"صيف لاهب" كتبت جمانة جمال
تنوعت الاحداث على الساحة المحلية شاملة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وجعلت من صيف 2022 ذو ارتفاعات متتالية لم تتناسب معها الوصفات المتعارف عليها للتعامل مع حرارتها من تطنيش وغض النظر والمشي مع التيار، والتي جعلت من المواطن قنبلة موقوته قد تنفجر في اي لحظة .
بدأت الاحداث مع ماراثون ارتفاع الاسعار الذي انطلق منذ الحرب الاوكرانية والتي كانت بمثابة شماعة نعلق عليها جشع المصرحين الخارجين بين الفينة والاخرى على شاشات التلفاز، طالبين من المواطن ربط الحجارة على بطونهم وتحمل نتائج الحرب التي اثرت على العالم اجمع من دون ان ترف لهم جفن وهم يركبون افخم السيارات ورواتبهم تقفز عن الوف الدنانير ؟؟
ثم انتقلت الاحداث الى زيادة نسبة القتل والضرب واستخدام الاسلحة النارية الى جانب وقوع حوادث لم نسمع بها من قبل، دون حسيب ولا رقيب وان وجدت من يحاسب.. غاب العدل وضاعت الحقوق!
وبعيدا عن مسلسل ارتفاع الاسعار ولقطات الجرائم السينمائية نرى هرولة واضحة وراء المهرجات وجلب مطربين بمئات الالاف من الدنانير بحجة دعم السياحة مقابل اغلاق عدد من مراكز تحفيظ القران في الوقت الذي يعتبره العديد من العائلات مأوى مناسب لأبنائهم بدلا من لعبهم في زقاق الشوارع او قضاء اوقاتهم خلف الاجهزة الزرقاء المضيئة، لغياب الانشطة المجانية للأطفال اثناء عطلتهم الصيفية وفقدان الاماكن الخاصة لممارسة هواياتهم دون خوف .
ما يحدث من دعم للرقص والغناء في ظروف اقتصادية صعبة وتدهور الاوضاع المعيشية للعديد من الاسر الأردنية، ما هو الا ناقوس خطر يدق المجتمع الاردني بأكمله في ظل تسيب واضح في الاخلاق ومحاربة بيوت فتحت ابوابها لتعليم الاطفال القران لخلق جيل يرتقى بالمجتمع.
صيف لاهب والله يعينك يا مواطن من لهيب السياط التي توجه ناحيتك !!