كاين هدّاف حجز بالمثابرة مكانا بين الكبار

جهينة - في مونديال روسيا 2018، سيكون هاري كاين "النجم" الأبرز في المنتخب الانجليزي لكرة القدم. إلا أن مسيرة الصعود إلى القمة للمهاجم الأشقر لم تكن سهلة، واحتاج خلالها مرارا -بالمثابرة والتعب- لإقناع المشككين بقدراته.
ولد مهاجم توتنهام هوتسبر على بعد أقل من عشرة كيلومترات من ملعب وايت هارت لاين. عثر النادي اللندني على لاعب في إمكان مشجعيه ان يعتبرونه "واحدا منا"، إلا أن الوصول إلى رأس حربة الفريق لم يكن سهلا.
أرسنال، النادي الغريم لتوتنهام في شمال لندن، تخلى عن كاين في سنوات البداية، بعدما اعتبر انه ليس قويا بما يكفي ولا يتمتع بالسرعة المطلوبة.
تبدل الأمر كثيرا في 2018. المهاجم البالغ 24 عاما، سيكون قائد انجلترا وحامل عبء آمالها في مونديال روسيا (14 حزيران-يونيو إلى 15 تموز-يوليو)، وهو الذي سجل 147 هدفا في الأعوام الأربعة الأخيرة لناديه والمنتخب.
ويقول أحد كشافي توتنهام، ديفيد بريكنيل "كان يمكنكم أن تلاحظوا حتى وهو في سن صغيرة، انه قادر على ركل الكرة بطريقة جيدة".
درب بريكنيل كاين وهو ما يزال في السادسة من العمر في نادي ريدجواي روفرز للناشئين؛ حيث خطا نجم انجليزي آخر هو ديفيد بيكام، خطواته الأولى في كرة القدم. ويوضح "أقوم بالأمر نفسه منذ أكثر من 20 عاما، ولربما برز لاعبان أو ثلاثة بهذا الشكل (طوال هذه المدة)".
ما لفت انتباه المدرب كانت مهارات "مختلفة" لكاين في منطقة الجزاء. ويشير الى "اننا كنا نجري تمرينا على التسديد، وسألت هل ثمة أحد منكم يلعب بين الخشبات الثلاث؟. رفع (كاين) يده".
وأضاف "قام بصد الكرة بطريقة لا تصدق، إلى اليمين، اليسار، تحويلها فوق العارضة، كل شيء. قلت لنفسي.. ممتاز، وجدنا حارس مرمى"، قبل ان يتدخل والدا كاين لإعادته إلى مركزه المفضل في الهجوم.
ويشير بريكنيل الى ان كاين بقي في النادي لموسمين "سجل خلالها العديد من الأهداف لنا.. انضم إلى أرسنال في وقت مبكر جدا. حركيته هي التي سببت له معاناة مع النادي على ما يبدو".
بعد أرسنال، انتقل إلى واتفورد على سبيل التجربة لستة أسابيع، إلا أن ما أقنع توتنهام بضمه كانت "ثلاثية" سجلها في مرمى فريق وايت هارت لاين.
لا يحظى كاين بموقع "نجم" على ساحة كرة القدم العالمية. هو ليس في مرتبة البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الارجنتيني ليونيل ميسي. ما يميزه بالنسبة إلى من تابعوا مسيرته، هو المثابرة والتعب للوصول.
ويقول مسؤول تطوير اللاعبين في توتنهام كريس رامزي في تصريحات صحافية، أن النادي لم يكن واثقا من الابقاء على كاين في سن الـ14.
ويوضح "عانى كثيرا مع سرعته وإيقاعه في الأيام الأولى. كان يتمتع بالموهبة، إلا أنه كان صغيرا وعادة ما يعاني اللاعبون الأصغر (حجما) لتحقيق اختراق والوصول الى الفريق الأول والنجومية".
إلا أن ما لم يفتقده كاين كان الايمان بنفسه والتصميم على بلوغ القمة. ويقول المدير السابق لأكاديمية توتنهام، أليكس اينغلثورب "هاري كان دائما شخصا سيتحسن لمجرد مدى رغبته بالعمل والذهنية التي يظهرها يوميا حول استعداده للاستثمار في (تطوير) نفسه".
ويتابع "كانت لديه رغبة رائعة بالتحسن وكان دائما ما يرغب بالقيام بعمل اضافي في نهاية الموسم.. أصبح مهووسا بطريقة إنهاء الهجمات بسبل مختلفة، وخصص وقتا هائلا لتطوير هذه الجوانب من اللعبة".
خلال السنوات الأولى، أعير كاين مرارا إلى أندية من الدرجات الأدنى، فلم يبرز. الا ان كاين تلقى الإلهام من الجانب الآخر من المحيط الأطلسي: نجم كرة القدم الأميركية توم برايدي. فالأخير، كان الخيار الـ199 لدى انضمامه إلى نادي نيو إينغلاند باتريوتس، إلا أنه بات من أبرز اللاعبين في تاريخ الـ"ان اف أل"، وأحرز لقب "سوبر بول" خمس مرات.
ركز كاين على أهمية نموه بدنيا ليحجز مكانه بين الكبار. وقال المهاجم في تصريحات صحفية سابقة "توم برايدي آمن بنفسه بشكل كبير، وتمتع برؤية حول ما يريد ان يقوم به، وحقق ذلك، وربما أصبح أفضل لاعب في التاريخ. هذا هو بطبيعة الحال ما أريد تحقيقه".
حتى بعد أول موسم بارز له مع توتنهام في 2014-2015، اعتبر العديد من المعلقين ان كاين هو "فلتة شوط" ولن يقدم أداء مشابها بعد ذلك. في 2018، يكون كاين قد سجل 30 هدفا على الأقل في أربعة مواسم تواليا.