دراسة تربط بين ألعاب الفيديو ونوبات الأطفال القلبية
توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن ألعاب الفيديو يمكن أن تسبب نوبات قلبية لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل قلبية غير مشخصة.
إذ من المعروف أن بعض الأطفال يولدون وهم يعانون مع حالة "عدم انتظام ضربات القلب" والتي يمكن أن لا يتم اكتشافها إلا عن طريق الفحص.
ويعيش حوالي مليوني شخص في المملكة المتحدة مع مثل هذه الحالة على سبيل المثال، ويمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيًا. ومع ذلك، يمكن أن تحدث صدمة في أي وقت وتؤدي إلى عواقب وخيمة، ومن بينها فقدان الوعي أو السكتة القلبية واحتمال الوفاة.
وسابقا تم ربط مشكلات القلب غير المشخصة هذه بالموت المفاجئ لأشخاص يمارسون الرياضة، ولكن تزعم الدراسة الآن أنه تم أيضًا إيجاد رابط بينها وبين ألعاب الكمبيوتر.
ورأى العلماء إن الإثارة والأدرينالين والانشغال العاطفي (باللعبة) يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة. واستندت الأبحاث لبيانات من دراسات مختلفة في مركز القلب للأطفال في سيدني ، أستراليا.
وأكدت الدكتورة كلير لولي، المحقق الرئيسي في الدراسة أن ألعاب الفيديو قد تكون خطرًا كبيرا على بعض الأطفال الذين يعانون من حالات عدم انتظام ضربات القلب، وأنها تؤدي في بعض الحالات للموت خصوصا حين لا يتم تشخيص الحالة الطبية بشكل مبكر.
وأوضحت"أن الأطفال الذين يفقدون وعيهم فجأة أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية يجب أن يتم تقييمهم من قبل أخصائي القلب، لأن هذا قد يكون أول علامة على وجود مشكلة خطيرة في القلب."
وحددت التحاليل 22 حالة تسببت فيها ألعاب الفيديو في فقدان الوعي لدى الأطفال ، وكانت الألعاب الحربية متعددة اللاعبين هي اللعبة الأكثر شيوعًا التي تم لعبها وقت وقوع الحادث.
ويعتقد الباحثون وفقا لما تنقله صحيفة "تيليغراف" أن حالة القلب الكامنة ناتجة عن اندفاع الأدرينالين الذي يحصل مع الأطفال من الألعاب عالية الإثارة التي يلعبونها.
وقال الباحثون إنه في أوقات أقصى قدر من الانشغال العاطفي، والتي تتمثل بالفوز أو الخسارة يكون الأطفال المعرضون للخطر بشكل خاص معرضين لخطر الإصابة بنوبات قلبية.
ولذا يريد العلماء الآن أن يتم فحص أي أطفال لديهم تاريخ من الإغماء أثناء اللعب بحثًا عن مشاكل قلبية محتملة لأنها يمكن أن تكون علامة تحذير مبكر.
وقال كريستيان تورنر، المؤلف المشارك للدراسة: "نحن نعلم بالفعل أن بعض الأطفال من يعانون من أمراض قلبية يمكن أن تعرضهم للخطر عند ممارسة الرياضات التنافسية، لكننا صدمنا عندما اكتشفنا أن بعض المرضى يعانون من حالات إغماء تهدد حياتهم أثناء ألعاب الفيديو".
وأضاف: "كانت ألعاب الفيديو شيئًا اعتقدت سابقًا أنها ستكون" نشاطًا آمنًا "بديلًا. هذا اكتشاف مهم حقًا. نحن بحاجة إلى التأكد من أن الجميع يعرف مدى أهمية أن يتم فحصه عندما يعاني شخص ما من نوبة إغماء في هذه الظروف".
وقال الدكتور جوناثان سكينر، المؤلف المشارك للدراسة، إنه "مذهول" لمعرفة مدى انتشار هذه المشكلة وأنها أدت إلى وفاة بعض الأطفال.
وأضاف: "يحرص جميع المتعاونين على نشر هذه الظاهرة حتى يتمكن زملاؤنا في جميع أنحاء العالم من التعرف عليها وحماية هؤلاء الأطفال وعائلاتهم".
ونُشرت نتائج الدراسة الطبية في مجلة Heart Rhythm.