ايران  تثير جدلا جديدا  في لبنان :- قاسمي  يعلن فوز حزب الله باعداد لم يعلنها الحزب !!

 

 عواصم ووكالات  :- مامون العمري

  في كل مرة  تؤكد ايران عبر رموزها  وقياديها انغماسها في  سيادة دول في المنطقة وسعيها الحثيث  ال ان تكون  صاحبة السلطة والولاية كما الحال في سوريا ولبنان  ،  وغير مرة ذهبنا في الانباط الى كشف وتسليط الضوء على خروقات   غير قانونية وتدخلات لاخلاقية من قبل  الفكر الصفوي  الايراني  وها نحن من جديد  امام   جدل جديد وقتنة اخرى  يسعى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الى اشعالها  عبر  حديثه عن فوز حزب الله بالانتخابات النيابية في لبنان النيابية الاخيرة .

و الغريب  ما قاله سليماني، وبحسب ما نقلته وكالة "فارس" الايرانية ، إن "حزب الله حقق نصرا كبيرا، وحصد 74 مقعدا من أصل 128"، وهو ما ينفيه معارضو حزب الله، ولم يصرح بهذا الرقم الحزب نفسه ،  فكيف ومتى ولماذا  يريد  قاسم سليماني من مثل هذا الجدل الذي يطرحه اليوم ، بالتأكيد  لا بد ان نعود الى تاريخ  وعقيدة ايران واطماعها في المنطقة  وصراعها في ابقاء الجبهات مفتوحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن  ان كان ذلك   بحضور مباشر او عبر حضور  اتباعها  ومليشياتها وعصاباتها.

اذن  سليماني، لم  يكشف شيئا جديد وإنّما يؤكد انتساب الحزب إلى إيران، وبالتالي فان على القوى السياسية الحاضرة في التحالفات  المختلفة بيان موقفها  والا فكما قال الصحفي والمحلل السياسي جوني منير حول موقف التيار الوطني الحر :- تصريح قد يوقع التيار في أزمة من العقوبات الدولية وقد يضعه في ذات المصاف مع الحزب إقليمياً؟ ودولياً؟! فإلى متى الصمت الباسيلي والعوني؟!

قرأت إيران نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية التي أُجريت في السادس من ايار  2018 على أنها "انتصار" لحلفائها جاء في وقت بالغ الحساسية والأهمية، في ظل الضغوط الإقليمية والدولية التي يتعرض لها المحور الذي تقوده إيران حاليا في المنطقة. إذ تصاعد نطاق استياء كثير من دول المنطقة من التدخلات الإيرانية المتواصلة، سواء في الشؤون الداخلية لهذه الدول أو في الأزمات الإقليمية المختلفة، على نحو فاقم من هذه الأزمات وزاد من حدة التهديدات الأمنية التي تواجهها تلك الدول، والتي اتجه بعضها إلى إدانة الذراع العسكرية الإيرانية ممثلة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري وفرض عقوبات على بعض حلفائها، خاصة حزب الله، بتهمة تهديد أمنها واستقرارها.

 

سليماني اتهم  السعودية ايضا  بإنفاق 200 مليون دولار من أجل محاربة حزب الله في الانتخابات، مضيفا: "لم تحصد سوى الفشل"،وتابع بأن "الانتخابات اللبنانية الأخيرة بمثابة استفتاء، حيث إنها أقيمت في وقت وجه الجميع فيه التهم إلى حزب الله بالتدخل في سوريا ولبنان والعراق واليمن والمنطقة".

 

وأضاف سليماني أن "البلدان العربية ومجلس التعاون، بما فيه السعودية والبلدان التي يحكمها الجاهلون، وضعوا أطهر حزب إسلامي، الأكثر صنعا للمفاخر، على قائمة الإرهاب، كما وضعوا أسماء أشخاص أثاروا النشاط في قلوب المسلمين، كالسيد حسن نصر الله، الذي ألحق الهزيمة بالعدو الأهم في العالم العربي، إلى جانب الإرهابيين".

وكان "حزب الله" قد فاز بكتلة برلمانية مؤلفة من 14 نائبا في الانتخابات النيابية (بعضهم من رموز مرحلة سيطرة النظام السوري على لبنان) التي جرت في أيار الماضي، إلا أن  اراد سليماني في تصريحه هذا، تحالف "حزب الله" وحركة أمل والتيار الوطني الحر (بزعامة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون) وتيار المردة ونوابا منفردين.

