فيسبوك يغلق صفحة «فطرة»وأبوالياسين منصه تساهم في العبث بأمن المُجتمعات وإستقرارها
كتبت: نسمه تشطة
قال"نبيل أبوالياسين"رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، أن غلق فيسبوك صفحة مبادرة "فطرة" المناهضة للمثلية بعد وصولها أكثر من مليوني متابع، يعد عبث بأمن المُجتمعات وإستقرارها مطالباً شعوب الدول العربية والغربية، للتصدي له ولسياستة التي تسعىّ إلى هدم القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمع العربي والغربي أيضاً، ليعي أن الشعوب قادرة على الرد وأن فيسبوك أصبح مكان غير «آمن للجميع».
وأضاف"أبوالياسين" أن فيسبوك من المفترض أنه بيت أمن للجميع ، لا ينحاز لدولة على أخرى، ولا كيان دون غيره، ولا ينخرط في السياسة، وأن يتمتع بالحيادية «لايتعرّض للذّات دون الصفات لا بالنَّفي ولا بالإثبات» ، ولكن تحيزهُ السافر ، والمستفز والواضح للعالم بأثره يُعد محاباة للحملات الخبيثة، والهدامة للقيم المجتمعية وللإنسانية جمعاء، والإنضمَّام إليها ومشاركتُة، وموافقتةُ في الرَّأي دون مراعاة للحقّ «فالحكم لا يتحيَّز إلى أحد الفريقين».
مضيفاً: عندما تغلق إدارة فيسبوك صفحة "فطره" المناهضة للمثلية يعُد إنتهاك وتحيز سافر وغير أخلاقي، وخاصةً أنهم يعلمون أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وإنحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان السماوية جميعها، وإنتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وإمعَانٌ في الماديِّةِ، وتطهير الأهواء.
متواصلاً: وأنها بهذا تساهم، وتساند بشكل أو بآخر للحملات المُمنهجَة لبعض القُوىّ، والمُنظمات العالميَّة، وسائل الإعلام، والبرامج الترويحيَّة والغنائيَّة، والمنصَّات الإلكترونيَّة التي أصبحت في مقدمتهم الأن "فيسبوك"، وأصبحت مهيمنة عليهم الآن فضلاً عن؛ توظيفها "لـ” شخصيَّات شَهيرة، وغيرها من الأساليب، بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين إنتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الإنحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.
حيثُ: أعلنت حملة "فطرة" التي تهدف إلى التوعية ضد المثلية الجنسية، أن موقع "فيسبوك"أغلق صفحتهم، بعد وصول عدد متابعيها إلى أكثر من 2 مليون شخص، وأنه منعهم من إنشاء أي صفحة جديدة.
ولاقت"فطرة" رواجاً عبر منصات التواصل الإجتماعي إذ شاركت فيها مؤسسات وكيانات ومشاهير، وإنتشر علمها الأزرق، والزهري في كل المنصات، وأوضحت أنها إتخذت من اللونين الأزرق والزهري المرتبطين عالمياً بالرمز إلى الذكر والأنثى، شعاراً لها للتأكيد على رفض التعددية الجنسية.
وشارك الكثيرون في نشر الحملة عبر المنصات الرقمية الأخرى، ونشطوها بشكل واسع عبر وسم الحملة رداً على التضييقات، وتأكيداً لاستمرارها، وإنتشرت الحملة بعدد من اللغات منها الإنجليزية، والفارسية في دعوة من القائمين عليها إلى أن تكون "فطرة" عالمية ولا تقتصر فقط على الدول العربية، وأثار قرار "فيسبوك" بإغلاق الصفحة موجة غضب واسعة النطاق ضد المنصة، وطالب بعض الناشطين بحذفها، ومقاطعتها بإعتبارها تنحاز إلى طرف معين، ولا يسمح بحرية الرأي التي يدعيها.
ولفت"أبوالياسين" إلى ماكانت تهدف حملة "فطرة" إلية، فمن خلال متابعتنا عن كثب، وهي تهدف للتوعية ضد المثلية الجنسية، ومواجهة الحملات التي إنطلقت في عدة دول بالمنطقة للترويج لها، وهذا ما وضحتةُ الحملة في بيانها التأسيسي أنها تهدف إلى أن تكون مظلة عامة، وهوية بصرية موحّدة تتيح لكل الأفراد، والفئات إعلان رفضهم الصريح، والقاطع لكل الحملات والأفكار الخبيثة، وكل ما ينافي الفطرة الإنسانية، وأن هدفها ترسيخ فكرة تجميع الرافضين للمثلية الجنسية من مختلف الشرائع السماوية ومن كل الثقافات.
