جولة لكوشنير حاملةً التفاصيل الأخيرة،والنسخة الكاملة من "صفقة القرن"
صفقة القرن تتصدر حديث المنطقة :-
جولة لكوشنير حاملةً التفاصيل الأخيرة،والنسخة الكاملة من "صفقة القرن"
عواصم ووكالات – الانباط :- مامون العمري
مع عودة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي ، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات إلى المنطقة الأسبوع القادم، للتباحث في إطلاق "صفقة القرن" وقضايا إقليمية أخرى، منها حصار غزة ، يعود الجدل حول السيناريوهات القادمة حول مستقبل القضية الفلسطينية والحديث عن تصفية الصراع الذي يمتد ل سبعة عقود
الانباط التي تابعت في اعدادها الممتدة منذ وصول الرئيس ترامب الى حكم الولايات المتحدة الامريكية حول رؤيته وتفكيره بالصراع العربي الاسرائيلي وما تلها من خطوات ، واليوم نتابع قراءة في عودة كوشنير – غرينبلات الى المنطقة والتي قد تكون حاملة التفاصيل الأخيرة، وربما النسخة الكاملة من "صفقة القرن" وقد ترافق معها استدعاء الولايات المتحدة الأميركية، بالأسبوع الماضي، لسفيرها في إسرائيل، ديفيد فريدمان، للتباحث ما يشير إلى اقتراب موعد الإعلان عن "صفقة القرن".
وبحث في نيويورك ليل الجمعة الماضي ، كوشنر وغرينبلات، والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الوضع في الشرق الأوسط.
وفي بيان صدر عن البيت الأبيض جاء أن مناقشات مثمرة جرت حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز السلام في المنطقة وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزة والإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة.
ويصل الوفد الأميركي إلى تل أبيب ضمن جولة إقليمية تتضمن كل من مصر والسعودية والاردن ودولا اخرى في المنطقة لمناقشة التوقيت المحتمل لعرض الرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية، من وجهة النظر الأميركية.
يشار إلى أن كوشنير وغرينبلات كانا مهتمين بالحصول على أفكار من مختلف الجهات الإقليمية حول الأسئلة التي ظلت مفتوحة في خطة البيت الأبيض للسلام"، فيما تشير التقديرات إلى أن الإدارة الأميركية تريد الإعلان عن خطة ترامب عندما تكون الظروف مواتية وعندما يحين الوقت المناسب.
ورغم تسارع الإدارة الأميركية لفرض "صفقة القرن"، بيد أنه يستبعد احتمالية اجتماع كوشنير وغرينبلات بمسؤولين فلسطينيون في رام الله خلال الزيارة، نظرا لقرار السلطة الفلسطينية بقطع العلاقات مع البيت الأبيض منذ إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في السادس من كانون الأول الماضي، ونقل سفارة بلاده إليها في 14 أيار الماضي.
وذكر تقرير صحفي حول مضامين وجوهر "صفقة القرن" أنه "خلال شهرين أو ثلاثة على أبعد حد، سيتم إعلان موافقة إدارة ترامب على ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وفيما يطرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ضم 15 في المائة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، يقترح ترمب ضم 10%".
وستخترع إدارة ترامب عاصمة لدولة فلسطين في ضواحي القدس (خارج إطار 6 كيلومترات مربعة) عام 1967، وستعلن بعدها مفهوما أمنيا مشتركا لدولتي إسرائيل وفلسطين كشريكين في سلام يشمل دولة فلسطين منزوعة السلاح مع قوة شرطة قوية، وتعاونا أمنيا ثنائيا وإقليميا ودوليا، يشمل مشاركة الأردن ومصر وأمريكا، على أن يكون الباب مفتوحا أمام دول أخرى.
وتتضمن "صفقة القرن" أن تنسحب القوات الإسرائيلية وتعيد تموضعها تدريجياً خارج المناطق (أ) و(ب) وفق تصنيف اتفاق أوسلو، مع إضافة أراضٍ جديدة من المنطقة (ج)، وذلك وفق الأداء الفلسطيني (لم تحدد مهلة زمنية)، وتعلن دولة فلسطين في هذه الحدود، على أن تعترف دول العالم بـ"دولة إسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، وبدولة فلسطين كوطن قومي للشعب الفلسطيني، وتضمن إسرائيل حرية العبادة في الأماكن المقدسة للجميع مع الإبقاء على الوضع القائم فيها".
و قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينه، إن الحديث عن جولة أميركية جديدة، الأسبوع القادم، لدول المنطقة بهدف بحث ما يسمي "صفقة القرن" أو أي مسميات أخرى، هي مضيعة للوقت وسيكون مصيرها الفشل، إذا استمرت بتجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسكة بالثوابت المتفق عليها عربيا ودوليا.
وأضاف أبو ردينة في تصريح صحفي السبت، إن "الجولة الأميركية التي بدأت في نيويورك والأمم المتحدة، والهادفة لتمرير خطة لا معنى لها، والبحث عن أفكار مبهمة لفصل غزة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدساتها لن تحقق شيئا، دون الالتزام بالشرعية العربية الممثلة بقرارات القمم العربية، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والشرعية الدولية، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس، سيكون مصيرها الفشل الكامل الامر الذي سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار الإستراتيجي الإقليمي ويدفع المنطقة إلى المجهول".
وتابع ابو ردينه، "المطلوب من الإدارة الأميركية التوقف عن محاولات تجاوز الشرعية الفلسطينية، وأن صنع السلام يتطلب الامتثال لقرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لكي لا تخلد هذه الإدارة الصراع العربي الإسرائيلي، وتعطي غطاء لمواجهة بلا نهاية".
بغض النظر عن تفاصيل الصفقة التي يعدّها ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفريقهما في واشنطن وتل أبيب، وبجردة سريعة للمشهد العربي، تبدو الساحة العربية منقسمة محاور متباينة تجاه الصفقة ومجريات الامور ،أما الطرف المحوري في المعادلة، الطرف الفلسطيني، فلا يبدو مهماً بالنسبة لكوشنير، لاسيما وهو يعيش أسوأ حالاته الداخلية. وقد عبر كوشنير عن هامشية الموقف الفلسطيني، عندما وجه رسالة واضحة للجانب الفلسطيني، مفادها:"إذا كنتم ترغبون في العمل معنا، فاعملوا معنا. إذا كنتم لا ترغبون في العمل معنا، فلن نستجديكم بعد". وفي التفاصيل، تفيد رسائل واشنطن بأن للفلسطينيين خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بالصفقة كما هي، أو البقاء خارج الحل الإسرائيلي - العربي الذي سيُفرض على الجميع بقوة العصا أو حلاوة الجزرة.
العنوان الأبرز لما يحمله كوشنير هو ضرورة تصفية ملف الصراع العربي الإسرائيلي مع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب، والتفرّغ لمواجهة إيران بوصفها العدو المشترك الذي يتهدد دول الشرق الأوسط. ومواجهة إيران لن تكون بالـتأكيد إلا عبر حروبٍ بالوكالة، ساحاتها ممتدة من العراق إلى لبنان، ووقودها دماء العرب وأموالهم.
يبدو أن الفلسطينيين هم الخاسرون المحتملون في الشرق الأوسط الجديد. وكما قال أحد كبار المسؤولين العرب عن التحالف الاستراتيجي، "مع أو بدون خطة سلام، فإنه يحدث". وقال أحد كبار مستشاري ترامب: "إيران هي السبب في حدوث كل هذا". وكتبت صحيفة أميركية إنه عند اقتراب نهاية إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، أخبر أحد كبار مساعدي عباس مسؤولا أميركيا أن "أسوأ كوابيسنا سيتحقّق إن وجد نتنياهو طريقة لفصل دول الخليج عن الفلسطينيّين". وقال مسؤول أميركيّ سابق: "أزهى أحلام نتنياهو، وأسوأ كوابيس عباس، يمكن أن يصير حقيقة".
نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مصادر فلسطينية وصفتها بالرفيعة أن الرئيس محمود عباس يتعرض في الآونة الأخيرة إلى ضغطٍ هائل؛ عشية وصول مستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنير، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى المنطقة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها ان الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الفلسطيني "تأتي كذلك من عدد من الدول العربية التي تحثه على التراجع عن موقفه حيال الولايات المتحدة والموافقة على دراسة الخطة الامريكية للتسوية في الشرق الأوسط التي باتت تعرف إعلاميا بتسمية " صفقة القرن ".
وتطالب كافة هذه الجهات، الرئيس عباس بموقف أكثر ليونة تجاه الإدارة الامريكية واستقبال كلا من كوشنير وغرينبلات اثناء جولتهما الوشيكة في عدد من الدول العربية، وفق ما أورده تلفزيون (i24news) الإسرائيلي نقلا عن الصحيفة.
وأوردت الصحيفة كذلك آراء من وصفته بمصادر فلسطينية رفيعة قالت إن "أبو مازن يقودنا نحو الهاوية"، وأن "عليه إيجاد طريقة للتراجع عن موقفة المتشدد إزاء البيت الأبيض على ضوء التعامل الحاسم لترامب في مسائل دولية مثل الملف الكوري الشمالي والملف الإيراني بل وموقفه الصلب في التعامل مع الاتحاد الأوروبي، مما يدفع بعض الشخصيات الفلسطينية الى اسداء النصيحة للرئيس عباس بتوخي الحذر لئلا يطال نهج ترامب المسألة الفلسطينية فتفرض الإدارة الامريكية على السلطة الفلسطينية العقوبات"، بحسب الصحيفة.
فيما نشرت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية تقريرا، قالت فيه إن فكرة "صفقة القرن"، التي تعد لها الولايات المتحدة منذ أشهر، من المتوقع أنها سوف تولد ميتة؛ لأن هذه الصفقة التي تقدم كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يمكن أن يترك مصيرها بين يدي طرفين غير مسؤولين، في ظل إصرار إسرائيل على توسيع مشاريعها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، استباقا للصفقة.
مصادر أمريكية كشفت لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن صفقة القرن التي تعكف إدارة ترامب على وضع اللمسات الأخيرة لها، لن تكون اتفاقا يؤخذ كله أو يترك كله، بل ستمثل أرضية يتفاوض عليها الطرفان.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يقوم بتأخير الإعلان، الذي كان مفترضا أن تقوم به إدارته منذ أشهر، وهي تواصل التأكيد على أنه بات وشيكا. إلا أن الأمريكيين يعلمون تماما أن هذا الاتفاق سوف يولد ميتا، أو أن رحلته ستكون قصيرة.
وحذرت الصحيفة من أن هذا التأخير تستغله إسرائيل لتوسيع حضورها في الأراضي المحتلة، من خلال مصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسط صمت من إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إنه في الجانب الإسرائيلي، يشعر بنيامين نتنياهو بأن دونالد ترامب لن يسعى لإيقاف سياساته التوسعية في الأراضي المحتلة، وهذا يمنحه حرية تصرف لم تتح له في عهود الإدارات الأمريكية السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يحاول الظهور في هذه الوضعية على أنه "شخص عقلاني"، في مواجهة الرئيس محمود عباس الذي "يرفض صفقة القرن". وأضافت الصحيفة أن عباس يتمسك بمنصبه، وإصراره على البقاء في الحكم كانت له تبعات كارثية على الشعب الفلسطيني.
وتوقعت الصحيفة أيضا أن صفقة القرن، التي وصفها عباس بأنها "صفعة القرن"، لن تقدم أي مفاجآت لنتنياهو أو للسلطة الفلسطينية، إذ إن كليهما يعلم حدود الإدارة الأمريكية ومحدودية هامش المناورة لديها.