ويأتي تصريح سليماني في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى تشكيل حكومته، والحفاظ على الدعم الدولي للبنان على المستويين الاقتصادي والسياسي، خصوصا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية. وقد التزم لبنان أمام المانحين الدوليين بسلسلة أمور منها النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية التي يتدخل فيها حزب الله بدعم من إيران.

 رسائل عديدة

تصريحات قاسم سليماني ، سعت  من خلالها طهران إلى استثمار النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية اللبنانية في توجيه رسائل عديدة لأطراف مختلفة داخل لبنان وخارجها. يمكن أن نوجز هذه الرسائل  بحسب ما تحدث د. محمد عباس ناجى رئيس تحرير مجلة "مختارات إيرانية" - مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية خلال حديث ومقال سابق لتصريحات قاسم سليماني فيمايلي:

1- مواصلة تعزيز النفوذ:تشير نتائج الانتخابات، في رؤية طهران، إلى أن هذه الضغوط المتواصلة التي تتعرض لها مع حلفائها لم تقلص من قدرتها على تعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة بعد أن نجح حلفاؤها في انتزاع مكاسب سياسية أكبر على حساب خصومهم السياسيين، لاسيما تيار المستقبل، الذي فقد نحو ثلث مقاعده التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، لصالح حصول حلفاء إيران مجتمعين على أكثر من نصف عدد المقاعد.

2- استمرار الانخراط العسكري:تعكس نتائج الانتخابات أيضا دلالة مهمة تتعلق بأن إصرار حزب الله على مواصلة الانخراط في الصراع العسكري داخل سوريا، بالتنسيق مع إيران بالطبع، لم يخصم من وزنه السياسي في الداخل، رغم كل الحملات التي تعرض لها الحزب من جانب القوى السياسية المناوئة له، والتي اعتمدت على اتهامه بانتهاك سياسة "النأي بالنفس" التي اتبعتها الدولة اللبنانية في التعامل مع تطورات الأزمة في سوريا منذ تصاعدها في اذار 2011.

3- سياق سوري مواتٍ:ترى طهران أن نتائج الانتخابات اللبنانية تتوافق سياسيا مع المعطيات الجديدة التي فرضتها التطورات الأخيرة التي طرأت على الساحة السورية، ويتصل أبرز ملامحها بانتزاع النظام السوري وحلفائه زمام المبادرة من قوى المعارضة والتنظيمات الإرهابية والمسلحة، بمساعدة روسيا وإيران، وتزايد قدرته على السيطرة على مزيد من المناطق التي كانت تتواجد بها الأخيرة.

وأثارت تصريحات سليماني جدلا واسعا،اذ رد الحريري على تصريحات سليماني بالقول إن من "المؤسف أن يصدر هذا المنطق عن دولة نود أن تربطنا بها علاقات من دولة إلى أخرى". وأضاف الحريري أنه "إذا خسر البعض في العراق، لا يمكنه أن يظهر وكأنه يحقق انتصارات في أماكن أخرى".

بدوره، قال عضو كتلة “المستقبل” النائب سامي فتفت: أمام صرخات الشعب الايراني وأنينه من الجوع بسبب الضائقة الاقتصادية التي تتخبّط فيها بلادهم، نعتقد أنّ المسؤولين والقياديين الايرانيين وجدوا أنفسهم مضطرّين للتفتيش عن ايّ ذريعة لكي يبرّروا لشعبهم الذي لا يجد ما يسدّ له جوعَه طريقة صرفِ أمواله”. ودعا فتفت سليماني الى تسمية النواب الـ 74 الذين قال إنّ “حزب الله” فاز بهم، “لمعرفة ما إذا كان نواب “التيار الوطني الحر” من ضِمنهم”، وقال: “لا أعتقد أنّ جميعهم يتبعون لإيران”.

فيما قال النائب ميشال معوض، إنه "ربما يجب على اللواء قاسم سليماني، ومعه محور الممانعة، أن يعيدا حساباتهما جيدا؛ حتى لا يكونان يخطئان في عدّ النواب المحسوبين على حزب الله...".