وحذر"أبوالياسين" من محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم العربي، والإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق، والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين، والفِطْرة، والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الإستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب، والأمم، وإدارة "الـ" فيسبوك تساهم وتدعم هذه الحملات، وغلقها لحملة"فطر" تؤكد على هذا.
محذراً: الشباب العربي والمسلم وشعوب دول العالم إلى أنَّ الشذوذ الجنسي، أو ما سموه بـ«الزواج المثلي» حرام شرعاً، وترفضة كل الأديان، وهو من كبائر الذنوب، وأن اللهَ تعالى قد أرسل من رُسله نبيّاً كريماً، هو سيدنا لوط عليه السلام، ليخرِج قومَه من براثن هذه الفاحشة المُنكَرة، وأنها كانت سبباً في تدمير بلدة كاملة، وهلاك أهلها.
وأشار"أبوالياسين"إلى بيانهُ الصحفي الصادر عنه في أبريل وأخر في مايو من العام الماضي 2021، والذي هاجم فيهم «فيسبوك»، وصفهُ بمكان غير أمن للجميع، بعد فشل إدارة فيسبوك في تقليص، ومحاصرة خطاب الكراهية ضد المسلمين، ووصف سياسات إدارة فيسبوك بالفاشلة، لعدم تمكنها من إيقاف خطاب الإسلاموفوبيا من على منصاتها، ولكن تنجح في غلق حساب "فطرة" وأي حسابات أخرىّ تدافع عن الإنتهاكات الإسرائلية ضد الفلسطينين.
مشيراً: إلى التضيق المتواصل
على صفحتة الشخصية، وعلى أي صفحة تنشر أخبار تتحدث عن الإنتهاكات ضد العرب والمسلمين بصفه عامة، والفلسطينيين بصفة خاصة، بعد هجومة الشرس على "فيسبوك" في العام الماضي، وأبرز ماقام به"فيسبوك"قام بتفند صفحتة الشخصية، وإخفاء أي أخبار تدافع عن الفلسطينيين، وعن قضيتهم، أو الحديث عن الإنتهاكات الإسرائيلية المستمرة، والفصل العنصري، وأخرها إخفاء مقال صحفي بعنوان"صورة تحاكي المعنى الحقيقي للإرهاب" وهي صورة لطفلة فلسطينية يحتمي خلفها شقيقها، أثناء تصويب عليهما جندي إسرائيلي السلاح ليرهبهم.
ودعا"أبوالياسين" شعوب الدول العربية، والإسلامية بلا إستثنى بالرفض التام لـ نهج ،إستراتيجية، وسياسة إدارة فيسبوك التي تحوي في طيها عداء، وكرُه دفين للعرب والمسلمين، والتصدي لتلك السياسات التحيزية لتجبره العدول عن هذا مجبراً لامخيراً، وخاصةً في ظل هذه الكارثة اللا إنسانية، واللا أخلاقيَّة أيضاً، والتي تعُد من أخطر الحملات على المجتمعات الدولية بدون إستثناء فلابد من أن يقابلها إستنكاره شَّديد وواسع النطاق من جميع شعوب دول العالم، لتلك المُخطَّطات الشيطانيَّة، وما تهدف إليه من هدم منظومة القيم الخلقية، والإجتماعية لمؤسسة الأسرة.
وناشد: إدارة "فيسبوك" بالعدول عن سياستها التحيزية والتراجع عن دعمها للحملات الترويجية، وما تهدف إليه من مَسْخ هُوِيَّة أفرادِها، والعبث بأمن المُجتمعات وإستقرارها، وأن إستمرارها على هذا النهج يعُد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وللمبادئ الإنسانية والفطرية التي خلق الإنسان عليها، فضلاً عن ؛ إنها تصبح مكاناً غير آمناً لكافة المجتمعات، وتمثل خطراً يهدد شعوب العالم بأكملة.
كما ناشد: شبابنا في الدول العربية، والإسلامية في جميع دول العالم خاصة، وشباب العالم عامة يعلموا أن الأديان، والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التي تهبّ عليهم بين الحين، والحين ممن لا يُقيمون أي وزنٍ لهَدْي السماء، ودعواتِ المُرسلين والأنبياء، وحِكمةِ العقلِ، ونداءاتِ الضَّميرِ، وأن مواجهةَ هذه السُّلوكيات التي أجمعت الأديان، والشَّرائع على تحريمها، وتجريم إرتكابها، وحَظْرَ موادها الإعلامية والتَّرويجية، من أوجب الواجبات الشرعيَّة على المسؤولين، وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، والفنانين، والمنظمات الحقوقية، وغيرها؛ لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المُدَمِّر.