المطلوب هو تحكيم العقل

 


فيما تستعد العديد من القطاعات لتنفيذ اضراب شامل اليوم الأربعاء احتجاجا على تعديلات مشروع قانون ضريبة الدخل، نضع ايادينا على قلوبنا خوفا على وطن ينتظر من أبنائه الصبر عليه، وتحمل الصعوبات التي يواجهها.
لا أحد ينكر أن قانون ضريبة الدخل الجديد سيأكل الأخضر واليابس، وسيعود بالضرر على شرائح كبيرة من أبناء المجتمع، والقطاعات الاقتصادية، وأن البديل يجب أن يكون عبر استهداف المتهربين ضريبيا، ولذلك فمن حق الأردنيين الاحتجاج والاعتراض عليه، لكن احتجاج يحتكم إلى العقل، ولا يكون عبر اصابة البلد بشلل تام ولمدة خمس ساعات.
فلا شك أن لغة الحوار هي التي يجب ان تتسيد المرحلة، مع وجود أن يتحكم الاردنيين لمناقشة القانون وبنوده ضمن المسار الدستوري لاقرار القوانين.
هناك مراحل عديدة يجب ان تسبق الإضراب في حال فشل الحوار بين كافة الأطراف، وما اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء بالنقابات المهنية أول من امس، ورغم عدم الوصول الى تفاهمات بين الطرفين، ما هو إلا الطريق الصحيح لوضع حل لأزمة قانون الضريبة، فليس لأحد مصلحة في التصعيد، الذي سندفع جمينا ثمنه غاليا.
الأصل في الأمر، استمرار الحوار، مرة تلو الأخرى، فلا يعني عدم الوصول إلى توافقات من الجولة الاولى أن يتحول سلوكي إلى إجراء متطرف تجاه الوطن ومقدساته، فلا بد من جولة ثانية وثالثة ورابعة، عندها لا بد وان يكون جميع الأطراف قد وصلوا إلى حلول جذرية، تساعد في النهوض الاقتصادي بالوطن آنيا، ومستقبلا.
الجميع مطالب بالعد إلى الألف قبل التصعيد، والجميع مطالب بإعادة ترتيب أوراقه، كما الجميع مطالب بأن يدرك أن الاضراب المعلن عنه لن يعود بالنفع على أحد، حيث تبدأ القصة ولا تنتهي.
5 ساعات من عمر الوطن ستتوقف اليوم، وعجلة الانتاج سيصيبها الصدأ لذات المدة، ولعبة "عض اليد" بين الجميع لن تنتهي بفوز أحد، بل ستكون نتيجتها حتما خسارة الجميع، 5 ساعات من عمر الأردن مدة زمنية كبيرة على وطن طالما منح أهله الأمن والآمان، والاستقرار، والدفء، لذا بلا بد وان نعود إلى قراءة المشهد من جديد، قبل فوات الآوان، فالاردن أكبر من اي ضريبة ومن اي اضراب.