محمود الدباس :- السر وراء بيع البتراء..
لم يعد خافيا على احد ان ثمة شيء يدار حول البتراء.. ذلك الكنز النبطي الاردني.. وكما يقال.. ما في دخان من دون نار..
منذ ان تم ادراج البتراء (منطقة الاثار) ضمن التراث العالمي لليونسكو.. ونحن نشاهد تحركات لقوات الامن داخل المدينة الاثرية.. وبعض المناوشات مع سكانها الذين وُلِدوا ونشأوا في كهوفها.. واتخذوا من صناعة السياحة باشكالها المختلفة مصدرا شبه وحيد للرزق..
منظمة اليونسكو تشترط لابقاء البتراء الاثرية ضمن قوائمها.. ان تكون آمنة للسياح.. مراعية لاشتراطات السلامة العامة.. وعدم وجود سكان بداخلها حتى يضفي عليها الطابع الاثري..
قامت السلطات الاردنية بمفاوضات مع عشيرة البدول والذين كانوا باعداد صغيرة.. وتم اقناعهم بالخروج من حدود المحمية الاثرية الى منطقة ملاصقة بها تدعى قرية ام صيحون..
وتم بناء مساكن لهم.. مع ضمان دخولهم للمحمية الاثرية لممارسة نشاطهم السياحي..
ومع ازدياد عددهم.. وزيادة التنافسية في الصناعة السياحية.. كانت تُسجل بعض التجاوزات من قبلهم.. اكانت فيما بينهم او مع الادلاء السياحيين او حتى مع بعض السياح..
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعية.. والتوسع في استخدام خاصية البث المباشر.. اصبحت هذه الاحداث تؤثر على تشجيع السياحة للبتراء..
الأمر الذي لم يترك للجهات المختصة سبيلا غير التدخل الامني المباشر لضمان سلامة الارث السياحي.. وللحد وانهاء مظاهر الاعتداءات عليه..
وبالعودة الى قرية ام صيحون التي لم تعد تتسع لسكانها.. والمطالبات بالسماح للبناء العامودي والافقي لاستيعاب الزيادة الكبيرة في السكان.. وللفاقة والعوز الذين اصبحا ظاهرين على هؤلاء المواطنين.. ومن هم يمتلكون اراض مجاورة ايضا.. اصبحنا نسمع عن محاولات بيع للاراضي في تلك المنطقة..
وعندما نعلم بالفجوة التي تتسع يوما بيوم بين المواطن والحكومة.. والضعف الكبير في الخطاب الرسمي.. الذي لم يعد مقنعا للناس.. لعدم حزمه وجزمه للامور.. وضعف القائمين عليه.. والاختباء خلف ابواب مكاتبهم.. فقد نشط الناعقون في وسائل التواصل الاعلامي.. وتمت تسمية ام صيحون.. بأم صهيون.. وربطوها بالمخطط الصهيوني للاستيلاء على الاردن قطعة قطعة..
وتم نسج القصص والحكايات.. وتم بيع البتراء وقبض ثمنها الذي تبخر.. على حد زعمهم.. واصبح الدرك يتدخل لتثبيت الامر الواقع.. للاسف كل هذا يصدقه الناس.. ويتناقلونه.. ولا صوت لاحكومة ينفي قطعا هذه الأكاذيب..
من هنا اقول وادق ناقوس الخطر.. على حكومتنا التي ما زلت مؤمنا بانها وطنية شريفة محافظة على اليمين الذي اقسمته امام جلالة الملك.. وعلى مسمع ونظر المواطنين.. بان الوضع حول محمية البتراء الاثرية خطير.. لا بل خطير جدا.. وعليكم بالانتباه لاي بيوعات في تلك المنطقة.. والتدقيق على المشترين..
فلا نريد -لا سمح الله- ان نستفيق يوما واذا بالبتراء الوردية محاطة باراض يمتلكها مَن لا يريد بالاردن والاردنيين خيرا..
ولعلمي اليقيني بان بيع البتراء الاثرية ضرب من الخيال.. ولا يتقبله عاقل.. وان لا أساس له من الصحة.. وان السر في هذا الموضوع هو تشويش الناس وتأليبهم على دولتهم.. ونشر الفوضى بين صفوف المواطنين.. واضعاف الثقة مع الحكومة اكثر فاكثر.. اقول..
حكومتنا التي ما زلت اعول عليها.. استحلفكم بالله ان لا تأخذوا موضوع البتراء وما يدور حوله من ارهاصات واحاديث بنظرة سطحية.. فالعدو متربص.. والناس جوعى.. والضغط يولد الانفجار..
فالحكمة الحكمة في معالجة موضوع البتراء..
ابو الليث..