"الجامعة الأردنية" في تصنيف شنغهاي

الاكاديمي مروان سوداح

 في الأنباء المفرحة التي طافت الآفاق، أن الجامعة الأردنيّة حازت على إنجاز تاريخي بدخولها تصنيف شنغهاي العالمي، حيث صُنّفت ضمن أفضل 800 جامعة في الدنيا، في نقلة نوعية مميّزة تُحسبُ لها؛ إذ إنّها الوحيدة محليَّاً، وواحدة من 19 جامعةً عربيّةً فقط أُدرج اسمها في هذا التصنيف للعام 2022، مِمَّا يؤكد علو مكانة التعليم في الأردن.
 في واحدة من مقالاته اللافتة، تحدث الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، رئيس جامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا، عن الأهمية والمكانة الرفيعة للتعليم في المملكة، إذ نوّه إلى إنه ومنذ نشأة الدولة الأردنية كان الرهانُ منصبّاً على الإنسان، وما يمثّله من ثروات لا تنضبُ، وقد أدركت القيادة السياسية الحكيمة، أنّه وفي ظلِّ محدودية الإمكانات، عليها الركون إلى رأس المال البشري هذا (HumanCapital)، فكان التعليم سلعةً أساسية برع الأردنيون في إنتاجها وتسويقها على مستوى المنطقة. ويؤدي قطاع التعليم العالي دوراً كبيراً في التنمية الشاملة، وقد تطوّر منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، وخطا خطوات كبيرة. وتعد الخطة الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية (2025 – 2016) خريطة طريق لهذا القطاع، متضمّنة مبادئ أساسية تتمثّل في توفير فرص عادلة للطلبة المؤهلين، الجودة/ رفع معايير مخرجات الأبحاث العلمية، المساءلة / تحفيز الجامعات على تحمّل مسؤولية أكبر في تحقيق الأهداف الوطنية، الابتكار/ وتبني أفضل الممارسات الدولية في التدريس والتعليم، أنماط التفكير/ زيادة وعي الجهات المعنية بأهمية التعليم العالي.
 جاء في موقع عربي/21، أن 19 جامعة عربية تمكنت من حجز أماكن لها ضمن هذا التصنيف، وهي من مصر: جامعة القاهرة، وجامعة الإسكندرية، وجامعة المنصورة، وجامعة عين شمس، وجامعة الأزهر، وجامعة الزقازيق، وجامعة كفر الشيخ. ومن السعودية: جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد الله، وجامعة الملك فهد، وجامعة الطائف، وجامعة الملك خالد، وجامعة الأمير سطام بن عبد الله. ومن الإمارات: جامعة خليفة. ومن لبنان: الجامعة الأمريكية في بيروت. ومن سلطنة عُمان: جامعة السلطان قابوس. ومن قطر: جامعة قطر. وجرى النظر، هذه السنة، في 2500 مؤسسة تعليمية لتحديد أفضل ألف من بينها.

 ولإدراج أي جامعة في تصنيف شنغهاي، تتحدث المراجع عن أن الأمر يتطلّب تحقيقها لشروط عديدة غير سهلة، واحدة منها، الشروط الخاصة الممثلة بحصولها، من خلال أكاديميّيها أو خرّيجيها، على جائزة نوبل أو ميدالية فيلدز، أو أن يتواجد ضمن كادرها الأكاديميّ باحثون من الأعلى استشهاداً على مستوى العالم، أو نشر الأكاديميّين العاملين فيها أبحاث علمية في مجلتي Nature أوScience، أو نشرهم لعدد كبير من الأبحاث العلمية في المجلات المُدرجة في قاعدة Clarivate ISI. ، أمّا ترتيب الجامعات فيُحسب بذات المعايير والشّروط السّابقة التي تخوّل الجامعات الدّخول إلى هذا التّصنيف، ويُضافُ إليها معيارٌ آخر يتعلّق بمؤشر الإنجاز الأكاديمي في المعايير أعلاه نسبة إلى حجم المؤسسة. وقد نشر معهدُ التعليم العالي التابع لجامعة شنغهاي جياو تونغ تصنيف شنغهاي المعروف بالتصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية Academic Ranking of World Universities (ARWU) للمرة الأولى عام 2003. ومنذ عام 2009، أخذ التصنيف بالصدور عن المنظمة المستقلة المُتخصّصة بالأبحاث العلمية في مجال التعليم العالي شنغهاي الاستشارية للتصنيفات. 
هنيئاً للجامعة الأُردنية بهذه القفزة الدولية والتاريخية التي تضاعِف من شهرتها، ونتمنى لها تحقيق المزيد من التألق.
:/: