حق العودة … !!!

فارس شرعان

 


 

احتفل المجتمع الدولي أمس الأول الجمعة بيوم القدس حيث انطلقت المسيرات والتظاهرات السلمية المطالبة بتحرير فلسطين ودعم شعبها في نيل حقوقه المشروعة. وابرز هذه الحقوق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين ارغموا على مغادرة اراضيهم ومدنهم وقراهم قسريا تحت وطأة العصابات الصهيونية وخوفا من بطشها وتنكيلها.

الاحتفالات التي شهدها العالم يوم الجمعة تركزت في العالم الاسلامي والدول الاوروبية والافريقية والأسيوية، بالاضافة للدول المناصرة للحق الفلسطيني في كافة انحاء العالم ومن بينها دول امريكا اللاتينية.

الاحتفال بيوم القدس يعكس استجابة المجتمع الدولي والدول المناصرة للحق للدفاع عن الحق الفلسطيني الذي تجاوزه الصهاينة واستهانوا به لعدم مقدرة الشعب الفلسطيني على التصدي لمؤمراتهم ومخططاتهم التي ينفذونها بالتعاون مع الدول الكبرى المهيمنة في مختلف العصور وخاصة بريطانيا التي كانت سيدة العالم في القرن الماضي والولايات المتحدة التي تعتبر سيدة العالم في هذا القرن … حيث سرعان ما يلتف الصهاينة على الدول القوية صاحبة الكلمة والنفوذ اينما وجدت في مختلف بقاع العالم.

يوم القدس يجسد الاصرار الدولي وربما الاجماع الدولي على مناصرة الحق الفلسطيني كما يكرس اصرار الفلسطينيين وعزمهم على انتزاع حقوقهم بمختلف السبل المتاحة بما فيها المقاومة والكفاح حيث يجيزهما القانون الدولي دفاعا عن الحقوق المغتصبة والانتهاكات التي تحدث ضد حقوق الانسان والسيطرة على ارضه وسيادته وخصوصيته … الأمر الذي تجسد بوضوح يوم الجمعة الماضي حيث انطلقت المسيرات في الدول الاسلامية خاصة اندونيسيا وماليزيا حيث حمل المتظاهرون صور الشهيد المهندس فادي البطش الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في كوالالمبور والمسعفلة رزان النجار التي سقطت على ثرى غزة في مسيرات العودة قبل اسبوع والتي كانت مصدر الهام للمتظاهرين في مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي الذي صادف يوم القدس.

حيث انطلق زملاء رزان من مسعفين وكوادر طبية من قطاع غزة الى منطقة الحدود للكيان الصهيوني تخليدا لذكراها ودعما لدورها في دعم الحق الفلسطيني حيث استشهدت لهذه الغاية … فجاء زملاؤها من مسعفين وكوادر طبية ليثأروا لها ما حدا بهم الى المشاركة بفاعلية في مسيرة العودة يوم الجمعة الماضي التي اسفرت عن استشهاد اربعة فلسطينيين واصابة ستمائة وخمسين جريحا من بينهم ثمانية جراحهم خطيرة…

بالاضافة الى اندونيسيا وماليزيا انطلقت المسيرات في الهند حيث توجد اقلية اسلامية عددها ٣٠٠ مليون نسمة والباكستان وتركيا وايران التي هبت عن بكرة ابيها واندلعت المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في اكثر من ٩٠٠ مدينة وقرية بالاضافة الى الدول الاوروبية وخاصة شمال وغرب اوروبا حيث طالب المتظاهرون بدعم الفلسطينيين وتمكينهم من نيل حقوقهم بما في ذلك اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة واسقاط مشروع ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

لقد حققت مسيرات العودة الاهداف والغايات المرجوة منها والمتمثلة باثارة الرأي العام العالمي ضد الصهيونية العالمية وجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وخاصة فيما يتعلق باستخدام القوة الغاشمة والرصاص الحي ضد المتظاهرين ما حدا بدول العالم الى توجيه انتقادات لاذعة للكيان الصهيوني والطلب منه الكف عن استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين، لا سيما وان نتنياهو اصطدم مع قادة كل من المانيا وبريطانيا وفرنسا بشأن التجاوزات ضد الفلسطينيين…!!!

ما اكدته مسيرات العودة وفعاليات يوم القدس الذي صادف يوم الجمعة الماضي ان حق العودة حق مقدس للجماعات والافراد لا يسقط مهما طال الزمن ولا ينتهي بالتقادم بل هو حق مكفول لجميع الشعوب التي تتعرض للاضطهاد والتهجير القسري ويضمنه القانون الدولي والشرعية الأممية … !!!