تزييف الحقائق وهم الطب البديل



غيداء الخالدي

 " العلاج بالطاقة الحيوية " ، وأيضا ما يسمى بـ " جلسات السلام "  يروج لها بعض الأشخاص كحل للعديد من المشكلات والأزمات التي يمر بها البشر وهي تقنية يابانية المنشأ تستخدم  كنوع من الطب البديل،ويتم فيها قيام المعالج بوضع يده فوق مواضع معينة من الجسم لتحفيز قدرات الجسم على الشفاء الذاتي عبر تمارين معينة وجلسات تدريبية .

ولا تزل الشكوك تحوم حول الدورات التي تقعد ( الاسقاط النجمي، الكارما، الريكي، والطاقة الخفية لبعض الأحجار، والفونج شوي، واليان واليانغ وهي حمية الماكروبايوتك)  والتي يعلن انها تخلص الناس من الأرق والصدع والتوتر ويصل فيها ان تشفي الناس من الامراض المزمنة مثل السرطان والسكري والعقم والتوحد وغيرها من الامراض . 


 الغزو الطاقي الذي بدأ يتضاعف وجوده في الاردن أصبح  ظاهرة خطيرة تعلن إنذارات تفشي وتعاظم حالات نشر الجهل التي تحمل اسم علوم الطاقة ، و تحارب بجهل مطبق وعقل منغلق عن الطب والعلم، وتبيع الوهم مقابل الربح المادي، وأصبحت مهنة من لامهنة ، وفي الواقع هي خرافات من بعض الديانات الوثنية القديمة وغطاء باسم العلم على الجهل والباطل والإلحاد، و يستهدف عواطف الناس لاستغلالهم ماديا . 
من الزاوية العلمية يؤكد استاذة علوم الارض والكون  أنه لاتوجد طاقة تأتي من السماء وتدخل رأس الإنسان وتؤدي إلى الاسترخاء والاستشفاء الجسدي كما يدعي معالجو الطاقة، فالحقيقة هو أن الطاقة التي تدخل غلاف الأرض هي طاقة ضئيلة، ولو دخلت الأشعة الكونية كلها لدمرت العالم، هي تصورات خيالية وأوهام وخدعة كبيرة وهروب من الواقع يعيشه هؤلاء المدربون، والغرض هو جمع المال.

أن التنمية البشرية بصفة عامة هي مجال بثيولوجي يدخل فيه كل شيء بمعني مكونات المجتمع وتأثيرها على سلوك الفرد ،اما علم النفس فليس له علاقة بالسلوك على الإطلاق لكنه يعمل على التركيبة النفسية مثل التعامل مع العقد النفسية وهو مرتبط بما يحدث في المخ.

فالمجتمعات في العالم تمر بثلاث مراحل في النمو،  الأولى مرحلة السحر والخرافة، و يسيطر على الشعوب بالسحر، المرحلة الثانية مرحلة الدين، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة العلم والعقل والتفكير العلمي لكل الظواهر الاجتماعية ، المجتمعات  الأوروبية أغلبها في المرحلة الثالثة، بينما العربية ما زالت  بين المرحلة الأولى والثانية وقلة منها في المرحلة الثالثة وهؤلاء يطلق عليهم النخبة، ولذلك فإن المجتمعات العربية ما زالت في مرحلة الخرافات . 

منظمة الصحة العالمية لم تقرّه او تعترف به كعلم ، وتيقنتُ أنه لا إثبات طبيًا أوعلميا يؤكد صحة ما يزعمه هؤلاء الذين يبيعون الوهم عبر الدورات التي تستغفل المتدرب،  ويجب وقف  هذه  الافكار من الانتشار التي ستخدع الناس بوهم اتباع الخرافات والجهل ، بحجة معالجتهم من الامراض وتعود بهم الى الوراء والرجعية  وتستغلهم ماديا ،ولا بد من وجود مسؤولية توعوية ورقابية تحمي الناس من الاستغلال .


علم الطاقة أو العلاج بالطاقة ربما له أساس علمي لا ننكر هذا لكن مع عدم وضوح هذا الأساس العلمي يقوم الدجالون  باستغلاله لخداع البسطاء بقدرتهم على علاج كل الأمراض لكن لكي نرد هذا العلم إلى أصوله وثوابته العلمية لا بد من تنقيته من أي شوائب أو أفكار تتعارض مع المنطق العقلي والمبادئ والقيم.