كتب رامز ابو يوسف النظام الهاشمي مستقر وواثق من نفسه ... لا داع لمحاولات العبث به


بكل صراحة قرأت وسمعت رسالة الملك الى الأسرة الأردنية حول تقييد تحركات شقيقه الأمير حمزة عدة مرات وبتمعن شديد، وحيث انها كانت صريحة وواضحة اكثر من كل مرة وفيها العديد من الرسائل والكودات وللعديد من الشخصيات والجهات.. مخطئ من يعتقد أن الرسالة الملكية تتحدث فقط عن الأمير حمزة حيث فيها تحذير مبطن لكل من يحاول سلك طريق فريق   "قضية الفتنة" .
بعد قراءة متمعنة للرسالة الملكية... ولأول مرة تتحدث عن مراحل وتفاصيل ما مرت به علاقة الملك بشقيقه منذ توليه سدة الحكم حتى الآن، وبما فيها قضية الفتنة العام الماضي والتطورات التي رافقتها والمستمرة حتى الان حسب الرسالة الملكية، والتي اوضحت أن المحاولات استمرت حتى صبيحة يوم عيد الفطر السعيد، وتوضح لي وبإعتقادي للجميع أن الملك كان صبورا تجاه شقيقه الأمير حمزة وطموحاته وحركاته، وتعامل معها بسلوك الأخ الكبير وليس سلوك الحاكم والقانون والدستور التي لو تعامل بها لكانت طريقة التعامل مع الأمير حمزة غير التي نراها، وغير أن الملك سرد وبوضوح تام محاولات العديد من أفراد الأسرة المالكة رأب الصدع الذي حدث وتعهدات قدمها الأمير المقيدة تحركاته منذ ذلك الحين، ولم يلتزم بها حسب الرسالة الملكية وما تلاها من مراحل موجودة بالحدث والتاريخ وثقها جلالة الملك، موضحا للجميع المراحل التي مر بها بالعلاقة مع شقيقه وصبره على تحركاته ومحاولاته المخالفة للقوانين والأنظمة التي تسير عليها الدولة الأردنية ونظامها الهاشمي .
وهنا لا بد من التوضيح أن حديث الملك رغم توجيهه الى الشعب الأردني عن قراره بتقييد تحركات الأمير حمزة وفقا للقانون والذي جاء بعد تنسيب من مجلس الأسرة المالكة ومنذ بداية العام، لكن هناك كودات ارسلها الملك لمن يقرأ ويعي أن هذا البلد وهذا النظام يعمل بثقة عالية معتمدا على التاريخ والشرعية التي أكتسبها من الثورة العربية الكبرى والهاشميين الذين تربطهم علاقة ود واحترام مع المحيط العربي والدول الكبرى التي تتزاحم على التحكم بالأنظمة العالمية، وهذا يتجلى بتوقيت الرسالة التي جاءت بعد أقل من اسبوع من عودة الملك وولي عهده من الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءاته المثمرة مع الرئيس الامريكي بايدن والقيادات الهامة بالكونغرس ووزارة الدفاع والعديد من الأجهزة والمجالس هناك حيث يحظى جلالة الملك بمكانة عالية لدى الأحزاب والقيادات الأمريكية التي لها ثقة عالية بالاستقرار الذي يتمتع به النظام في الأردن   .
ولذا يجب أن يكون جليا للجميع أن النظام الهاشمي المتمثل بالملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير حسين والدولة الأردنية المتمثلة بالحكومة ومؤسساتها وأجهزتها لا يمكن لأي كان أن يفكر العبث أو محاولة العبث حولها لان رسالة الملك واضحة وصريحة نحو أنه حتى محاولات شقيقه الامير حمزة ورئيس ديوانه الأسبق باسم عوض الله وأحد أشراف عائلته الشريف حسن بن زيد والعديد من فريق الفتنة لم يفلحوا وسرعان ما انكشفوا وبانوا على حقيقتهم تجاه الملك والدولة ورعايتها لهم، فكيف لأي كان أن يفكر بأن الأردن والنظام الهاشمي ممكن زعزعته بأي وسيلة .
رسالة الملك ليست فقط حول محاولات شقيقه وفريقه الفتنوي إنما لكل من يفكر أن يعبث بالنظام والدولة، وأن الهاشميين مستقريين وواثقين جدا من قيادتهم ومن شعبهم الأردني الأبي فلا داع لأي كان أن يكلف نفسه العناء ويحاول العبث بالأمن والإستقرار فلا داع لذلك لأن الفشل والكشف السريع لمحاولاته هي النتيجة الحتمية .