النقص والثقة بالنفس !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

يعتمد بناء الشخصية وتكاملها واتزانها على القناعات التي تتبناها الذات وتعكسها على نفسها لتصنع وتحقق النجاح والرضا الداخلي ، ومن اهم هذه الصفات صفة الثقة بالنفس فهي قوة عظيمة توقد دافعية للفرد وتعزز توجهه نحو تغطية النقص لديه من احتياجاته ومتطلباته الاساسية المعيشية والعملية والحياتية ، وتعزز توجهه لتحقيق الهدف حين تشعل فيه روح العمل والاحساس بالمسؤولية دون ملل او كسل لمواجهة التحديات المعيشية .

بينما حالة انعدام الثقة بالنفس لتغطية النقص فانه نوع من انواع العجز الذاتي وهو اقرار سلبي اتجاه الذات التي يفقد فيها قدرته على العمل المضاعف والانجاز الايجابي ، خالقاً العديد من المبررات التي تمنعه من خوض معركة التحدي لتغطية النقص اياً كان نوعه ، كذلك فان شعور الانسان بالنقص هو إحساس طبيعي يحصل عند الانسان المدرك لاحتياجاته وضرورياته المعيشية والحياتية ، حيث يمده هذا الشعور بالطاقة والاندفاع من اجل سد تلك الحاجات وتحقيق الانجازات لتغطية المتطلبات .

والذي لا يشعر بالنقص في ظل تزايد الازمات فانه لن يحقق متطلباته المعيشية والحياتية وحتى العملية وتتفاوت درجات هذا الشعور بين الناس فمنهم من يحمله شعوراً خفيفاً ، ومنهم من يظهر عليه بشكل واضح وبارز ، وان فقدان هذا الشعور والاستسلام للامر الواقع له دلالات غير صحية حيث يمتاز حينها الشخص بالخمول والبلادة ، كذلك فان هناك اشخاصاً يبالغون فيه حيث يوصفون حينها ( بعقدة النقص ) فتجده يعمل لتغطية ذلك النقص متجاوزاً القيم والاخلاق والاعراف ، وتصاحبه ضغوط نفسية لها مضاعفات متعددة تنعكس على اسلوب عمله وحياته وسلوكه فمنهم من يلجأ الى اساليب وممارسات سلبية ولا اخلاقية .

بينما الشخص الذي يشعر بالنقص لتغطية احتياجاته الاساسية في ظل المتغيرات والمستجدات والقرارات ، ويبحث بالطرق المتعددة السليمة عن تغطية اماكن الضرر ويسد احتياجاته فان ذلك مصدر حث وطاقه تدفع بالشخص الى سبل التعويض الايجابي ، ويبحث عن المصادر التعويضية لذلك باسلوب اخلاقي وفكري وعلمي وعملي ، وهناك يلعب العامل الوراثي دوراً في ذلك حيث نجد التباين بين الاشخاص وفي ردود افعالهم امام النقص كذلك عامل الشخصية العقلانية بالقالب او بالجوهر فصاحب الخلق القبيح منبوذ بالاسلوب والسلوك لتغطية النقص ، او الذي عنده سطحية في التفكير او الفهم للاسلوب او الطريقة لتغطية النقص ، كذلك فان البيئة او الوسط الاجتماعي بعاداته وثقافاته ومعتقداته يؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على حالة الشعور بالنقص وعلى مضاعفاتها وردود الفعل التعويضية عندهم ، والتي قد تتباين من شخص لاخر من خلال مؤشرات ومؤثرات تحفيزية .

وكلنا يعلم ان هناك اثرياء يشعرون بالنقص ، امام اثرياء اغنى منهم ، كذلك هناك اذكياء يشعر البعض منهم بالنقص امام من هو اذكى منه كذلك فان هناك بعض الفقراء لا يوجد لديهم شعور او احساس بالنقص حيث لا نجد لديهم الاهتمام بان يعمل او يتدرب او يتأهل للعمل لتغطية احتياجاته من عمله وكسبه الحلال ليبقى ينتظر الدعم المعنوي والمادي .

بينما نجد ان هناك من يرسب في الامتحان بسبب بعض المواد ، تجده يدرس بشكل مستفيض حتى يحقق النجاح من خلال الاجتهاد وهذا تعويض ايجابي .

لذلك هناك ادوار كبيرة على المؤسسات والجمعيات والمراكز الشبابية من اجل خلق قيادات مجتمعية محضرة للشباب لخلق فكر محفز لاستغلال الطاقات الكافية لديهم وتبادل الافكار والآراء للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الفردية والجماعية لان زراعة هذا الفكر سوف ينمو مع الزمن تدريجياً ليولد افكاراً جديدة يعمل عليها الفرد لتنفيذها وايجاد مصادر لتمويلها.// 

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com