وذكرت الصحيفة أنه بحسب بعض التسريبات، فإن الأمريكيين يفكرون في خفض حصة الفلسطينيين من الأراضي إلى النصف، وبالتحديد فإن حصة الفلسطينيين التي كانت مقدرة بحوالي 22 بالمئة من مساحة الأراضي الفلسطينية أثناء فترة الانتداب، سوف تنخفض إلى نسبة 11 بالمئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القدس الشرقية أصبحت إسرائيلية بأمر الواقع، وقد مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ترسيخا لهذه الوضعية، التي تكرست على الأرض على مدى سنوات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني قوله: "كل شيء نشاهده الآن يتسم بالغرابة، ولكن من الواضح أن شيئا ما يتم التخطيط له ضمن صفقة القرن، وهو سيكون بعيدا جدا عن تطلعاتنا، ولن يكون مقبولا بالنسبة لنا".
وأضاف المصدر ذاته: "إن إدارة ترامب تقول لنا الحديث ذاته الذي يقوله المستوطنون، حيث يطالبوننا بقبول نظام الفصل العنصري حتى يتحسن الاقتصاد. وفي الواقع، فإن نتنياهو لا يريد أي خطة من أي نوع؛ لأنه يستفيد من أي تأخير، حتى يواصل سياسة التوسع ومزيدا من بناء المستوطنات اليهودية".
وأضاف المصدر ذاته أن اتفاق القرن ينص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ستسيطر إسرائيل على حدودها وأجوائها، وهي صورة مشابهة للوضع الحالي، الذي يعاني فيه الفلسطينيون من العزلة في محميات صغيرة تشبه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية كانت قد قطعت علاقاتها بشكل رسمي مع واشنطن، منذ كانون الأول ، بعد أن أعلن ترامب عن اعتزامه نقل السفارة الأمريكية. إلا أن الجانب الفلسطيني واصل تلقي المعلومات بوساطة الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت الصحيفة أن الحديث عن كون صفقة القرن توفر الأرضية لمفاوضات جدية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني هو أمر غريب، بالنظر إلى أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين فشلت على مدى نصف قرن.
كما أكدت الصحيفة أن رفض إسرائيل مغادرة الأراضي المحتلة، وإصرارها على مواصلة مشاريعها الاستيطانية، مثل عقبة ضخمة أمام المفاوضات السابقة التي انبثقت على اتفاقات أوسلو في 1993.
وأضافت الصحيفة أنه لا توجد الآن أي مؤشرات تبشر باستعداد إسرائيل لتغيير سياساتها؛ لذلك فإنه من الواضح أن صفقة القرن سوف تمثل فشلا جديدا.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأمل الوحيد للفلسطينيين، في ظل الظروف الحالية، هو التدخل الأوروبي القوي في هذه القضية، ولكن المشكل هو أن الدول الكبرى في أوروبا دائما ما تقف في صف إسرائيل، وهي غير قادرة أصلا على فرض سياسات في مصلحة الاتحاد الأوروبي.
تفاصيل جديدة في "الخطة المشؤومة".. ممر ضيق أسفل أبو ديس للوصول إلى الأقصى.. والجولان تدخل بـ"صفقة القرن" التي يحضر لها ترامب
قالت صحيفة ميدل إيست آي أن إسرائيل قد بدأت بالفعل في تنفيذ الاتفاق ،وهو ترسيخ حكم "الفصل العنصري" على الفلسطينيين ،في حين أن واشنطن أمضت الأشهر الستة الماضية تسحبها في أعقاب نشر الوثيقة.
وقال ميشيل وارشاوسكي ، المحلل الإسرائيلي ورئيس مركز المعلومات البديلة في القدس: "لقد قام نتنياهو ببساطة مع تعميق قبضته على الضفة الغربية والقدس الشرقية - وهو يعلم أن الأميركيين لن يقفوا في طريقه".
وقال في حديثه لـ "ميدل إيست آي": "سيتم منحه حرية القيام بما يريده ، سواء قام بنشر الخطة ، أو لا ".
ووافق عيران عتصيون المسؤول السابق بوزارة الخارجية الإسرائيلية على أن "إسرائيل لديها يد أكثر حرية مما كانت تفعل في الماضي، إنه يشعر بالثقة الكافية لمواصلة سياساته الحالية ، مع علمه أن ترامب لن يقف في طريقه".
-نتنياهو "الفائز"
وفقا لأحدث التقارير ، قد يقدم الأمريكيون خطتهم خلال أيام ، بعد فترة قليلة بعد عيد الفطر.
