الفوسفات قصة نجاح.. معقول!
لسنوات طويلة ظلت شركة مناجم الفوسفات األردنية نازفًا في كف الوطن, وعالمة سوداء في سجله, جرحًا ألنها كانت عنوانًا من عناوين الفساد الذي أكده القضاء وأحكامه, كما كانت عنوانًا من عناوين الفشل االقتصادي واإلداري
هذه الصورة السلبية لشركة مناجم الفوسفات األردنية بدأت تتغير, بل وتنقلب إلى ما هو عكسذلك كله, فقد توقف النزف االقتصادي , بل وصارت تتحول إلى والهدر والفساد, وصارت الشركة تحقق أرباحًا قصة نجاح تضيء في سماء الوطن, وأحدث سطور قصة النجاح هذه كتبت في األيام األخيرة, عندما وقعت الشركة اتفاقيات تصدير قيمتها مليار ونصف المليار دوالر لسوق واحدة هي السوق الهندية, في إطار سلسلة نجاحات حققتها الشركة على صعيد تعزيز حضورها وتنافسيتها في األسواق العالمية, وهو الحضور الذي أتاح للشركة توقيع عشرات االتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمكنها من تسويق منتجاتها, بل وتوسيع قدراتها اإلنتاجية وتنويع منتجاتها, وآخر ذلك أن الشركة بدأت العمليات األولية إلنشاء مصنعين لحامض الفوسفوريك.
يزيد من قيمة التحوالت التي تشهدها شركة مناجم الفوسفات, والنجاحات التي تحققها, أنها تأتي في مرحلة تشتد بها حاجة العالم إلى الغذاء واألسمدة الغذائية, مما يعني أن يتحول األردن إلى العب رئيس في هذا المجال الحيوي واالستراتيجي, خاصة في ظل المؤشرات المبشرة الكتشاف كميات كبيرة من خامات الفوسفات في منطقة الرويشيد وهي من النوعيات الخالية من المعادن المعيقة لالستثمار في الصناعات التحويلية, مما سيعزز من مكانة األردن العالمية في مجال األغذية واألسمدة الغذائية ما يعني ضرورة االنتباه إلى أهمية وُحسن إدارة هذا القطاع.
وعند اإلدارة وأهميتها ال بد من وقفة إلعطاء أصحاب الفضل في هذه التحوالت التي تشهدها شركة مناجم الفوسفات األردنية, فال بد من القول إن لوجود الدكتور محمد ذنيبات على رأس الهرم اإلداري للشركة الفضل والدور الكبيرين في هذه التحوالت, فهو أستاذ علم اإلدارة في الجامعات, وصاحب التجربة اإلدارية الطويلة والناجحة في القطاعين العام والخاص, والتي يشار إليها بالبنان, خاصة عندما تولى منصب وزير التربية والتعليم فأعاد المتحان التوجيهي هيبته ومكانته, في إطار سلسلة من النجاحات التعليمية والتربوية التي حققها الذنبيات أثناء تلك الفترة, مما يجعل من الطبيعي أن يواصل نجاحه في شركة مناجم الفوسفات األردنية سواء من خالل دوره في البحث عن أسواق عالمية أو جهده في لتعزيز ترسيخ تنافسية الشركة, أو من خالل توظيفها دبلوماسيًا عالقات األردن الخارجية, باإلضافة إلى إنجازاته في بناء الخبرات ونقلالتكنولوجيا المتطورة وتوطينها, وقبل ذلك كله تنظيم البيت الداخلي للشركة.
إن ما تشهده شركة مناجم الفوسفات األردنية من نجاحات بعد سنوات اإلخفاق, يقدم دليًال ماديًا ملموسًا على أن معظم مشاكلنا ناجمة عن سوء اإلدارة وغياب إداريين من طراز الدكتور محمد لشركة مناجم ذنيبات عن مواقع المسؤولية وصنع القرار, فهنيئًا الفوسفات األردنية نجاحها والشكر موصول لمن يقف وراء هذا النجاح