علق حزب "القوات اللبنانية" على تصريحات لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، تحدث فيها عن تحول "حزب الله" اللبناني من "حزب مقاوم" إلى "حكومة مقاومة" بفوزه بـ 74 مقعدا برلمانيا.

ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصادر في حزب "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع قولها إن أفضل رد على ما قاله سليماني هو ما صرح به النائب محمد رعد، خصوصا لجهة أنّه لا توجد أي أكثرية، وأن الأولوية في المرحلة السياسية المقبلة هي لاعتماد القانون وتنفيذه.

 

 ووصفت المصادر موقف سليماني بأنه "من خارج السياق"، فضلا عن أنّه لم يصدر عن "حزب الله"، لا عن أمينِه العام ولا عن كتلة "الوفاء للمقاومة" أي موقف يدّعي أن الحزب يملك 74 نائبا.

وكان رعد قد لفت إلى "أن وضع المجلس النيابي بتكتلاته وموازين القوى فيه قد تغيّر بعد الانتخابات بنحو واضح وجلي، ولم يعد هناك فريق يستطيع أن يمتلك الأكثرية الدائمة لمقاربة القوانين والاقتراحات والمشاريع".

وأكّد رعد أنّ "الأكثرية أصبحت متجولة بحسب أهمّية القوانين والاقتراحات، وهذا ما يتيح لنا فرصة أن نعطّل كثيراً من القوانين التي تضرّ بمصلحة البلاد، وندفع في اتجاه إقرار كثير من القوانين التي تحفظ مصالح العباد والمواطنين"، وأضاف: "نحن نشهد بعض الإشكالات التي تحصل بين المسؤولين والقوى السياسية، لذا نقول للجميع إن اعتماد القانون وتنفيذه هو الذي يحل كل الإشكالات التي تقعون فيها".

كذلك رد أحد القياديين العونيين وهو نائب في تكتل «لبنان القوي» على سليماني، مؤكدا أن التكتل الذي ينتمي إليه وسطي، ليس مع فريق ضد آخر. وقال: «نحن نتعاطى حسب الملفات؛ فمثلا هناك ملفات اقتصادية نتلاقى فيها مع (المستقبل)، كما أن هناك خيارات وطنية نتلاقى فيها مع (حزب الله)». وأضاف: «كذلك نتلاقى مع (القوات اللبنانية) على وجوب استرجاع الدور والحضور المسيحي كما على ملفات أخرى».

 ورفض القيادي وصف التكتل بـ«بيضة القبان» وهو التوصيف الذي كان يُعتمد لكتلة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في المرحلة السابقة، وقال: «لا يمكن أن نكون كذلك، لأنه يعني الوقوف مع فريق لتغليبه على الآخر، ونحن بالعكس تماما كتلة الوسط الضامنة للجميع والتي تحفظ حقوق الجميع».

ولا يعني الوجود في الوسط، بحسب القيادي، الخلاف مع «حزب الله»، «باعتبار أننا سنكون إلى جانبه عندما يكون مستهدفا ومطلوبا رأسه تماما كما إلى جانب (المستقبل) إذا كانت هناك أي مؤامرة عليه، وهاتان حادثتان حصلتا فعلا ووقفنا فيهما إلى جانب (الحزب) و(المستقبل)». وأضاف: «كذلك سنكون إلى جانب (القوات) إذا كان هناك من يريد عزلهم». وأردف قائلا: «نحن نتعاطى مع كل فريق يضعنا في خانة ما، على أن ذلك شأن خاص به، لأن المهم حيث نحن نكون ونريد أن نكون»، مشددا على أن هناك «استقلالية تامة لـ(التكتل)، قرارنا يعود لنا، ومرتبط حصرا بالمصلحة الوطنية العليا».

ولطالما صُنف «التيار الوطني الحر» منذ انتخابات 2009 على أنه جزء من فريق «8» الذي كان بوقتها في مواجهة مع فريق «14»، لكنه كان يرفض هذا التصنيف ويسعى للتمايز عن «الثنائي الشيعي» وحلفائه وإن كان في صف واحد معه في معظم الاستحقاقات والمواجهات السياسية التي شهدتها البلاد بوقتها. ويختلف المشهد السياسي اليوم باعتبار أن «التيار الوطني الحر» يبدو في المرحلة الحالية أقرب من أي وقت مضى من تيار «المستقبل»، وإن كان متمسكا في الوقت عينه بتحالفه السياسي المستمر مع «حزب الله» منذ عام 2006.