وقال يوسي ألفر وهو مساعد سابق لإيهود باراك خلال فترة رئاسته للوزراء في أواخر التسعينيات من القرن الماضي إنه من الواضح أن نتنياهو "يبقي في دائرة" مسؤولي ترامب.
وقال يوسي بيلين ، وهو سياسي إسرائيلي سابق كان شخصية محورية في عملية أوسلو للسلام في أوائل التسعينات ، إن نتنياهو سيتعامل بخيبة مع الخطة لصالحه.
وقال للصحيفة :"إنه يعلم أن الفلسطينيين لن يقبلوا الشروط التي يتم تقديمها لهم"، "لذا يمكن أن يبدو معقولاً ويوافق على ذلك - حتى لو كانت هناك أشياء غير راضية عنها - مع العلم أن الفلسطينيين سيرفضونها ثم يلامون على فشلها".
وأضاف أن العقبة الوحيدة أمام تقديم واشنطن للخطة هي المخاوف بشأن صحة عباس المتناقصة، قد يفضل فريق ترامب بعد ذلك وضعه على الرف، وقال إنه حتى في ذلك الحين ، سوف يربح نتنياهو.
"ثم يمكنه الاستمرار في ما كان يقوم به خلال السنوات العشر الماضية، سيوسع المستوطنات ويقمع حقوق الإسرائيليين الذين يعارضونه، وسيحرك إسرائيل نحو وضع الفصل العنصري.
-شظايا من الأرض:
في محاولة مبكرة للفوز بجائزة ترامب ، التي أوردتها "إي إم إي" قبل عام ، اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبادلة الأراضي بالتخلي عن 6.5% من الأراضي المحتلة لإسرائيل، كان ذلك أكثر من ثلاثة أضعاف ما قبله الفلسطينيون في محادثات السلام السابقة.
لكن يبدو أن الفلسطينيين قد خسروا المعركة وهم الآن يستعدون للأسوأ، وقد استهزأ عباس بالخطة بـ "صفقة القرن" ، وقال إنه لن يرتكب "الخيانة" بالموافقة على ذلك.
ووفقاً لمسؤولين فلسطينيين ، فمن المحتمل أن يتم عرض حدود مؤقتة على أجزاء من الأرض تضم حوالي نصف الأراضي المحتلة - أو 11% فقط من ما تم الاعتراف به كفلسطين تحت الانتداب البريطاني.
المناطق الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح ، وسيكون لإسرائيل سيطرتها على الحدود والمجال الجوي.
وعندئذ يترك الإسرائيليون والفلسطينيون "للتفاوض" حول وضع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، مع احتمال أن يدعم ترامب نتنياهو إلى أقصى حد ، وفقاً للصحيفة.
من المفترض على نطاق واسع أن الأمريكيين رفضوا أي مبدأ لحق العودة للاجئين الفلسطينيين ، إما لإسرائيل أو إلى مناطق الأراضي المحتلة التي تفوز بها إسرائيل بموافقة امريكا على الاستيلاء عليها.
-غزوات غزة والجولان:
يبدو أن تحرك السفارة الأمريكية إلى القدس الشهر الماضي يشير إلى أن إدارة ترامب ستعترف بكل القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من القدس الشرقية ، التي طالما افترضوا أنها عاصمة أية دولة فلسطينية مستقبلية.
وتقارير منفصلة هذا الشهر تشير إلى أنه قد يتم توقيت إعلان خطة السلام ليتزامن مع إجراءات جديدة لغزة ومرتفعات الجولان، كانت هناك شائعات منذ عدة سنوات بأن واشنطن وإسرائيل تضغطان على القاهرة للسماح للفلسطينيين في غزة بالاستقرار في سيناء، لكن مصر رفضت هذا وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي حينها سيناء ملكاً للمصريين ولا يستطيع أي رئيس التفريط في شبر منها.
وكان الهدف من ذلك هو تحويل المسؤولية تدريجياً على مصر ووضع الكرة في ملعبها، ولكن الفلسطنيون ايضاً رفضوا.
وفي خطوة منفصلة من شأنها استكمال مكاسب نتنياهو ، ادعى وزير في الحكومة الإسرائيلية أواخر الشهر الماضي أن إدارة ترامب قد تكون مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
تم الاستيلاء على المرتفعات من قبل إسرائيل من سوريا خلال حرب عام 1967 وضمها في انتهاك للقانون الدولي في عام 1981.
-لم تعد مشغولة
اقترح تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست في الشهر الماضي أن من غير المرجح أن تتضمن وثيقة البيت الأبيض التزامًا "بحل الدولتين" ، مما يعكس التعليقات السابقة من ترامب.
من شأن ذلك تحرير يد إسرائيل في الاستيلاء على مناطق في الضفة الغربية التي استعمرتها في مستعمراتها الآخذة في التوسع.
من اللافت للنظر أن التقرير السنوي الأخير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول وضع حقوق الإنسان حسب البلد ، والذي نشر في أبريل ، يسقط لأول مرة مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة" ، مما يعني أن فريق ترامب لم يعد ينظر إلى الكثير من الضفة الغربية تحت الاحتلال.
وقال نتنياهو في اجتماع أخير لفصيله في الليكود: "نجاحاتنا ما زالت آتية. لا تستند سياساتنا على الضعف. لا تستند على تنازلات من شأنها أن تعرضنا للخطر.
إذاً ، في ضوء التحركات الإسرائيلية الأخيرة ، ماذا يمكننا أن نستنتج من الشروط المحتملة لخطة سلام ترامب؟
-القدس القضية المحورية:
أكثر القضايا المحورية هي القدس ، التي تشمل الموقع المقدس للمسلمين في الأقصى، ويبدو أن ترامب قد اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل عن طريق نقل السفارة الأمريكية هناك في الشهر الماضي.
من المحتمل أن يفسر نتنياهو تحرك السفارة هذا بخاتم رجعي من الولايات المتحدة لسلسلة من الإجراءات الإسرائيلية على مدى الأشهر الأخيرة تهدف إلى هندسة القدس اليهودية الكبرى.
يتمثل التوجه الرئيسي في اقتراحين تشريعيين لتعريف حدود المدينة وسكانها لخلق أغلبية يهودية لا يمكن تجاوزها. كلاهما تم تعليقه من قبل نتنياهو حتى إعلان خطة السلام.
أولهما - مشروع قانون القدس الكبرى - يهدف إلى ضم العديد من المستوطنات اليهودية الكبيرة القريبة من الضفة الغربية المحتلة إلى بلدية القدس، بين عشية وضحاها من شأنه أن يحول نحو 150 ألف مستوطن في الضفة الغربية إلى سكان القدس ، وكذلك ضم أراضيهم إلى إسرائيل.
وفي علامة على نفاد صبر أعضاء حكومة نتنياهو للضغط على مثل هذا التحرك ، من المقرر طرح مشروع القانون للنظر مرة أخرى يوم الأحد.
مشروع قانون منفصل من شأنه أن يحرم الإقامة في المدينة من حوالي 100 ألف فلسطيني يعيشون على "الجانب الخاطئ" من الجدار الذي بدأت إسرائيل ببنائه عبر القدس قبل 15 عاما، هؤلاء الفلسطينيون سوف يُحرمون من القدس ويعينون بمجلس مستقل.
بالإضافة إلى ذلك ، كثفت إسرائيل من إجراءاتها القاسية ضد الفلسطينيين الذين ما زالوا داخل القدس الشرقية ، بما في ذلك الاعتقالات الليلية وهدم المنازل وإغلاق الأعمال التجارية وإنشاء "الحدائق الوطنية" في الأحياء الفلسطينية والحرمان من الخدمات الأساسية، الهدف المحجوب بالكاد هو تشجيع السكان على الانتقال خارج الجدار.
ولاحظ الخبراء أيضاً أن المدارس الفلسطينية داخل الجدار تتعرض لضغوط لتبني المناهج الإسرائيلية لإضعاف الهوية الفلسطينية بين التلاميذ.