مكمل غذائي يمكن أن يسبب ضرراً دائماً للكلى
ازداد الاعتماد على المكملات الغذائية في السنوات الأخيرة لأنها تزود الجسم بالعناصر الغذائية الناقصة، لكن فوائدها المبالغ فيها قد تصرف الانتباه عن المخاطر الصحية المحتملة من تناولها. ويمكن أن يؤدي تناول مكمل واحد على نطاق واسع إلى تلف دائم في الكلى إذا تم تناوله باستمرار بجرعات خاطئة.
وأصبحت صناعة المكملات أقوى من أي وقت مضى، لكن الباحثين يواصلون تقييم الفوائد مقابل المخاطر. وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن المزايا الصحية للمكملات الغذائية قد تكون مخيبة للآمال، فأحد الفيتامينات المشهورة، على سبيل المثال، تم ربطه بـ تلف دائم للكلى.
ووجدت مقالة نُشرت في الجمعية الطبية الكندية في عام 2019، أن الاستخدام المفرط لفيتامين (د) يمكن أن يتسبب في تلف الكلى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من نقص فيتامين د.
وقال المؤلف الرئيسي للتقرير، بورن أوغست، من جامعة تورنتو، كندا، لميدسكيب ميديكال نيوز "الهدف من الدراسة هو إعلام جمهور أوسع بأن تناول فيتامين د بجرعات كبيرة لدى المرضى الذين لديهم مستويات طبيعية من هذا الفيتامين في الدم يمكن أن يؤدي إلى التسمم".
وأضاف أوغست "يجب أن يعلم الجمهور أن تناول فيتامين د أكثر مما هو موصى به لا يؤدي بالضرورة إلى فائدة إضافية، وبدلاً من ذلك، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضرر والفشل الكلوي تحديدًا".
ونظرًا لأنه متوفر بسهولة في العديد من التركيبات التي لا تستلزم وصفة طبية والتصور بأن له العديد من الفوائد دون أي ضرر، فقد يتعرض المرضى لخطر التسمم بفيتامين (د) والفشل الكلوي المحتمل.
واستندت الدراسة إلى حالة رجل يبلغ من العمر 54 عامًا تمت إحالته إلى عيادة بعد الاشتباه بإصابته بمشاكل في الكلى، وأوضح المؤلفون "لقد عاد مؤخرًا من رحلة إلى جنوب شرق آسيا ، حيث أمضى فترات طويلة في حمامات الشمس لمدة أسبوعين".
ووجد الأطباء مستويات عالية من الكرياتينين في دم المريض، وهو ما يشير عادة إلى مشاكل في الكلى. والكرياتينين هو منتج نفايات ينتج أثناء عمل العضلات الطبيعية وعادة ما يتم تصفيته عن طريق الكلى.
وكشفت فحوصات أخرى أن المريض يعاني من ترسبات الكالسيوم في كليتيه، وكشف المريض عن وصف معالج طبيعي لجرعات عالية من فيتامين (د) له، واعترف بتناول جرعات أعلى من الكمية الموصى بها. كما اعترف بشراء قطرات فيتامين (د) ذات القوة الخاطئة، مما أدى إلى تناوله ما بين 8000 و 12000 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميًا على مدار عامين ونصف.
والكمية الموصى بها للبالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا هي 400 إلى 1000 يوميًا من فيتامين د، ولكن يوصى أحيانًا بجرعات أعلى تصل إلى 2000 للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام.
وأصيب المريض بمرض مزمن في الكلى نتيجة تناوله فيتامين د بجرعات مرتفعة، حتى بعد تلقي العلاج. علاوة على ذلك، تبلغ وظيفة الكلى لدى المريض حوالي 30 في المائة فقط، مما يعني أنه قد يحتاج يومًا ما إلى غسيل الكلى.
ويمكن أن تحدث السمية بعد فترة قصيرة فقط لدى الأفراد الذين يتناولون جرعات كبيرة من فيتامين د، لذلك يجب استشارة خبراء الصحة قبل بدء العلاج بفيتامين د، بحسب صحيفة إكسبريس البريطانية.