كتب محمود الدباس.. "الكلاب" لا تنبح على الاسياد.. فلا تصبوا الكاز على النار.. ولا تصطادوا بالماء العكر..


من طبعي انني ابتعد عن الصدام المباشر.. ويعلم الله انه ليس ضعفا.. وانما حفاظا على كرامة من هو امامي.. فقد تعودت على ان اخاطب الناس بخطابين.. الاول اوجهه له انصياعا لتكريم رب العزة للادمي.. والثاني اوجهه له مرتكزا على القالب الفكري الذي اكتسبه ووضع نفسه فيه.. خيرا فخير.. وشرا فشر..

نحن نعيش في بلد حباه الله بان يكون كل من فيه متوازنين متآخين ودودين متراحمين..
فعلى مر السنين لم يكن هذا البلد صداميا عدائيا.. ونظامه لم يكن يوما ما ولن يكون دمويا..
ومهما حاول الحاقدون والحاسدون والناقمون تأجيج طرف على آخر.. يُسَخرُ الله اناسا تبين الحقائق.. وتنهي الاحتقان.. وما يلبث أولئك النفر من ان يتعرون امام الجميع.. وتنكشف سوآتهم..

في كل مؤسسات الدول وهيئاتها الرسمية والشعبية ومنذ ان خلق الله الارض ومن عليها.. هناك فساد وإفساد.. وهناك توبة وصفح.. وهناك اعتراف واعتذار.. ويقول الحبيب المصطفى "لولا أنكم تذنبون.. لخلق الله خلقًا يذنبون.. فيستغفرون.. فيغفر لهم"..

مصيبتنا في أولئك النفر سود الضمائر والتفكير.. الذين ما يلبثون ان يسمعوا عن مشكلة في مؤسسة ما.. إلا وعلا نباحهم.. فنشروا غسيلها الابيض الذي شابته شائبة.. وكبروا تلك المشكلة.. حتى يجعلونا نتصور انها هي التي اوصلتنا الى ما نحن عليه من فقر وازمات اقتصادية واجتماعية واخلاقية.. وان هذه المشكلة لا شبيه لها.. ولا موازي لها في اي مكان.. فهي مشكلة المشاكل..

ليت من يتحدث عن اي مؤسسة رسمية او اهلية بشائبة او مشكلة.. ان ينشر ويوضح الايجابيات التي تقوم بها.. وان يقول كلمة حق في انها تعترف بخطئها وستعالجه.. ام انها تكابر وتتعنت.. فالمهنية في النقد تقتضي ان نذكر الايجابي والسلبي لاي شيء ننقده..
ليت من ينبحون لافشال اي تجربة صالحة تنفع الوطن والمواطن.. يعودون الى رشدهم ان كان بقي عندهم شيء من بيئة صالحة للرشد ان ينبت..
ليث من يتشدقون بانهم اهل للصلاح والاصلاح ويريدون الخير للمؤسسات الرسمية والاهلية من خلال كتاباتهم.. ان يثبتوا انهم هم اهل للخير والصلاح في اقوالهم وافعالهم.. وان نشاهد افعالهم وآثارهم الخيرية والاصلاحية على ارض الواقع..
ليت من يدعون بكتاباتهم الخير للبلد واهله.. ان يساهموا ايجابيا في رأب الصدع بدل توسيعه.. وتضميد الجرح.. بدل تركه ينزف.. وتقريب وجهات النظر بدل توسيع الهوة..

يا من تصطادون في الماء العكر.. ويا من تصبون الكاز على النار.. اعلموا ان بنباحكم ستبقون تلهثون وراء السراب.. واعلموا انكم مكشوفون عند كل الاطراف.. واعلموا ان بكتاباتكم وايماءآتكم الخسيسة العفنة.. لن تجنوا سوى البؤس.. والنبذ.. والاحتقار.. والدون من النظرة والسمعة والمكانة.. وستبقون دوما في ارذل مستو واحط مكانة..
ف "الكلاب" تبقى كلابا.. حتى وان وضعت بين الذئاب..