%5 من ممارسي الألعاب الإلكترونية يصابون بإدمانها
كشف مدير إدارة الصحة العامة والبحوث بالإنابة، في المركز الوطني للتأهيل الدكتور أنس محمود فكري، أن نحو 5% من الأطفال والمراهقين الممارسين للألعاب الإلكترونية، يصابون بإدمان إلكتروني، أو ما يعرف باضطراب ألعاب الإنترنت والفيديو، حيث يعاني المريض اضطرابات نفسية وسلوكية نتيجة حالة التعود على تلك الألعاب.
وذكر فكري حول الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، أن الدراسات التي وضعت لمثل هذه الحالات، لاتزال مستمرة لمعرفتها، إذ وجدت أن الشخص المدمن للألعاب الإلكترونية لديه واحد من العوامل غير الموجودة عند الأصحاء، منها أنه يكون اندفاعياً، وانخفاض كفاءته الاجتماعية، واللعب لساعات طويلة.
كما ذكر أن الدراسات أظهرت أيضاً أن المصابين باضطرابات اللعب يعانون مستويات أكبر من الاكتئاب، وانخفاض المستوى الأكاديمي، وتدهور العلاقات مع الآباء والأمهات إلى جانب زيادة النزعات العدوانية.
وحول كيفية تشخيص حالة الاضطراب الناتج عن الألعاب الإلكترونية، أكد فكري أنه يجب أن يتم عن طريق طبيب نفسي مختص، ولا يصح تشخيص الحالة من قبل الأسرة أو أي شخص لمجرد أن الطفل يقضي وقتاً طويلاً في ممارسة الألعاب الإلكترونية، موضحاً أن تشخيص حالة الإدمان الإلكتروني، الذي يقوم به الطبيب النفسي المختص، يعتمد على تحليل نمط السلوك للشخص، والذي يكون نمطاً شديد الخطورة، والذي يؤدي إلى ضعف كبير في مجالات الشخصية والعائلية والمجتمعية والتعليمية والمهنية، وغيرها من المجالات المهمة التي يحددها الطبيب، وتكون الأعراض واضحة وملموسة لمدة لا تقل عن 12 شهراً.
وأكد فكري خلال مداخلته في حلقة جديدة من برنامج «بلادنا أمانة»، الذي تُعده شرطة أبوظبي، أخيراً، أهمية الوقاية من الإدمان الإلكتروني وتبدأ من معرفة الأهالي أن هذه الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى الإدمان أو اضطرابات نفسية وجسدية، لدى أبنائهم، ما يستدعي وضع رقابة عليها، وتحديد ساعات معينة في اليوم لممارستها، وتوعية أبنائهم بممارسة هوايات أخرى بديلة عن تلك الهواية التي قد تؤدي إلى مشكلات نفسية وسلوكية للطفل.
وحول أساليب العلاج المتبعة في حالات الإدمان الإلكتروني، أوضح فكري أنه لا توجد أبحاث ودراسات كافية تحدد أكثر الأساليب أو طرق العلاج الناجعة، لكن هناك تقارير تشير إلى فوائد استخدام أساليب العلاج النفسي، في علاج هذه الحالات، خصوصاً العلاج السلوكي والتواصل مع الأسرة، والمقابلات التحفيزية التي تتم عن طريق طبيب نفسي وأخصائي اجتماعي وعلم نفس.
وأشار إلى أنه ليس كل طفل أو مراهق أو شخص يمارس الألعاب الإلكترونية، عبر الإنترنت، معرضاً للإصابة بمرض الإدمان الإلكتروني، لكن حسب موقع منظمة الصحة العالمية أن هذا النوع من اضطرابات الألعاب الإلكترونية، يؤثر فقط على نسبة صغيرة من الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة ألعاب رقمية وإلكترونية ويكون لديهم استعداد مسبق للإصابة بهذه الاضطرابات، وهم يشكلون نسبة 5% من الممارسين لهذه الألعاب، ويكون لديهم اكتئاب ومشكلات نفسية وميول عدوانية واندفاعية وأسرية، ويهرب الشخص من واقعه لممارسة هذه الألعاب حتى يزيد لديه إحساس النشوة والسعادة، لذا من الأهمية تشديد الرقابة وتدريب هذه الفئة على أنشطة بديلة والانتباه إلى الوقت الذي يقضيه الطفل في ممارسة هذه الألعاب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر باستبعاد الأنشطة اليومية الأخرى.
ونصح فكري، الأهالي بالتحكم في استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية سواء الهاتف أو «الآي باد»، وعدم الاعتماد عليها فقط كوسيلة للترفيه والتسلية، لذا يجب إيجاد أنشطة بديلة يستغنى بها عن استخدام تلك الأجهزة اللوحية.