 

ويُعد تكتل «لبنان القوي»، الذي يشكل «التيار الوطني الحر» عموده الفقري، التكتل النيابي الأكبر حاليا في المجلس النيابي الجديد، ويبلغ عدد نوابه 29؛ بينهم 18 نائبا يحملون بطاقات حزبية، فيما يبلغ عدد نواب «الثنائي الشيعي»؛ أي نواب «حزب الله» و«أمل»، 30. ويشير الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين إلى أن عدد النواب الذين يمكن تصنيفهم تابعين مباشرة للحزب هو 43، وهو العدد الذي كان يطمح إليه باعتباره «الثلث المعطل».

 

 

من جهته، قال رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض في تغريدة عبر “تويتر”: “إستوقفني تصريح سلیمانی بشأن الإنتخابات النيابيّة اللبنانيّة والذي اعتبر هذا الأخير أن حزب الله فاز للمرّة الأولى بـ74 مقعداً في البرلمان من أصل 128، وعليه أسأل سليماني: هل بإمكانك أن تسمّي لنا وبالاسم من هم هؤلاء النواب؟”. ورأى أنّ تصريح سليماني “إهانة لأكثرية النواب”، داعياً “كل متضرر منهم الى الردّ عليه”.

أضاف: “أما اتهامه السعودية بأنها دفعت ٢٠٠ مليون دولار في الانتخابات فهو اتهام مضحك مبك في آن، فالرجل يعلم أن ايران من يموّل الميليشيات التي تعمل لصالحها واتهامه هذا أضعه برسم النواب المعنيين به. ويبقى أنه على النواب الـ ٧٤ الذين صنّفهم سليماني في خانة حزب الله أن يعلنوا عن هويتهم وانتمائهم وأغلب الظن أن تصنيف سليماني مغلوط ومشوّه، ولو يكفّ المسؤول الايراني عن التدخل في شؤوننا الداخلية ويوقف رعايته للميليشيات لكنّا بألف خير”.

بدورها، غرّدت الاعلامية مي شدياق عبر “تويتر”، قائلة: “برسم كتلة لبنان القوي، اللبنانيون ينتظرون رداً على قول قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني: حزب الله فاز بـ74مقعداً في برلمان لبنان من أصل 128. الحزب تحوّل للمرة الأولى من حركة مقاومة الى دولة مقاومة. الانتخابات جرت فيما الجميع يتهم الحزب بالتدخل بشؤون سوريا، لبنان، العراق واليمن”.

 

مترجم: ممثل إيران في لبنان هو الفائز الأكبر

“النظام الإيراني يحكم لبنان بأيدي حزب الله، والحكومة اللبنانية تقف عاجزة بلا حول ولا قوة”، هذا ما ذكره المحلل السياسي الأمريكي المعروف جوناثان شانزر، في مقالته في مجلة “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية.

قال شانزر في مقالته إن “وكيل إيران، حزب الله، يستخدم لبنان كقاعدة لاستهداف الدول الخليجية، مثل السعودية، عبر اليمن، والبحرين، والكويت، وحتى دول عربية مثل المغرب. كما حوّل الدولة إلى مكان التقاء لقادة ميليشيات يديرها الحرس الثوري الإيراني”.

استطاعت مجموعة حزب الله التابعة لإيران في لبنان حصد المزيد من المقاعد في الانتخابات الأخيرة، بمساعدة مجموعات شيعية أخرى مثل حركة أمل، من أجل دفع أجندتها المحلية والإقليمية الخطيرة، غير المرتبطة بأهداف لبنان السياسية.

يُحكم حزب الله قبضته السياسية والعسكرية على الدولة اللبنانية منذ فترة طويلة. ولكن الآن، بفضل ترسانته العسكرية الآخذة في التوسع باستمرار، فضلًا عن السيطرة المحكمة على الأراضي، إلى جانب المقاعد البرلمانية الجديدة، لا يمكن إنكار حقيقة أن الجماعة صاحبة الأجندة الخارجية تهمين على الدولة اللبنانية بكامل تفاصيلها.

