كتب محمود الدباس.. "نعيماً".. ترقبوا عدادات الكهرباء القادمة..



في كل فترة تطل علينا قصة "سولافة" جديدة نقول بانها الاصعب.. والقادم افضل.. ومع كثرة ترقبنا وسماعنا الاصعب والقادم.. اصبحنا نتعدى مرحلة السمع الى مرحلة الاستشعار..
فشكرا لمن حفز فينا الحاسة العشرين وليست السادسة.. فهذه الحاسة الفريدة والحصرية.. اصبحت تعطينا شعورا زيادة على التوقع والاستشعار والاستشراف.. فهي تعطينا نوعا من التخدير والاستسلام واستقبال وتقبل ما هو قادم بشكل سهل وأسلس.. ونقول الحمد لله طلعت بس هيك.. الله يستر من القادم.. وهكذا..

ومن امثلة القادم على سبيل المثال لا الحصر.. وهن كثر..
فقد بدأت شركات الكهرباء المعنية باستبدال العدادات التقليدية بالعدادات الذكية.. "Smart-metering"..
ومن المتوقع الانتهاء من هذه العملية في المستقبل القريب جدا..

هذه العدادات من حيث المبدأ.. ستكون مربوطة مع غرف التحكم في شركات الكهرباء من خلال شبكة الانترنت.. بحيث يتم التحكم بها عن بعد وبشكل كامل..

ومن ضمن امكاناتها ايضا.. انها تقوم بأخذ قراءات لكمية صرف المستهلك من الكهرباء مرة كل نصف ساعة او كل ساعة.. ويتم تخزينها على شريحة مثبتة داخل العداد. ومن ثم تتم عملية ترحيل القراءات مرة واحدة على الاقل يوميا الى المركز الرئيسي للشركة.. وبشكل تلقائي مبرمج..

هذه الخصائص من حيث الحاجة والتطور التقني واتساع رقعة المشتركين وضعف التسديد للفواتير وسرعة التدخل في الأمور الطارئة تبدوا رائعة وجميلة وجذابة..
بحيث انها ستساهم في عدم وجود اي احتكاك او تصادم او ازعاج بين المواطن واي فرد من افراد شركات الكهرباء..
وكذلك تنبيه الشركة اذا تم الاعتداء على العداد.. او إن تمت عملية سحب للكهرباء بشكل غير قانوني..
او في حال حدوث خلل ما -كهربائي- عند المشترك.. حيث تقوم الشركة بفصل التيار الكهربائي عن بعد..

ولكن حين نغوص في اعماق ما يمكن الاستفادة من ميزات هذه العدادات.. وما يمكن ان توفره من معلومات لشركات الكهرباء.. ولظننا السلبي دوما في هكذا عمليات.. والذي عودونا عليه بكثرة التبعات التي تقع علينا جراء اي جديد.. 
نقول بان افكارهم الجهنمية ستبدأ بالظهور.. وستبدأ القرائح تتفتق لدى اصحاب القرار..

فمن خلال عمل تحليل على مستويات سحب "صرف" الكهرباء لأي مواطن.. سيتبين لديهم الاوقات والفترات التي تستخدم فيها الاجهزة التي تحتاج الى طاقة اكثر من غيرها..
كالغسالات وسخانات المياه واجهزة التدفئة وما الى ذلك.. والتي تسبب احمالا واضحة..
ومن خلال ذلك سيتم معرفة وتحديد ساعات الذروة في الاستهلاك.. للمشترك الواحد على حِده.. وللمنطقة الحغرافية بشكل اوسع..

وهذا قد يقودهم الى تحديد اسعار وشرائح مختلفة في اوقات مختلفة.. بحيث يتم توجيه الناس لاستخدام اجهزة معينة في اوقات معينة وذلك لتخفيض قيمة الفاتورة..

فعلى سبيل المثال.. سيكون هناك وقت امثل للغسيل.. ووقت امثل لتسخين المياه.. ووقت امثل لتشغيل مكانس الكهرباء.. ووقت امثل لضخ المياه.. وهكذا..
وإن لم يقم المشترك بالتقيد بتلك التعليمات.. ستكون التكلفة عليه اعلى مما لو تقيد بالاوقات المعلنة.. وذلك تبعا لتعرفة وتسعيرة شريحة الوقت..

هذه لفتة واضاءة سريعة على ما يمكن استشعاره للمستقبل القريب.. مع العدادات الذكية..

فهل سيأتي علينا وقت.. بحيث يرد على اتصالي موظف خدمة المشتركين..
"نعيماً يا فلان.. دير بالك بلاش تبرد.. لانك تحممت قبل شوي".. كيف بقدر اساعدك؟!..
بدلا من "اهلا وسهلا".. كيف بقدر اساعدك؟!..

القادم اجمل..
ابو الليث..