عماد قاسم عودات يكتب:-المعلمون بناة الاجيال وجسور بين المجتمعات : الاستاذ أبو مازن العودات نموذجا
قد لايعرف الجيل الجديد من أبنائنا الطلاب أن الاستاذ القدير محمد قاسم قويدر العودات "أبو مازن" هو من أحد نوابغ وعلماء اللغة العربية في الأردن. فمثلاً، لقد تمكن أستاذنا الفاضل بفضل الله تعالى من إعراب القرآن الكريم كاملاً إعراباً صحيحاً. ومعروف عن أستاذنا الحبيب نطقه للغة العربية الفصحى بشكل سليم. وهو بحق علاّمة من علماء النحو واللغة العربية وعلومها المختلفة. وقد سخّر هذه المعرفة في خدمة أبناء بلده عبر سنوات خدمته الطويلة في وزارة التربية والتعليم سواءً في الأردن أو خارجها.
لإستاذنا القدير نشاطات لا تعد ولا تحصى في مجال العمل العام والعمل التطوعي. فمثلاً، كان أحد المشرفين على إعمار مسجد حاتم الكبير "القادسية" منذ بداية تأسيسه في أوائل الثمانينات ولغاية آخر توسعة للمسجد في عام ٢٠١٧م.
وقد كان أستاذنا الفاضل من أوائل المدرسين في مدرسة اسعره الابتدائية. وقد كان يذهب الى بلدة اسعره يوميا من بلدة حاتم مشيا على الاقدام صيفا وشتاءا على الرغم من خطورة ووعورة الطريق ومرورها بالتلال والوديان. وكان في أغلب الأوقات المعلم الوحيد في هذه المدرسه مدرسا لستة صفوف يوزع وقته ويجهد نفسه ليؤد الأمانة على أكمل وجه. ويذكر طلابه انه ورغم كل الظروف السالفة الذكر فقد كان الطالب وهو في منتصف الصف الأول يجيد القراءة والكتابة.
وعمل الأستاذ القدير أبو مازن لفترة في مدينة خورفكان في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد واصل تميزه في عطائه واخلاصه الكبير في عمله. وأمتد عطائه في مرحلة الإدارة والإشراف التربوي.
ومعروف عن الاستاذ الفاضل مشاركته الدائمة في جميع أنشطة حاتم الثقافية والإجتماعية والأكاديمية والرياضية. وهو يعتبر ركناً هاماً لإنجاح أي فعالية ونشاط.
ولأستاذنا القدير مخزون ذكريات كبير خاصة خلال فترة عمله في مدارس التربية والتعليم الأردنية حيث نتمنى أن يتم تدوينها يوماً ما حيث واكب أستاذنا الفاضل مختلف الاحداث والظروف والتطورات التي مرت على بلدتنا الحبيبة حاتم منذ الستينات وحتى يومنا هذا. وفي هذا السياق لا بد من أن نذكر أن لاستاذنا القدير مخزون ذكريات كبير خاصة فيما يتعلق بالنشاطات والرحلات المدرسية التي كانت تنظم سنويا من مدرسة حاتم للبنين الى فلسطين الحبيبة قبل احتلالها عام ١٩٦٧م.
حفظ الله عزوجل أستاذنا المربي الفاضل أبا مازن وجزاه الله عنا خير الجزاء لكل ما قدمه لوطنه وأبناء وطنه. وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا