كتب محمود الدباس.. إذا كان "الحَمو الموت".. فإن حارس العمارة "جهنم"..
فليسمحلي القاريء الكريم ان اكون في حديثي هذا غير متحرج واتحدث بشيء من الصراحة المباشرة.. فان الامر ليس بالهَيِّن..
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "الحمو الموت".. والحمو هو قريب الزوج كالاخ والعم وابن الاخ.. لانهم يحلون للزوجة بعد طلاقها او موت زوجها.. ولا يعتبر اب الزوج ضمن هذا الحديث لان حرمته على الزوجة دائمة..
ومعنى الحديث ان الخلوة بالحمو امر خطير.. وذلك لعدم وجود الريبة والشك من قبل الزوجة بهؤلاء الاشخاص.. وحتى من هم حولها من جيران ايضا.. فدخولهم وخروجهم لبيتها لا يجلب الشك.. وهنا تكون سهولة النيل منها والتقرب منها وانشاء علاقة امر اسهل مما لو كان مع غيرها..
هذا الحديث جعلني اذكره حين قال لي صديق قريب جدا عن حادثة وقعت في العمارة التي يقطن فيها.. واظنها موجودة في الكثير من المناطق وحتى البلدان العربية..
حيث قال انه اشترى شقة في عمارة بُنيت حينها.. وسكن هو وجميع الجيران في فترة شبه واحدة.. وتم تعيين حارس للعمارة بناءا على توصية من حارس لعمارة مجاورة..
واردف قائلا بان بعض العائلات تكونت في هذه العمارة.. اي ان ثلاثة من الجيران تزوجوا وانجبوا اطفالهم في تلك العمارة..
وحتى ان الحارس احضر زوجته واسكنها في الغرفة المخصصة له..
يقول صديقي.. كنا عندما نجلس نحن الجيران ونتحدث في امور كثيرة.. يقول احدهم انه يستأمن الحارس في امور بيتية كثيرة.. حتى وهو مسافر يحضر الحارس ما تحتاجه زوجته.. ويقوم ببعض الامور في البيت من ازاحة لخزانة او رفع لشيء ثقيل وهكذا..
فيرد عليه آخر.. نعم والله انه رجل فزعة وزوجتي بتحكي دايما عيونه بالارض.. فيقول جار ثالث.. زوجتي تترك الباب مفتوحا وهو في الغرفة او المطبخ يقوم بالعمل المطلوب.. وهي تقف في الصالون اي منتصف البيت..
يقول صديقي.. حاولت اكثر من مرة وضع بعض الشكوك لهؤلاء الجيران الذين يتحدثون بكل ثقة عن ذلك الحارس.. إلا انهم لا يلقون بالا لاي تنبيه او جرس..
وعندما اخبرتهم بان زوجتي ملتزمة جدا.. ولا تدخل الحارس الباب.. الا اذا كنت موجودا.. او تحضر جارتتا التي مقابلنا.. فيقولون لي.. يا رجل هو بده يوكلها؟!.. والا بده يبلش بيها؟!.. زمان راحت موضة التحرش اللي مثل هيك.. لانه صارت الامور متاحة.. وليش الحارس يوقع حاله مع جار ويتسفر وينقطع رزقه؟!.. وكمان النسوان الان واعيات وفاهمات.. وما وصلت انه الوحدة منهم تحط عينها على الحارس وهي مثقفة وبنت ناس.. ويا رجل هذا الحارس صار له عنا اكثر من سبع سنوات وبيعرفنا واحنا عارفينه..
كل هذا.. ولم يضع اي منهم بالحسبان ان هذا ذكر وامرأته انثى.. والحارس لسانه حلو.. ويعلم كيف ومتى يرمي بالكلمة.. والخلوة مصيبة..
بقي الامر على حاله حتى عاد احد الجيران في احد الايام على غير موعده مصادفة ودون اي ترتيب الى بيته.. ووجد الباب مفتوحا.. فعرف ان الحارس داخل البيت.. فدخل دون اي ريبة او شك.. ونظر في المدخل والصالون فلم يجد الزوجة.. وعندما تقدم الى داخل البيت رأى ما لم يكن يتوقع من زوجته الشريفة والحارس الامين..
يقول صديقي ما كان من ذلك الجار الا ان ضرب الحارس والزوجة بأداة حادة.. إلا انهما لم يموتا.. وتم تطليق الزوجة..
وبعد التحقيق مع ذلك الثعلب الماكر.. تبين انه يفعل الفعل ذاته مع اكثر من مرأة في العمارة.. وان ما جعله يتجرأ ويقوم بذلك.. هو حديثه المتكرر معهن.. وفي اي وقت.. وتطور الحديث من صيغة الامر والطلب.. الى السماح له بالأحاديث الجانبية عن الجار الفلاني والجارة الفلانية.. وابناء فلان.. وعن السيارات في الحارة والمشاكل.. وبعد ان كان يضع الاغراض عند باب الشقة ويغادر دون ان يرى احد.. تطور الامر الى ادخالها الى المطبخ.. وفك وتركيب اسطوانات الغاز ورفع الشنط على خزائن غرف النوم.. وتجرئه مرة بعد مرة بالتعليقات المعسولة على بعض محتويات غرف النوم من عطور وادوات تجميل وكريمات.. وحتى بعض الغيارات التي قد تغفل عن ضبها الزوجة.. وما الى ذلك..
اقول هذا الامر ليس لطرد الحراس والاستغناء عنهم.. وليس للتوقف عن طلب مساعدتهم.. وانما ادق الناقوس لكي يكون لهم حدود.. حدود حقيقة وليست نظرية تقال للازواج لتسكيتهم.. حدود تشعرهم بان الحديث والنظر الى هذا الحد.. حدود بعدم الحديث لاكثر من الطلب والشكر.. حدود بعدم دخولهم عتبة البيت الا بوجود رجل من البيت او جارة ثقة..
في الختام اقول.. ان دخولهم الى البيوت لا يثير الريبة.. لا بل ان الحارس الذي تم ضبطه قال انه يتعمد ان يخبر الجارة بان جارتها طلبت منه عملا معينا.. وانه يقرع عليها الجرس ولا تجيب.. ويحاول امامها قرع الجرس حتى تفتح الجارة الباب.. وبكل ثقة يقول لها "صرت رانن اكثر من عشر مرات".. ويدخل البيت تحت نظر الجارة.. وذلك حتى يعطي الامر نوعا من الشرعية وعدم الشك من الجيران..
ابو الليث..