ليت الكرامة تعود يوماً !

ليت الكرامة تعود يوماً !
في اول ايام عيد الفطر السعيد ترجل الفارس احمد محمد الخزاعلة ليلتحق بمن سبقه من رفاقه شهداء معركة الكرامة، الفقيد أحد أبناء قبيلة بني حسن الاشاوس الذين انتسبوا الى الجيش العربي منذ الصغر، تدرب في مدرسة الدروع على المدفع واللاسلكي وقيادة السيارات والدبابات وصيانتها، اصبح برتبة رقيب اول في السرية الثالثة بقيادة "الملازم" فاضل علي فهيد، وهي احدى سرايا كتيبة الدبابات الثالثة الملكية "ام الدروع"، كانت دبابته في حرب حزيران عام 67 في طليعة دبابات الجيش العربي في منازلة العدو حتى اصيبت خلال قصف طائرات العدو لمواقع السرية باصابة لم تمكنها من الاستمرار بواجبها القتالي فالتحق بأمر من قائد السرية بدبابة اخرى بينما اصر سائقها الجندي الاول عبد الله فارس على البقاء فيها حتى تمكن من الوصول بها الى الضفة الشرقية ومنع العدو من الاستيلاء عليها لتشارك بعد اصلاحها في حرب الاستنزاف وفي يوم الثأر في الكرامة، كان فصيل "ابو ايمن" احتياط السرية لسد أي نقص وفي صباح يوم الخميس 21 آذار 68 شاهد بعد اداء صلاة الفجر دبابة معادية تسير بإتجاه الشرق فإعتلى دبابته الباتون رقم 15216 واقترب بها الى مسافة مؤثرة، وسدد مدفعه واطلق اول قذيفة دوت في سماء المعركة، ودمر اول دبابة معادية مفتتحاً النصر على العدو الصهيوني في معركة الكرامة، ولعطل مفاجئ اصاب دبابته اخفاها عن انظار العدو وانتقل الى اخرى من نفس الفصيل وهي دبابة المرشح الشهيد عارف الشخشير الذي كان يتصدى للعدو بدبابة اخرى، اطلق منها قذيفة على دبابة ثانية للعدو استقرت بقلبها، فدمرها بمن فيها، حينها كشف العدو موقع دبابته فقصفها ودمرها لكنه نجا بأعجوبة، ورغم اصابته بجراح خطيرة وفقدانه احدى عينيه لم تُكتب له الشهادة التي كان يتمناها وبقي صامدا مع رفاقه بواسل الجيش العربي يتقدم الصفوف بشجاعة لتطهير الوطن الذي حاول العدو تدنيس ثراه حتى تحقق لهم النصر العظيم، "ابو ايمن" لم يُدعى يوماً لحضور أية فعالية احتفالية في ذكرى الكرامة، الا انه بقي يفتخر بمشاركته في المعركة والثأر بثأرين، وبوسام الكرامة الذي زيّن به المغفور له الملك الحسين صدره تقديراً لشجاعته، وكان يحرص على تعليم أبنائه وأحفاده قيم الانتماء والتضحية للدفاع عن تراب الوطن الطهور، مرسخاً ذلك في نفوسهم بأخذهم الى موقع ملحمة الكرامة ونصب الجندي المجهول، والاشارة لهم لمكان تواجد دبابته، وشرحه مجريات المعركة التي حطمت اسطورة الجيش الذي لا يُقهر، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وان يدخله فسيح جناته، وأن يتقبله مع الشهداء والصديقين