سبيل الأجاويد ... سبيل معان الخير والعطاء

د. عصام الغزاوي

تعتبر مدينة معان اخر مدينة حضرية في جنوب الاردن تقع على ثغر الصحراء وتتصف بطابعها الاسلامي المحافظ، وكونها تقع على طريق الحج الشامي يمتاز أهلها منذ القدم بالكرم والجود وبعادات وتقاليد راسخة، لها امتداد تاريخي بدأ منذ ان بزغ فجر الاسلام حيث كان يوجد بئر ماء في معان يسمى بئر السبيل كان يتزود منه حجاج بيت الله الحرام وهم في طريقهم للديار المقدسة بالماء، في وقت كان المعانية الأجداد يحرصون على تقاسم لقمة العيش مع عابري السبيل وضيوف المدينة من الحجاج والمعتمرين، إمتداداً لهذا التاريخ المشرف وفي مُبادرة شبابيّة تعتبر إمتدادا لسبر انتهجه ابناء معان لاطعام الصائمين ومنذ ١٦ عاماً يقوم أبناء المدينة بالاستعداد للشهر الفضيل قبل موعده بأشهر، لما لذلك من خصوصية وروحانية متأصلة في نفوس سكان المدينة المتعاضدين والمتكاتفين، يتم جمع التبرعات من اهالي معان الخيرين من أجل عمل سبيل معان الذي يستهدف تقديم الطعام والشراب للمعتمرين وعابري السبيل وطلاب الجامعة والمغتربين والعائلات الفقيرة واللاجئين السوريين، وتقدم في السبيل نحو 2700 وجبة افطار رمضانية يوميا منْهَا 650 وجبة تقريباً لبعض الاسر العفيفة في الاحياء البعيدة التي لا تتمكن من الوصول لخيمة السبيل، القائمون على خيمة السبيل يعملون بشكل تطوعي وبدون تصوير ويبتعدون قدر الامكان عن الاضواء والظهور عبر وسائل الاعلام، ويحرصون على عدم تصوير المنتفعين من بيت السبيل حفاظا على خصوصيتهم، وحفاظا على الاجر الذي يبتغونه من عملهم، ليبقى عملهم خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، من أجل تنظيم عملهم يقسم القائمون على خيمة السبيل انفسهم على مجموعات توكل لكل منها مهمة تبدأ من تجهيز وتحضير مكونات الطعام والشراب ومجموعة اخرى تقوم بالطبخ واُخرى تقوم بتوزيع الوجبات على الاسر العفيفة واخرى تهتم بالخيمة وتجهيزاتها وتستقبل الضيوف، اما الاخيرة فتناط بها مهام التنظيف، ويستمر العمل على هذا المنوال المكثف طيلة شهر رمضان المبارك ليعود بعدها العمل على خدمة المعتمرين وعابري السبيل، جزاكم الله كل خير أهل معان الكرام، هذا هو حب الوطن الحقيقي والإنتماء إليه ...//