صباحات الاستقلال

  الدكتور عبدالمهدي القطامين

ان نكتب عن الاستقلال هو ان نكتب عن هذا الثرى العذي المطيب بالشهادة هو ان نكتب عن مهرة جموح تسابق الريح كلما خيالها ارخى العنان وقال لها في ارض الله غيري غير مرتدة على الاعقاب ولا مكسورة الخاطر .

 

ان نكتب عن الاستقلال هو ان نغمس ريشة القلم بدم الشهيد ونرسم وجهه البهي على افاق الكون نعلقه تميمة على صدورنا ونقسم ان وجهه هو الاجمل وان رائحة الشهادة تفوح دائما معطرة بشذى الحضور

 

ان نكتب عن الاستقلال هو ان نلم خصلة شعر الاردنية نخبئها عن الريح ان هبت ونغار ان يوما داعب وجنتيها سموم ليس ندرك وجهته او هبوب راح يرسم فوق جبينها الزاهي معالم الارق

 

ان نكتب عن الاستقلال هو ان نذوب في هذا الوجد المعلق بين السماء والارض بين الجنوب والشمال بين وجه مليك اثقلته الايام فبدا متغضنا مثقلا بهم مبرح اوله واخره …….هم ثقيل

 

فان تشتعل الدنيا من حولك وان تكون ملكا تلم امن بلادك على طبق من جمر او على كومة من لظى فتلك كبيرة كبيرة الا على انفس ادركت ان بقاء الاوطان والمحافظة عليها هي اصل الاشياء ومنتهاها .

 

فيا سيدي الملك …. ها انت تلم كل هذا الارث منذ كان هاشم يهشم لحمه وثريده لحجاج بيت الله يستقبلهم ويدور على موائدهم مرحبا باشا تماما كما احفاده اليوم يفعلون وحتى ضجت هذه الارض من حولك كلها وانت بيديك العاريتين تداري سوءة القوم وتنافح عن قدس الاقداس تيمم شرقا وغربا تحاصرك البلاد التي اتخمت نفطا ودما وخرابا .

 

اليوم يا سيدي الملك نحتقل بعيد استقلال بلادنا التي دفعت ثمنا باهظا لتناله منذ كانت دماء جدكم ودماء جندنا تسكب على اسوار القدس كانوا مقبلين غير مدبرين وكانت الرصاصة تتجه صوب القلب وكانوا لا يعرفون سوى الاقدام وما فروا الا لكر واقدام ارواحهم وحدها كانت تعرف اقرب الطرق بين الارض والسماء .

 

صباح الخير يا سيدي الوطن … صباح النجيع الفائر في عرض المدى … صباح دم الشهداء الذين استودعوا هذه الأرض أرواحهم فباحت لهم بإسرارها وأعلنوا حين راحت الخيل في بيدائها تحمحم أن اقرب الطرق بين الأرض والسماء تمر دائما بخيط دم الشهداء النازف الموغل في عناده حين لا يكون بين الوطن والشهداء إلا طرفة عين راحت ترقب من عليائها قافلة العابرين من جسد الوطن إلى روحه محملين بعبق الشهادة … هناك حيث تعلو نداءات الأمهات الموغلات في عشقهن الأبدي للراحلين الملتفين بعلم الوطن النازفين مسكا وريحانا وشهادة هي اقرب للصلاة .

 

صباح الخير يا سيدي الوطن ونحن نلملم في أعيننا وهجا من سناك وكلما ارتجت الأيدي وأوشكت الروح على الصعود إلى سماك لا نهرب منك إلا إليك نحسك بين العين وانتباهتها بين القلب ووجيفه بين الروح المفعمة بالندى والجسد المتمسك بروح الأرض تبرا وهياما .

 

فيا عبد الله الثاني أيها الملك الحامل هم هذه الجموع القابضة على جمرها ونارها ، وهم هذا الوطن الممتد من النسغ إلى النسغ ومن الوريد إلى الوريد ها نحن نهتف في صباحات الاستقلال المزينة بعطر الشهادة ووجع الذين مضوا قبل الأوان ونهتف باسم من قضوا على الدرب لكي يبقى الوطن أننا على العهد باقون وان الوطن الذي خبأناه عن الحساد في رفات الأعين وأهداب العيون ها هو يقرئك السلام اليوم ويمضي معك يدا بيد وألما بألم وفرحا بفرح وحكاية تلو حكاية يهزج بها الصغار والكبار …. نعم اننا نعلم أن المسيرة متعبة وان المسافات الظامئة أتعبت الجميع لكننا لم نسلم ولن نسلم بعض أريج هذا الوطن وكبريائه وهوسه وجنونه وحنانه ودفئه وبرده وجوعه وفقره وعزته لن نسلم كل هذا للغرباء حتى وان قالوا لنا طوبى للغرباء ولن نسلمه للتجار المتاجرين بسمعته وطيبته ولن نسلمه لمن عاثوا فسادا فيه واكلوه لحما ثم ادبروا فأهل الديرة هم الأهل والعزوة هم العزوة وهم الذين اقسموا ذات رصاصة عربية حرة أن المنية ولا الدنية وان من ضيع وطنا ابدا لن يراه .//