كتب محمود الدباس.. الحكام الاداريون جنود مجهولون..

محمود الدباس

كلنا يعلم ان هناك محافظين ويساعدهم كادر من المتصرفين للألوية ومدراء للأقضية..
ولكن كثير منا يربط ادائهم بامور حفظ النظام.. ولا دور في لهم السلامة العامة وخدمة المجتمع واصلاح ذات البين والتنمية وما الى ذلك.. وذلك لوجود مرتبات الامن والدرك في محيط ابنية المحافظة وما يتبعها.. فاصبح وسما لهم..

ولكن حين ندخل الى تلك المباني ونحاول معرفة كنهها وما تطلع به.. نجد ان الحاكم الإداري هو اعلى سلطة تنفيذية في تلك المنطقة.. وان كل شيء يتعلق بالحكومة في منطقة اختصاصه تخضع لاشرافه..
ولا اريد الحديث كثيرا في هذا الموضوع وكيفية وطبيعة التعامل بين الحاكم الاداري ومدراء المؤسسات الحكومية الموجودة في نطاق اختصاصه..

ولكن ما يهمني امر غاية في الاهمية.. الا وهو السلم المجتمعي..
فالحاكم الاداري هو رأس الحربة المدافع عن السلم المحتمعي في منطقته..
فهو متسلح بقوانين وصلاحيات تجعل منه الحامي للكثير من الامور التي ان خرجت عن السيطرة.. فان عواقبها وخيمة..

فتركيزي هو على موضوع الجرائم الكبرى التي تحدث بين الفينة والاخرى.. نجد ان الحاكم الإداري هو اول الاشخاص الذين يتدخلون في نزع فتيل الانفجار عقب الجريمة..

فهو من يتعامل مع اطراف المشكلة على مسافة واحدة.. هدفه الاساسي وقف حدود المشكلة عند ذلك الحد.. وانفاذ القانون.. وضمان وصول القضية بشكلها السليم والشفاف والعادل الى دار القضاء..

وما حدث في محافظة معان الاسبوع الفائت.. ما هو الا نموذج مشرق لدور الحاكم الاداري في مثل هذه الظروف..

ولان القضية كانت شبه فريدة من نوعها.. فان صداها انتشر وجعل منها قضية يتم تداولها والحديث عنها بشكل كبير..

وليس لانني اتشرف بمعرفة عطوفة د. فراس الفاعور بشكل كبير.. ولكن قول الحق واجب.. فان طريقة ضبطه للموضوع.. وتطويق نطاق الحادث.. وعدم جر المحافظة لاحداث كبيرة.. وذلك بتحركه الفوري لمركز عمله.. علما انه كان في بيته الذي يبعد اكثر من ثلاث مائة كيلو متر.. وفي يوم الجمعة.. الا ان الحدث كبير.. والتداعيات ايضا كبيرة.. وترك الامور بلا ادارة مباشرة من الميدان ليست من شيم حكامنا الاداريين الذين نفخر بهم جميعا..

واكاد اجزم.. بانها المرة الاولى التي يتم فيها اجراء التحقيق وتبيان اطراف الحق وادانة افراد من الامن العام بشكل واضح وشفاف.. الامر الذي ادى الى ضبط الامور.. وحقن الدم.. وتحييد جهاز الامن العام الذي نعتز ونفتخر به عن هذا الحدث..

ولان وزارة الداخلية تأخذ طريقة الادارة التكاملية والمركزية معا كمصفوفة متناغمة.. فدور معالي وزير الداخلية الداعم للحكام الاداريين هو مصدر القوة لهؤلاء الجنود المجهولين.. والذين لا يتم ذكر دورهم الكبير في اصلاح ذات البين.. وتسهيل الاجراءات العشائرية التي تتبع ذلك..

شكرا معالي الوزير..
شكرا عطوفة محافظ معان..
شكرا كافة الحكام الاداريين..
فانتم جميعا جنود مجهولون في هكذا قضايا.. ولكنكم ستبقون صمام الامان للسلم المجتمعي.. ويشعر بكم وبدوركم كل مواطن يسير ويتنقل في جنح الليل.. وينام وهو قرير العين..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
ابو الليث..