مروان العمد يكتب:-فضفضة / الحلقة السابعة
كما سبق وان ذكرت في مقالاتي السابقة ، فأن هذه المنطقة وفي الاونة الاخيرة كانت محور الكثير من الاهتمام والاحاديث عنها ، وعما سوف يحصل فيها . وكانت موضوع الكثير من التصريحات والتعليقات ، والتي اختلفت فيها الوقائع والتفاصيل ما بين الحقيقة والخيال . كما كثرت حولها التحليلات ، والتسريبات ، والمقالات لكبار صحفيي العالم وصحفها ووكالات الانباء والمحطات الفضائية . غير ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل كل من هب ودب ، ومن كان يمتلك هاتف ذكي .
وسوف احاول التعرض لبعضها لما اراه من خطورتها ، ومن احتمال حصول تغييرات شاملة في المنطقة الممتدة ما بين شواطئ البحر الابيض المتوسط غرباً ، الى مياه الخليج شرقاً ، ومن بحر العرب جنوباً الى حدود الدولة التركية شمالاً . وعن توقعات بوقوع احداث وحروب متعددة في تلك المنطقة ، قد تكون امتداداً للحرب الاوكرانية او بديلاً لها او لخدمتها ، وبالرغم من خطورة وحساسية الحديث عما يجري الحديث عنه ، وعن احتمال ان يتضمن ذلك تغييراً جذرياً في دول المنطقة وعلاقتها ببعضها وبشكل يمثل انقلابا عما كان الامر عليه سابقاً ، وبطريقة دراماتيكية غير متوقعة ، مما قد يمثل اكثر من الصدمة بكثير . وبالرغم من تضارب التصريحات الرسمية لزعماء دول المنطقة والذين يحاول بعضهم تقديم هذه الوجبة الغير مستساغة باضافة بعض المقبلات والتوابل اليها . او تجميلها بالرغم من شدة بشاعتها . فيما يبدي البعض تحفظاته عليها . وبالرغم من ان الحديث في هذا المواضيع وحتى مجرد الاقتراب منها ربما سيضع المتحدث في خانة المعارضة عند البعض ، او في خانة الخيانة عند البعض الآخر . الا انني ورغم ذلك فسوف اخوض في هذا المستنقع ، وسوف استعرض بعض ما قاله الزعماء ، وبعض ما نسب اليهم ، وبعض ما يتم تسريبه من اخبار وتحليلات ، وبعض التوقعات القريبة من الواقع ، وتلك التي لا تمت له بصلة . وهدفي من هذا الحديث الدفاع عن الاردن والقضية الفلسطينية اللتان ستكونان في عين العاصفة .
وسيكون حديثي اولا عما يجري على حدودنا الشمالية من تنامي نفوذ التنظيمات الشيعية وتوافد تعزيزات عسكرية لحزب الله والوية فاطميون ، وزينبيون ، ومجموعة ابو الفضل العباس الايرانية ، واقترابها من درعا وحدودنا الشمالية ، مزودة ببطاريات الصواريخ والاسلحة والذخيرة . وما يمثله ذلك من خطر على الاردن واحتمال جعله جزأ من الهلال الشيعي ، الذي سبق وان حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني في حديثه لمجلة الواشنطن بوست في أوائل شهر ديسمبر عام ٢٠٠٤ ، وذلك اثناء زيارة له للولايات المتحدة الامريكية ، والذي عبر فيه عن تخوفه من امتداد السيطرة الشيعية من ايران الى العراق ثم الى سورية ويليها لبنان ، ليمثل ذلك الهلال الشيعي . ذلك الحديث الذي اثار في حينه ردود فعل عنيفة وخاصة من الاحزاب والاطراف الشيعية ، بل شاركت به بعض القوى القومية والوطنية واليسارية وحتى السنية . في حين انه اثبتت الاحداث فيما بعد وجاهة وجهة نظر جلالته هذه ، حيث تحقق وجود هذا الهلال والذي اقترب ليصبح بدراً من خلال السعي لامتداد نفوذه الى دول الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية واليمن .
