"نيويورك تايمز" الأمريكيَّة تفضح فرنسا الأُوروبية عالميَّاً..!
"نيويورك تايمز" الأمريكيَّة تفضح فرنسا الأُوروبية عالميَّاً..!
الأكاديمي مروان سوداح
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الجماجم التي استرجعتها الجزائر من فرنسا في عام 2020، لا تعود جميعها لمقاتلي المقاومة الجزائرية إبَّان الاستعمار الفرنسي البشع والطويل لهذه الدولة العربية. ووصفت الصحيفة العملية بـِ"العودة المُعيبة" التي كشفت مشكلة أوسع من "عمليات الإعادة" التي تكون غالباً "سرية ومشوشة"، ولا ترتقي إلى مستوى تصحيح أخطاء الحقبة الاستعمارية.
وكان ماكرون قد تعهَّد خلال زيارته للجزائر، في ديسمبر 2017، بإعادة الرفات البشرية الجزائرية الموجود في متحف الإنسان التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، لكن نتائج ذلك، هذه الأيام، غدت مآساوية، عمّقت من عداء الجزائريين خصوصاً والعرب عموماً والعَالَم الإسلامي برمته لفرنسا، وعَزلت فرنسا عن العَالمِين العربي والإسلامي في غالبية المناحي بدرجة كبيرة، إذ فقدت باريس من جديد صورتها التي عملت طويلاً على تجميلها، والتي طالما سعت لتلطيفها عربياً وإفريقياً ودولياً، عَمَلاً منها بمسح ماضيها الإمبريالي التصفوي للشعب الجزائري والأجيال الجديدة للمواطنين الجزائريين، وشعب المليون شهيد.. شعب ملايين الجرحى والمُلحق بهم العاهات الدائمة الفظيعة التي يَندى لها جبين الإنسانية، ولشعوب القارة السمراء التي عانت من قوات فرنسا الجرارة التي نهبت المستعمرات، وإبادت سكانها، وحالها هذا كحال مختلف الإمبرياليات التوسعية عبر التاريخ.
قصة هذه الجماجم تعود إلى اتفاقية وقّعتها الحكومتان الجزائرية والفرنسية يوم 26 يونيو لعام 2020، تضمنت مُلحقاً من 4 صفحات، يوضح بالتفصيل هويات الرفات، لكن وثائق "متحف الإنسان" كشفت للصحيفة الأمريكية، عن أن 18 جُمجُمة لم يكن أصلها مؤكداً من بين الجماجم الـ24 التي استرجعتها الجزائر، مؤكدة أن من الرفات التي استعادتها الجزائر "لصوص مسجونون"!، و "ثلاثة جنود مشاة جزائريين خدموا في الجيش الفرنسي"!. وفي يوليو من عام 2020، استقبل الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، طائرة "هرقل سي-130" القادمة من فرنسا حاملةً على متنها رفات 24 مقاتلاً جزائرياً ناضلوا لكنس الاستعمار الفرنسي من أرض الجزائر.
إن ما يُثير حُنق الجزائريين والعرب في كل مكان على التصرفات الفرنسية، وصول باريس إلى هذه الدرجة من الاستهزاء بالعرب ومشاعرهم ومناضليهم، فخلال عملية التسليم عام 2020، صرَّحت الرئاسة الفرنسية، دون أي خجل، أن "هذه اللفتة هي جزء من "عملية صداقة، والتئام كل الجراح عبر تاريخنا"!!!.. وأضافت: أن هذا هو معنى العمل مع الجزائر، والذي سيستمر مع احترام الجميع، من أجل التوفيق بين ذاكرتي الشعبين الفرنسي والجزائري! وبرغم ذلك تتغاضى فرنسا عن عمليات الإجرام الضخمة التي ارتكبتها طويلاً ليس في الجزائر فحسب، بل وفي سورية الكبرى، وغيرها من الدول.
وللحديث بقية.