كتب إبراهيم أبو حويله.. صديقي ومورفي...



قال حركتك في الحياة تخلق مشاكل جديدة ، والسعي لحل المشكلة يخلق مشاكل جديدة ، وذكرني بقوانين مورفي ...

قلت يا صديقي إن الحركة في الحياة لا تحمل الإيجابية وحدها دائما ، ولا بد من أن تحمل سلبية معها ، فمجرد الحركة في الحياة قد تحدث أذى غير مقصود ...

في البناء والعمل والقيادة والشراء والبيع ، فأنت حتى عندما تخرج للعبادة قد يحدث أن تؤذي أحدا ولو بغير قصد ، فقد تضيق عليه الطريق ، وقد تنظر إلى أحدهم  وأنت تفكر سارحا نظرة يشعر معها بسوء ، وقد تطأ إطارات سيارتك حشرة هنا أو هناك ، وكل هذا وارد وقد توقف سيارتك في مكان يشكل أذى لأخر ، وكل هذا وارد...

ولكن يا صديقي أنتوقف لأن الحركة من الممكن أن تسبب أذى ...

فقد قال صاحبك مورفي مرة يستحيل أن تحصن أي أمر ضد الأغبياء لأن غبائهم مبدع ، وقال لو سار كل شيء على ما يرام فأنت لم تلحظ الخطأ فقط ...

وربما كان محقا في قوله ، فهذا العالم الأفتراضي قد أكد بما لا يدع مجال للشك بأن الغباء مبدع ، ومبدع جدا ، وبأن سوق الغباء قائم وبقوة ، وبأنهم هم مشاهير هذا العصر وهم من يؤثر فيه ويوجهه ، ويتحكم بمفاصله للأسف ...


وربما كان محقا لأن الحياة العصرية قد جرّت على البشرية الكثير من المعاناة وخلقت الكثير من الألام ، وربما كان محقا لأن المشكلة ليست في القوانين وحدها  بل هي في البشر ، كل ذلك ممكن ...

ولا أخفيك يا صديقي بأنني أجد بعض قوانينه مدهشة وعجيبة ، ولكنني أخشى بقوة أن أنصاع لها ، لأنها محبطة بشكل كبير وتقتل الحركة والتطور والإبداع ...

لا بد من حلول ولا بد من مشاكل تظهر مع هذه الحلول ، ونعم قد يحدث أسوء المتوقع ، ولكن كل ذلك لن يمنعني من الحركة ...

فكل أخفاق يتبعه محاولة أخرى قد  تنجح ، ولو يأس أديسون بعد أن جرب أكثر من ستة ألاف نوع من النباتات وغيرها من المعادن لما كنّا ننعم بالنور في هذه الأيام ...