وقد زاد الحديث عن هذا الخطر بعد ما تردد ان هذه التنظيمات سوف تقوم بملئ الفراغ الذي سوف يسببه الانسحاب الروسي من سورية نتيجة تداعيات الحرب الاوكرانية ، هذا الانسحاب ( وانا لست بخبير عسكري ) ، لا اعتقد انه وارد في ذهن القيادة الروسية القيام به ، وخاصة مع تطورات الحرب في اوكرانيا ، حيث يعتبر هذا الوجود خط دفاعها الاول في مواجهة القوى التي تسعى لالغاء الدور الروسي في اوروبا وحتى قبل اشتعال حرب اوكرانيا . ذلك الوجود الذي حال دون تحقيق الخطة الامريكية بنقل الغاز القطري عبر الاراضي السورية الى قلب اوروبا ليكون بديلاً للغاز الروسي ، والذي سوف يصبح امراً واقعاً لو اخلت روسيا الساحة السورية للولايات المتحدة . ولان مد هذا الابوب سيضعف موقف روسيا في حربها مع الولايات المتحدة في اوكرانيا لان هدف الولايات المتحدة تدمير روسيا من خلال ايجاد بديل لنفطها وغازها الى الدول الاوروبية .
كما ان التواجد الدولي في سورية في وضع توازن وتعاون بين جميع الاطراف لمحافظة كل طرف على وجوده ومصالحه هناك ، حيث لا تتدخل اي قوة بالنشاط العسكري للقوى الاخرى طالما غير موجه لها مباشرة ، وحيث يعمل الجميع على المحافظة على وجوده هناك .
وفي ظل تواجد هذه التنظيمات قرب حدودنا الشمالية والانفلات الامني هناك ، فقد امتهن بعض عناصرها عمليات تهريب المخدرات على مختلف اصنافها وانواعها ، وبمساندة من عناصر غير منضبطة من الجيش السوري ، ومن خلال استخدام سيارات الدفع الرباعي والتي يتم تحميلها بالمخدرات والمهربين المسلحين الذين يجتازون الحدود الاردنية ، والذين تدعمهم وحدات حماية واسناد من داخل الحدود ومن خارجها . والذين كانت تتصدى لهم قوات حرس الحدود الاردنية وتمنعهم من تحقيق اهدافهم . ولتكرار هذه المحاولات ولسقوط العديد من الشهداء من حراس حدودنا الابطال ، فقد صدرت لهم الاوامر باتباع قواعد الاشتباك المناسبة مع المتسللين والمهربين ، مما ادى الى مقتل عدد منهم . الا ان محاولات التهريب بهذه الطريقة لا زالت مستمرة والتي اصبحت تنتهي في غالبيتها بفرار المهربين ، وضبط المهربات وتصويرها وعرضها على الشاشات دون الاعلان عن قتل احد منهم او اسره ، واستمرار محاولات التهريب بهذه الطريقة ، وبشكل شبه يومي ، مما ترتب عليه تنامي الشعور المعادي للشيعة ولايران لدى افراد الشعب الاردني .
لكن ما يلفت الانتباه اصرار هذه المجموعات على القيام بالتهريب وبهذا الطريقة ، والتي تنتهي في الغالبية العظمى من الحالات ، برصدها ومنعها من تحقيق اهدافها والاشتباك معها . والى فرار المهربين الى داخل الاراضي السورية تاركين مخدراتهم على الارض .
ان معظم عمليات تهريب المخدرات تتم عن طريق اخفائها بطريق فنية ومبتكرة داخل شاحنات او برادات او وسائل نقل اخرى ، ووضع هذه المخدرات داخل الحمولة ، والتي قد تكون انواعا من الخضار والفواكة والمنتوجات الزراعية. الصناعية و حجر البناء او صخور الجرانيت والرخام اوغيرها او العبوات البلاستيكية . وهذا ما يحصل باستمرار على الحدود السعودية ويكون مصدر معظم هذه المخدرات من لبنان ، وعن طريق البر وعبر الاراضي السورية والاردنية . صحيح ان معظم هذه الشحنات ، تكون مرصودة ومراقبة من قبل الاجهزة الامنية المختصة في هذه الدول ، بهدف الايقاع بالجهات المستوردة وضبطهم ، الا انه ومما لا شك فيه فأن بعض هذه الشحنات تفلت من الرقابة او الترصد .
الا ان الاصرار على عملية تهريب المخدرات عبر حدودنا الشمالية من خلال السيارات المسلحة ، وبواسطة عناصر شيعية ، الا يطرح احتمالاً ان هناك اطرافاً تسخر ذلك لزيادة حقد الاردنيين على الشيعة ، مما قد يجعل قبولهم الانضمام للحلف الذي تسعى اميركا واسرائيل لتشكيله من دول المنطقه للتصدي للخطر الايراني ونيابة عنهم ارداً
مروان العمد
٤ / ٨ / ٢٠٢٢