إلى حدوث مصيبه هذا هو المرض وهذا هو الهوس الذي لابد من وضعه في الحسبان.
    • السلوكيات المصاحبة لوسواس الترتيب

      هناك عدة سلوكيات يمكن أن تصاحب اضطراب وسواس الترتيب، من أهمها:

      • حدوث ردود أفعال تتسم بالمبالغة والحدة تجاه أي شيء مائل أو غير منتظم.
      • فوجود بعض الكتب في المكتبة غير مصطفة بشكل جيد، قد يكون دافعًا لردود أفعال سيئة وعنيفة.
      • اتهام المحيطين بالفوضى وعدم الترتيب والنظام، والإهمال وعدم حب الترتيب.
      • عدم رضا الشخص المصاب بهوس الترتيب عن الفوضى والرغبة العارمة في تصحيح أوضاعها.
      • ربما يتحمل جهدًا مضاعفًا في سبيل إرضاء وساوسه.
      • الرغبة في القيام بأشياء لا منطقية لا لشيء إلى إلا لمجرد تحقيق تلك الرغبة في التوازن.
      • يريد طول الوقت أن يرضي هواجسه، ويحقق رغباته في الترتيب على حساب الأعمال الهامة.

    أمثلة على وسواس الترتيب

    هناك آلاف الأمثلة التي يمكن اعتبارها مرتبطة بهلاوس الترتيب المفرط التي قد يصاب بها البعض، وربما تحدث لأي شخص بشكل أو بآخر، ومن أهم تلك الأمثلة:

    • الهوس بالترتيب وفق أنماط معينة كالرغبة في ترتيب الملابس داخل خزانة الملابس وفق الألوان.
    • تجنب النظر إلى جدران أو أرضيات تأخذ أشكالاً هندسية متدرجة بشكل معين.
    • الإصابة المستمرة بالقلق والتوتر كلما نظر إلى شيء غير مرتب، لعجزه عن ترتيبها وفق رؤيته.
  • مخاطر الإصابة بوسواس الترتيب

    تكمن خطورة هذا النوع من الوساوس، في أنهم لا يطلبون المساعدة ولا العلاج؛ نظرًا، لأنه لا يعتبرون أنفسهم مخطئين ولا مرضى يستحقون العلاج، ويمكن إيجاز أبرز مخاطر هذا النوع من الوساوس القهرية:

    • إضاعة الكثير من الوقت في التشدد في عملية الترتيب والاكتمال.
    • تأثر العلاقات الاجتماعية للشخص، حيث تبدوا تصرفاته أمام الآخرين مريبة.
    • تعطل الكثير من أهداف وإنجازات الشخص بسبب ضياع الكثير من الوقت والجهد في الترتيب.
    • الإصابة بالقلق والتوتر غير المبرر.
    • ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالأمراض المستعصية نتيجة القلق الزائد.
  • علاج وسواس الترتيب

    يعتمد علاج وسواس الترتيب على أكثر من نوع من أنواع العلاج منها ما يلي:

    1. العلاج النفسي السلوكي

    علاج وسواس الترتيب والاكتمال يقوم على العلاج النفسي متمثلا في النموذج المعرفي السلوكي وجلساته التي تهدف إلى الفصل بين ما يقوم به الشخص، وبين حياته وعلاقاته الاجتماعية وأدائه الوظيفي.

    2. العلاج عن طريق العقاقير

    كذلك يمكن للمعالج المزج بين العلاج النفسي وبين الأدوية ومضادات الاكتئاب.

    3. العلاج عن طريق تعديل البنية المعرفية

  • ويمكن الاعتماد على تصحيح وتعديل البنية المعرفية للأشخاص المصابين وتعديل تصوراتهم وأفكارهم نحو الترتيب، ومحاولة إقناعهم بأنه لن ينتهي العالم لمجرد وجود الأشياء في غير أماكنها قليلاً.

    وأنه لا مانع من تعديل أوضاع الأشياء بعيدًا عن القلق والتوتر، ويكون العلاج بتلك الطريقة ناجحًا في بداية اضطرابات الوسواس.

    4. العلاج عن طريق مقاومة الأفكار الاستحواذية

    ويمكن أن يتحقق علاج وساوس الاكتمال والتنظيم في مقاومة الأفكار الاستحواذية والتصورات المهيمنة في الشخص والمتحكمة في تصرفاته وردود أفعاله.

    5. العلاج عن طريق استثارة الشخص المصاب

    وذلك من خلال استثارة الشخص المصاب ووضعه في مواقف استفزازية فوضوية، ولاشك أنه سوف يصاب بالقلق والتوتر، ولكن ملاحظة ردود أفعاله في تلك المواقف سيكون سببًا في وضع البرامج العلاجية الصحية.

    6. العلاج عن طريق القبول الجزري

    ويقوم البعض بممارسة ما يعرف بـ "القبول الجذري” لعلاج هذا النوع من الاضطرابات والوساوس المتعلقة برفض الفوضى والميل إلى الاكتمال.

    ويعتمد هذا النموذج العلاجي على مساعدة الناس على تجنب محاربة الواقع، ومحاولة التخلي عمن لا يمكنهم تغييره وترتيبه، وعدم اللجوء إلى الترتيب الوهمي حتى لا يصاب الشخص بالوساوس والهوس الاكتمالي.