"رؤيتى الجديدة المبتكرة للتعايش الدينى السلمى وتحقيقها من قبل أبناء الشعب البسيط ذاته علنياً، بمساعدة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، وليس بالنخبة أو جمهور الأكاديميين سراً، ورؤية أخرى مقدمة لواشنطن وبكين للتعايش السلمى بينهما: قرية مصرية نموذجاً"



فضيلة الإمام الأكبر الشيخ "أحمد الطيب" شيخ الأزهر الجليل، قداسة البابا "تواضرس الثانى" بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الرؤساء المحترمين المعنيين بالبيان (الرئيس الصينى الرفيق "شى جين بينغ"، الرئيس الروسى "بوتين"، الرئيس المصرى "السيسى")، وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج "نبيلة مكرم عبيد"، وأبناؤنا المصريين فى الخارج 


- مقدم من: 

الدكتورة/ نادية حلمى 

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف 


 لقد عايشت الفترة الماضية ضغطاً رهيباً لمحاولات إجبارى على نشر ما يعرف بالديانة الإبراهيمية الجديدة لدمج الأديان الثلاث فى دين واحد، فضلاً عن محاولات عديدة لإجبارى على الدفاع عن نمط حريات أمريكية لا تمت لى تماماً، ولا يشغلنى مجرد التفكير فيها. 

وأعلم جيداً، أن كتابتى حول ما حدث قد سببت قلقاً لدى البعض، ممن حاولوا بالأساس ممارسة أقصى درجات العنف والضغط النفسى فى مواجهتى لإجبارى على الخضوع لهم والتخلى عن مبادئ وسماتى الشخصية الأساسية الأكاديمية التحليلية الإستخباراتية الإستباقية، بإعتبارى واحدة من المنظرين القلائل الذين يخططون لشكل النظام العالمى الجديد ويرسمون خرائطه، ويمزقون القديمة منها

 ولكن من واقع ما حدث، ومن واقع تحملى للمسئولية الدينية والأخلاقية والوطنية والأكاديمية تجاه كل ما حدث لى من قبل واشنطن وتل أبيب، بمساعدة عدد من أبناء شعبى الكريم... إلا أننى هنا لا يعنينى تصفية حسابات أو إيذاء أحد منهم، أو حتى رد آذاهم بأذى آخر مماثل... لأننى كمحللة إستباقية إستخباراتية وهبنى الله علماً وفكرة ورؤية مختلفة للواقع والنظرة للأمور، أدركت لوهلة بأن ما يبحثون عنه جميعاً بطرق ملتوية، هو نفسه ما يعنينا جميعاً مثلهم، ولكن بدون فهم أو إدراك لكيف يمكن أن نصل إليه بشكل تام؟

 لذا، وجدت أن مهمتى القصوى، باتت هى شغل فكرى ودراسة الموضوع جدياً الخاص بالتعايش والحوار، ومساعدتهم جميعاً بأفكارى وعلمى الذى وهبنى الله إياه وأفكارى الإستباقية، من أجل أن أساعدهم جميعاً على تحقيق ما يبحثون عنه فى الخفاء والسر لتحقيق أفكار السلام، التعايش، الحوار... ولكنى سأنير الطريق لهم كى يلمسونها فى العلن وليس فى الخفاء، وأفكارى هى:


١) سأبدأها بالتعايش الدينى، لأنه أصعبها وفقاً لهم ولنا وللجميع، وهم حقاً قد بذلوا جهداً عنيفاً لنشر الديانة الإبراهيمية الجديدة لدمج الأديان الثلاث سوياً وفق تصورهم، وهو ما تصديت له بشدة، لأنه نوع من أنواع العبث الذى لا يليق بكتاب الله الكريم، ولا بقدسية الأديان الثلاثة التى نؤمن بها جميعاً، ونبجلها بكل إحترام... لذا، سأحقق لهم ما يريدون شعبياً وليس فى دوائر النخبة السرية المغلقة، وعن طريق مؤسسة الأزهر الشريف نفسها والكنيسة المصرية، وبمساعدة أبناء شعبنا الكريم نفسه

٢) سنبدأ الفكرة فوراً من خلال إعادة الهيبة والإحترام لمؤسستى الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، بدعوة حاخامات يهود فى القرى المصرية، ولا سيما بعد صلاة وخطبة الجمعة للإلتقاء مع المصليين من أبناءنا البسطاء، الذين لم يتعاملوا قط مع اليهود، ويخلطون بين السياسة والدين، ويعتبرون اليهودى فى حد ذاته عدو... لذا، سنبدأ فكرة التعايش الدينى السلمى الحقيقى من خلال المسجد والكنيسة، بدعوة المصليين والمصليات المسلمين والمسيحيين، كلاً حسب دينه بالإلتقاء مع رجل دين حاخام يهودى مع شيخ المسجد فى القرى المصرية البسيطة، وسنوجه حوار جماعى بمساعدة مترجم مختص بكل حب وإحترام، وسيسلم المصرى البسيط على اليهودى بعيداً عن معترك السياسة وشواغله 

٣) أؤكد وأكرر، يجب أن نعيد لمؤسساتنا الدينية هيبتها وإحترامها الواجب علينا، بدعوة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لتبنى الفكرة، بدعوة رجال دين يهودى فى صلوات الجمعة وقداس الأحد للإلتقاء بجموع الناس، وكسر هذا الحاجز النفسى العميق بين شخصية اليهودى اللئيم، كما صورتها وسائل الإعلام وكبرنا عليها، وبين أبناء الشعب المصرى ثم العربى البسيط، بعد تعميم تجربتنا عليهم 

٤) وبعد نجاح تجربة لقاء الحاخام اليهودى بالناس البسيطة بعد صلاة الجمعة، بإشراف الأزهر الشريف ورجال دينه الأجلاء... سنكبر التجربة قليلاً بدعوة نفس الحاخام اليهودى فى زيارة أخرى مع زوجته وأولاده للإقامة مع إحدى الأسر البسيطة فى القرية المصرية لمدة يوم أو أسبوع على حسب الإتفاق، على أن يتشارك الجميع فى أعمال المنزل، وشؤون الحياة والمعيشة ويقتسمونها سوياً... وبالطبع سيتم تصوير التجربة كاملة إعلامياً خلال فترات التشارك فى مأدبة الطعام، وتنظيف المنزل، وربما حلب الجاموس، وخلافه 

٥) سنخصص قناة أو فقرات من برامج فى الإعلام لعرض التجربة، بل وأيضاً تسليط الضوء عليها عالمياً وليس فقط محلياً، بما ستدره من دخل قومى وإعلانات عالمية سيتابعها العالم كله بشغف وبحب، وتصب جميعها لصالح إنجاح تجربة التعايش السلمى بين المختلفين دينياً، ولا سيما بكسر حاجز الرهبة فى التعامل مع اليهودى والأسرة اليهودية، بتعاملاتها اليومية البسيطة، وليس بتعقيدات السياسة وأهلها 

٦) وستتم نفس التجربة فى الكنائس المصرية فى نفس القرى المصرية البسيطة، بنفس النمط ونفس التفكير... وستسلط القنوات الخاصة بالإخوة المسيحيين تجربة التعايش السلمى الدينى بين أسرة يهودية وأسرة مسيحية بسيطة

٧) ومن هنا، سنعمم التجربة أكثر وأكثر، حتى يطلب جميع أبناء الشعب المصرى البسيط وليس المثقف فقط، المشاركة فى إستضافة أسرة يهودية فى بيته وبين أبنائه والنوم معهم ومشاركتهم حياتهم 

٨) وسنحرص فى البداية على تنحية السياسة جانباً عن الدين، وفقاً لرؤية رجال الدين وعلماء الإجتماع، حتى لا تفسد التجربة الإجتماعية والثقافية والحضارية فى الأساس بمعترك السياسة وصراعاته وخلافاته 

٩) وبالنظر لفكرتى السابقة، بالتعاون بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية لتنمية القرى المصرية البسيطة والمشاركة فى بناء الدولة المصرية، بدلاً من إستقطابنا للصراع والخلاف. وهو ما إستنكره البعض، بالنظر لتنافس القوى العظمى فى الأساس. ولكنى هنا سأحول التنافس والصراع ذاته إلى تعايش وإنسجام وإحترام مطلق بين الجانبين، بدعوتهما للتشارك فى تجربة  (التعايش السلمى الدينى بين الأسر اليهودية والأسر المسلمة البسيطة فى القرى المصرية)

١٠) لذا، سأقترح على الجانبين الأمريكى والصينى وأى جانب آخر بالطبع، التشارك فى دفع تكاليف إستضافة الأسرة اليهودية عند الأسرة المسلمة لمدة أسبوع مثلاً، والتشارك أيضاً فى إعادة إعمار المساجد والكنائس بها، والتشارك فى توفير الحد الأدنى من متطلباتها، أى ما تحتاجه تلك القرى البسيطة صاحبة فكرة وتجربة الحوار والتعايش الدينى، عبر توفير أساسيات الصرف الصحى والمياه وأعمدة الإنارة للكهرباء بها، ومساعدة بعض الأسر الفقيرة، وخلافه 

١١) ما أريد أن أقوله، هو جمع الجميع على فكرة الحب ذاته، والتعايش والحوار والبناء والإنسانية والإنسجام.... سنشرك الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، ومؤسسة الرئاسة، والمساجد والكنائس، وأبناء الوطن والريف البسطاء فى كل قرية مصرية وعربية أيضاً بعد تطوير الفكرة.... لنشملها لتكتمل بكسر الحاجز النفسى بين الجميع دينياً فى المقام الأول وليس سياسياً

١٢) وفى تحليلى الشخصى، إن إشراك أبناء الشعب المصرى البسيط فى فكرة الحوار ذاتها والتعايش، بإشراف دينى مؤسسى محترم وملتزم... سيجنب كل الأطراف أى صراع مستقبلى محتمل، وسيكبر الفكرة، وستتشارك الصين وأمريكا والعالم كله معنا بلا إستثناء لنشر الحب ونثره بيننا 


  وهنا أرجو من سيادة الرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى" وهو يعقد جلسات للحوار الوطنى بحث ومناقشة سبل وتطوير فكرتى للتعايش الدينى والسلمى بين الجميع، وتشديدى التام سيادتكم بإعادة الهيبة والجلال والإحترام لمؤسسة الأزهر الشريف وكنيستنا المصرية الموقرة، وإعادة الهيبة والوقار لرجال الدين الحقيقيين الأجلاء، لمساعدتنا جميعاً على نشر بذور الحب ونثره بيننا