كان العالم الغربي يعوّل على الانتخابات الأخيرة، بوصفها جوهرية للحفاظ على استقرار الدولة اللبنانية وتعزيز استقلالية مؤسساتها. ولكن السياسة الغربية -لا سيما الأمريكية- تجاه لبنان فشلت فشلًا ذريعًا، ولم تؤد إلا إلى تثبيت وتعزيز النظام الإيراني في لبنان، الذي يديره حزب الله.

حتى قبل فوز حزب الله في الانتخابات الأخيرة، كانت الحكومة اللبنانية مغلوبًا على أمرها، عاجزة بلا حول ولا قوة، ولم تستطع سوى مشاهدة حزب الله يقوم بتجميع واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ في الشرق الأوسط، دون أن تحرك ساكنًا.

في الحقيقة، قوات الأمن اللبنانية واقعة تحت تأثير حزب الله، وربما قدمت له المساعدة والتسهيلات في جمع هذه الترسانة. في الوضع الحالي، لا يفعل الجيش اللبناني سوى التنسيق والانسجام مع الجماعة الشيعية. وفي بعض الحالات، يعمل حزب الله إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، مما يدل على التعاون الكامل بينهما.

ما لا يجري مناقشته كثيرًا برغم أهميته، هو أن لبنان أصبح مقرًا حقيقيًا لعناصر أخرى من شبكة إيران الإقليمية. إنها حقيقة اعترف بها وزير الداخلية اللبناني علانية قبل عامين، حين وصف لبنان بـ”غرفة عمليات أمنية إرهابية عالمية”.

تحول لبنان اليوم إلى مكان التقاء لقادة التنظيمات المتشددة، التي تخدم أجندة غير الأجندة اللبنانية. على سبيل المثال، لا يتردد قائد الميليشيا الشيعية العراقية عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، في عقد اجتماعات معلنة مع عناصر حزب الله في بيروت. وهذا ينطبق على قادة الميليشيات المميتة الأخرى التي يديرها الحرس الثوري الإيراني في سوريا، مثل لواء الباقر.

ومن جديد، لم تفعل الحكومة في بيروت شيئًا لوقف هذا، كما أنها لم تفعل شيئًا لطرد بعض الجماعات الإرهابية الأخرى التي تستهدف دول الخليج العربي. لقد تلقت جماعة الحوثي في اليمن تدريباتها في لبنان منذ عام 2010، تحت إشراف مدربين من حزب الله، وهذه حقيقة اعترف بها بعض أعضاء حزب الله علانية. وقد افتتحت جماعة الحوثي مكتبًا رسميًا لها في بيروت، وأطلقت قناة تلفزيونية تبث دعايتها بأسلوب حزب الله.

لقد استغلت التنظيمات التابعة لإيران في الشرق الأوسط لبنان كقاعدة يمكن من خلالها استهداف دول خليجية أخرى، مثل الكويت، والبحرين. لكن الأمر لم ينتهِ إلى هذا الحد، فهنالك المغرب أيضًا، التي عانت من عمليات تهريب الأسلحة، من قبل حزب الله إلى جبهة البوليساريو، الجماعة الانفصالية العنيفة في الصحراء الغربية.

مشكلة الإرهاب في لبنان لن تختفِ طالما واصل حزب الله ممارسة نشاطاته الإقليمية انطلاقًا من بيروت. ومن الواضح أن مؤسسات الدولة بالكاد تكافح ضد شبكات إيران على أراضيها السيادية، بل اضطرت إلى التعايش معها كما فعل الجيش اللبناني. هذه الحقيقة تشرح جزئيًا كيف يواصل حزب الله السيطرة على البلاد، سواء بالتهديد والقوة أو من خلال صناديق الاقتراع.

لقد حان الوقت للاعتراف علنًا بدور لبنان كمركز عمليات لإيران ولشبكات وكلائها الآخذة في التوسع. وعلى الغرب أن يدفع الحكومة اللبنانية الجديدة لاتخاذ إجراءات ملموسة، من أجل وقف انتهاك السيادة اللبنانية عبر شبكات طهران.

 

المصدر: مجلة “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية