التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب

 رفع درجة التنسيق الفني والأمني لمكافحة الإرهاب

 

 

عواصم - وكالات - جهينة نيوز - مامون العمري

عقد في العاصمة السعودية الرياض أول اجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب بمشاركة ممثلي أكثر من 40 دولة، وأكد وزراء دفاع دول التحالف في البيان الختامي "عزم تلك دولهم على التصدي للإرهاب بكل السبل والوسائل بما في ذلك على الصعيد الفكري والمالي ومواجهة وسائله الدعائية".

"الانباط " وعلى مدى الاشهر الماضية  ، انكفئت تعرف بالارهاب بكافة اشكاله وصوره ، وتهديدات الارهاب في المنطقة العربية واوروبا وامريكا  ، وانبرئت الانباط الى رسالة ان  الارهاب لم يشوه صفاء الإسلام وسماحته فحسب، بل أثّر بشكل مباشر على الاجتماع الانساني، وعلى الأمن القومي والوطني، وأزهق أرواحاً بريئة، واستدرج شباباً وغرر بهم، واستنزف مقدرات هائلة كان بالإمكان الإفادة منها في تطوير أنظمة التعليم وبرامج الصحة والتنمية والشراكات مع العالم.

العالم الذي بات مدركاً أكثر من أي وقت مضى بأهمية هذه المواجهة، وإذا كان العالم الإسلامي مطالباً بإنجاز المراجعات الفكرية بوجه المفاهيم المشوهة، فإن المواجهة في قطاعات التمويل والأمن والعسكر تحتاج شراكات قوية وثابتة، وخصوصا ونحن نعرض لخطر داعش الذي اتخذ الاسلام مظلة  يُعرف العالم بها  ، وكان التطرف المعاصر يتمدد بسبب غياب المواجهة العلمية ، وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية، خصوصا وان الإرهابيين من أكثر من 100 دولة التحقوا بتنظيم داعش، وكان الأوروبيون في داعش يشكلون 50 في المائة من عناصر التنظيم.

ما هو التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب؟

•             في كانون أول عام 2015 أعلن الأمير محمد بن سلمان عندما كان وليا لولي العهد عن تأسيس هذا التحالف في العاصمة السعودية الرياض.

 

•             يتكون من 41 دولة، هي: السعودية، وأفغانستان، والإمارات العربية، والأردن، وأوغندا، وباكستان، والبحرين، وبروناي، وبنغلاديش، وبنين، وبوركينا فاسو، وتركيا، وتشاد، وتوغو، وتونس، وجيبوتي، وساحل العاج، والسنغال، والسودان، وسيراليون، والصومال، وسلطنة عمان، والغابون، وغامبيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وفلسطين، وجزر القمر، والكويت، وقطر، ولبنان، وليبيا، والمالديف، ومالي، وماليزيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، واليمن.

 

•             تم تأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ضد "الإرهاب"، حسبما جاء في بيان مشترك للدول المنضوية في هذا التحالف.

•             أعلن  الامير محمد بن سلمان أن هدف التحالف هو تنسيق الجهود ضد المتطرفين في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وأفغانستان.

 

•             تغيب ايران، منافس السعودية الرئيسي على النفوذ في المنطقة، عن قائمة الدول المشاركة في التحالف، فيما تحتدم الصراعات بالوكالة بين القوتين الإقليميتين في كل من سوريا واليمن ولبنان والبحرين.

 

البيان الختامي

  

أكد الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الفريق عبدالإله بن عثمان الصالح، أن وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري أكدوا عزم دولهم على تنسيق الجهود وتوحيدها لدرء مخاطر الإرهاب والوقوف ضده.

 

كما شددوا على أهمية الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الاستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب ووضع حد لمن يسعى لتأجيج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والفتن والقلاقل داخل دولهم.

 

وأعلن الصالح بيانا في ختام أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد في الرياض تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب".

 

وقال إن "دول التحالف يؤكدون أن الإرهاب أصبح يُمثل تحديا وتهديدا مستمرا ومتناميا للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحى أشد فتكا من ذي قبل، ولاسيما في عالمنا الإسلامي، الذي يعاني من جرائم الإرهاب وما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ووأد لأحلام قطاع عريض من المجتمعات التي تعيش بسكينة وسلام".

 

وإدراكا من مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لأهمية تفعيل محاربة الإرهاب في مجالاته المختلفة، فقد اتفقوا على الآتي:

 

أولا: محاربة الإرهاب في المجال الفكري:

وأكد الوزراء عزمهم على العمل بكل ما يُمكن من وسائل لمواجهة التطرف والإرهاب بجميع مفاهيمه وتصوراته الفكرية، وكشف حقيقته وفضح أوهامه ومزاعمه وأساليب زيفه وخداعه في توظيف النصوص والأحداث.

 

وذلك إدراكا منهم لاستلهام الإرهابيين العميق لمنهجي الغلو والتطرف من الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، وإيمانا بخطورة التطرف الفكري وانتشاره وتمدد جغرافيته وعميق آثاره على الفرد والمجتمع.

 

والتصدي للإرهاب بالوسائل العلمية وإبراز المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وصولا إلى إيضاح حقيقة الإسلام المعتدل الذي ينسجم مع الفطرة السوية ويتعايش مع الآخر بأمن وسلم وعدل وإحسان.

 

ثانيا: محاربة الإرهاب في المجال الإعلامي:

كما أكد الوزراء على الدور الرئيسي للإعلام والأولوية القصوى في استثماره في محاربة الإرهاب وإيضاح حقيقته، والعمل على مواجهة الدعاية الإعلامية الإرهابية وتقويض مرتكزاتها وسلب عوامل تأثيرها وتبيان شناعة أفعالها وأثرها الخطير، والحيلولة بين الإرهابيين واستخدام الإعلام في إيصال الرسائل الإرهابية.

 

وشددوا على أهمية توظيف الإعلام بجميع وسائله وأشكاله لمحاربة الفكر المتطرف من أي مصدر كان، والتصدي للدعايات الإرهابية، ورموز الفكر المتطرف وكشف أساليبهم في الترويج لأفكارهم المنحرفة، وذلك من خلال توجيه الجهود الإعلامية لتقديم الصورة الحقيقة لواقعهم وفضح معتقداتهم الداعية للموت والدمار وتعرية تصوراتهم ومناهجهم، وتفكيك آلتهم الإرهابية التي يستخدمونها.

 

ولفتوا إلى أهمية استثمار الإعلام الجديد في توعية أفراد المجتمع وتفادي التغرير بهم.

 

ثالثا: محاربة تمويل الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله:

وأوضح الوزراء أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب وقطع أي تغذية مالية لعملياته وأنشطته، من خلال تعزيز الجهود والمسارعة في اتخاذ جميع التدابير والإجراءات اللازمة لمكافحة تمويله بما يكفل قطع مصادره وتطوير السياسات والتشريعات الوقائية والرقابة المالية وتحسين مستوى الالتزام بها وبالمعايير الدولية.

 

وشددوا على زيادة التنسيق والتعاون الفني والأمني في تبادل البيانات والمعلومات ونقل المعارف والخبرات في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.

 

ولفتوا إلى أهمية التأكد من كفاية النظم والإجراءات وفعاليتها في التضييق على تمويل الإرهاب، وزيادة مستوى الوعي بالطرق والأساليب والاتجاهات المتنوعة لتمويل عملياته، وذلك وصولا إلى أفضل الحلول وأنجحها وأسرعها في القضاء على تمويله.

 

رابعا: محاربة الإرهاب عسكريا:

وأشاروا إلى أهمية الدور العسكري في محاربة خطر الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم في دول التحالف الإسلامي والمساهمة في الأمن والسلم الإقليمي والدولي، إضافة إلى أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها، وتكون مشاركة دول التحالف وفقا للإمكانيات المتاحة لكل دولة وبحسب رغبتها في المشاركة في أي عملية عسكرية في إطار عمل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

 

واتفقوا على أهمية دور (مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في تنسيق الجهود العسكرية وتكاملها وتبادل المعلومات والاستخبارات وعقد الدورات التدريبية والتمارين المشتركة اللازمة.

 

خامساَ: آلية عمل التحالف:

التنويه بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة هذا التحالف والاتفاق على ما يلي:

 

تأمين مقر لـ(مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في الرياض على أن تقوم المملكة العربية السعودية بتأمين احتياجاته واستكمال جميع المتطلبات القانونية والتنظيمية اللازمة، لتمكينه من ممارسة المهمات المنوطة به.

 

ويتولى رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تعيين الأمين العام للتحالف (رئيس المركز) والقائد العسكري للتحالف واعتماد النظام الداخلي للمركز ولوائحه وميزانيته السنوية، واتخاذ الترتيبات اللازمة في شأن قيام دول التحالف بتسمية منسقيها في المركز، وتمكين التحالف من بناء شراكات مع المنظمات الدولية وإبراز دوره دوليا في مجال مكافحة الإرهاب، واتخاذ ما يراه سموه محققا لمصلحة التحالف.

 

كما يعقد مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اجتماعاته.. سنويا أو عند الحاجة وذلك لمتابعة ما يتخذ من استراتيجيات وما يقرر من سياسات وخطط وبرامج لتحقيق أهدافه، ومراجعة التقارير التي يقدمها (مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في هذا الشأن، إضافة إلى متابعة الجهود التي تُبذل في المجالات المختلفة لمحاربة الإرهاب.

 

وأكدوا عزمهم على مضاعفة الجهود لتعزيز العمل المشترك في أي عملية أو برنامج أو مبادرة ضمن إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ووفقا لتنظيم المركز وآلياته.

 

وفي الختام أشاد الوزراء بروح التفاهم والتعاون التي سادت الاجتماع، والتوافق في الرؤى والمواقف حيال ضرورة القضاء على الإرهاب عبر جهد إقليمي ودولي موحد ودائم، يحترم مبادئ الشرعية الدولية، ويتبنى معالجة شمولية متعددة الجوانب لهذه الظاهرة.

 

كما عبروا عن آمالهم وتطلعاتهم في أن تتكاتف الجهود وتتكامل الرؤى للوصول إلى تحقيق الأهداف، التي يتوخاها التحالف لمحاربة الإرهاب.

ومن ناحية أخرى، دعا وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الدكتور  محمد المومني، وسائل الإعلام المعتدلة إلى "تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية"، واضاف المومني ان العصابات الإرهابيّة الجبانة تلقت خلال الشهور الماضية هزائم كبيرة، بيد ان الحرب لم تنتهِ بعد خصوصا في الميدان الإعلامي والاتصالي، الذي سيمتدُّ لتحصين مجتمعاتنا من أخطار الأفكار الظلاميّة والشد من عضد الإعلام ليكون أداة فاعلة بيد المجتمعات لمحاربة التطرُّف والغلوِّ والإرهاب.

وقال المومني، ان الحرب على الإرهاب ومواجهة الفكر الإرهابيّ بجميع منابره عمليّة مستمرّة ومعركةٌ مصيريّة؛ مشيرا إلى ان الاستراتيجيّة الشاملة التي اختطّها الأردن لمحاربة هذا الفكر الظلامي والتي تترجم رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، عملت في جزءٍ أساسيّ منها على المحور الإعلامي والفكري، الذي يتطلّب وقتاً وجهداً توعويّاً وفكريّاً رائداً وممتدّاً

.

وتحدث عن دور الجبهة الإعلامية في محاربة الإرهاب والتطرّف، وأهمية استخدام وسائل الإعلام في التوعية والتثقيف ضدّ خطاب التطرّف والكراهية، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه الجبهة مستمرّة وممتدّة وشاملة، وتتعامل مع جميع أطياف المجتمع لمواجهة دعاية الإرهاب الإعلامية وإنتاج محتوى إعلامي قويم تحصيناً للمجتمعات ضد التطرّف والإرهاب.

 

واوضح ان استثنائيّة هذا الاجتماع ليست فقط لأنّنا أمّة السلام والوسطيّة والاعتدال، بل أيضاً لأنّنا الأَولَى بمحاربة من يُرهِبون ويقتلون باسم الدين الإسلاميّ الحنيف، مضيفا أنه بات من حقائق العصر وتداعيات ثورته الصناعيّة الرابعة، أنّ الحروب تُخاضُ عبر وسائل الإعلام والاتصال بحيث أصبحت السّاحة الإعلامية ميدان مواجهة، تماماً كما هي ميادين الحروب العسكريّة والأمنيّة.

 

وأكد حاجة الدول العربية والإسلاميّة لتكثيف التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والبناء على النجاحات، وصولا إلى آليّات فاعلة تسهم في محاربة الإرهاب على المستويين الفكري والأيديولوجي وتفنيد المزاعم والخرافات والأفكار المشوَّهة والمشبوهة.

وتحدث الدكتور أحمد بن عبد الكريم الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، عن مجال محاربة تمويل الإرهاب، وقال إن التحالف يهدف إلى التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في مجال محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء، وترويج أفضل الممارسات، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية، وتيسير تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء.

وأكد وزير الدفاع الكويتي على "ضرورة تحصين المجتمعات من أخطار الإرهاب، وضرورة التكاتف والتعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب".

وأفاد رئيس الوفد الباكستاني أن "الخبرات التي طورتها إسلام آباد في مكافحة الإرهاب، تمكن باكستان من المساهمة في تعزيز خبرات معظم الدول في العالم الإسلامي".

 

 

وخلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، أكد الفريق عبدالإله صالح أمين عام التحالف الإسلامي العسكري أن التحالف الإسلامي العسكري منصة بناءة ذات فعالية وتفتح المجال لفتح تعاون وتكامل وتشارك بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات العلاقة.

ولفت إلى أن أحد أهم المحددات لهذا التحالف هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب.

وأعلن عن خطط ومبادرات مؤسسية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وكذلك اقتراح مبادرات عسكرية للدول الأعضاء من أجل بحثها.

وأشار إلى أن الدعم الفني والمالي سيوفر للدول الأعضاء من خلال مؤسسة التحالف الإسلامي.