متخصصون: الوقاية من السرطان ممكنة وأنماط الحياة الصحية تساهم في مكافحته
يكرس العالم في الرابع من شباط كل عام جهوده لمكافحة مرض السرطان الذي يعتبر سببا رئيسا للوفاة في مختلف انحائه، من خلال إشراك الأفراد والمؤسسات في الحملات التوعوية، التي تحثهم على اتباع أنماط حياة صحية تبقيهم على مسافة أمان من هذا المرض.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية عبر موقعها على شبكة الانترنت، أن السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكن أن تصيب أي جزء من الجسم، ومن السمات المميزة له التولّد السريع لخلايا شاذة تنمو خارج نطاق حدودها المعتادة، وبإمكانها أن تغزو بعد ذلك أجزاءً مجاورة من الجسم وتنتشر في أعضاء أخرى منه؛ وتُطلق على العملية الأخيرة تسمية النقيلة.
وتمثل النقائل أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان، حيث أن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان تُعزى إلى تعاطي التبغ، وارتفاع مستوى كتلة الجسم، وتعاطي الكحول، وانخفاض مدخول الجسم من الفواكه والخضروات، وقلّة ممارسة النشاط البدني.
إلى ذلك، قالت مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، إن المؤسسة تطلق حملتها السنوية "الأردن يتحدى السرطان" بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، للتشجيع على اتباع تمط حياة صحي، والتركيز على فكرة أن الوقاية من هذا مرض، حيث أن 50% من هذه السرطانات مرتبطة بسلوكيات متعددة تتعلق بطبيعة التغذية ومقدار النشاط البدني والصحة النفسية، وتجنب التدخين، والكشف المبكر عنه.
وتهدف الحملة للوصول إلى كل من يمكن له التأثير في الحرب ضد مرض السرطان من خلال تعهده باتباع نمط حياة صحي أو التشجيع على ذلك، والمناداة بحق جميع مرضى السرطان بالحصول على العلاج الجيد مهما كانت قدرته المادية بحيث لا تكون الأسباب المادية عائقا أمامهم، ذاكرة أنه قد تم تخصيص موقع إلكتروني لجمع التعهدات بهدف الوصول لمليون تعهد بالمجالات المذكورة سابقا، بالإضافة للتعهدات التي تهدف لدعم مرضى السرطان ماديا أو معنويا.
وشددت قطامش على أهمية الدعم النفسي للمريض وأهله والذي يشكل نصف العلاج حيث ان معنويات المريض المرتفعة تعتبر عاملا اساسيا في دعم المريض، مشيرة إلى أن ما يدق ناقوس الخطر توقع منظمة الصحة العالمية لارتفاع عدد الاصابات بالمرض إلى الضعف بحلول عام 2030، ما يستدعي تظافرا والتزاما للجميع عن طريق استجابة مدروسة ومدعمة بالخطط.
من جانبه، أوضح مستشار جراحة الثدي والاورام في مدينة الحسين الطبية العقيد الدكتور هاني كفاوين أن برنامج الكشف المبكر في الاردن متعلق فقط بالكشف المبكر عن سرطان الثدي بالتعاون ما بين الخدمات الطبية الملكية ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخاصة، ويعتبر الكشف المبكر أورام الثدي في بداياتها عاملا مهما في الحصول على نتائج علاجية ممتازة حيث تصل نسبة الشفاء إلى 90%، داعيا للالتفات إلى عوامل الخطورة وأبرزها السيرة المرضية العائلية، والتي تستوجب من هؤلاء الأفراد البدء بفحوصات الكشف عن السرطان قبل 5 سنوات على الأقل من غيرهم، مؤكدا على أن فحوص (الماموغرام) تبدأ في سن الأربعين وما دون هذا السن يجري فحصهم بالصور التلفزيونية.
بدوره، أكد اختصاصي الصحة النفسية الدكتور زهير الدباغ على أن مرض السرطان كأي مرض آخر، ويجب أن يكون مريض السرطان على دراية بمرضه، وعلى رغبة أكيدة بتلقي العلاج، حاثا من يتعاملون مع مريض السرطان عدم النظر إليه بعين الشفقة، بل التعامل معه كبطل يحارب معركته ضد هذا المرض.
وركز على اهمية تأمين الدعم النفسي لمرضى السرطان من خلال حملات التوعية التي تجعل من المجتمع والأسر بيئات داعمة لهم، ما يؤثر ايجابا على مسيرتهم العلاجية.
من جانبها، بينت اختصاصية تغذية نسرين الطريفي أن التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًا عند مرضى السرطان، حيث أنها تساعد المرضى على شفاء الجروح، وإعادة بناء الأنسجة المتضررة، وتساهم في تعزيز مناعة الجسم والمساعدة في محاربة الالتهابات، كما تقلل من احتمالية عودة السرطان، والتحكم في الأعراض الجانبية له، كما تلعب دورا هاما في الحفاظ على طاقة الجسم ووزنه.
وألمحت أنه ومع ضرورة تغيير المريض لبعض عاداته التغذوية المتبعة، إلا أنه لا توجد بحوث كافية لمعرفة ما إذا كانت الأنظمة الغذائية المقيدة التي تتجنب أنواعًا معينة من الأطعمة أو العناصر الغذائية آمنةً للأشخاص المصابين بالسرطان.
ونصحت الطريفي مرضى السرطان بتجنب بعض الأطعمة كاللحوم المعالجة والمطبوخة باستخدام حرارة عالية، إذ إن تعريض بروتينات اللحوم إلى الحرارة العالية يسبب إنتاج مواد مسرطنة تسمى بالأمينات متغايرة الحلقة، إضافة لتجنب اللحوم الباردة، واللحوم المطبوخة بالمعالجة الجافة كالمرتديلا.
ودعت مرضى السرطان الى الابتعاد عن الأطعمة المحفوظة حيث تعد مادتي النترات والنتريت من المواد المسرطنة، والحرص على تجنب كلًا من الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة والأجبان المتعفنة، بسبب عدم قدرة الجهاز المناعي لدى مرضى السرطان على التعامل مع عفن الجبنة بالشكل الطبيعي.
وأشارت الطريفي في هذا السياق إلى صعوبة تنظيف بعض الخضار والفواكه مثل: الخس، والفراولة، وتوت العليق، منوهة إلا ان لدى فاكهة الجريب فروت القدرة على التفاعل مع العديد من الأدوية، مثل: أدوية القلب؛ لذلك يفضل تجنبه من قبل مرضى السرطان.
ولفتت إلى أن الشاي الأخضر يعتبر آمنًا في معظم الأحيان، إلا أنه قد يقلل من فعالية بعض أنواع العلاج الكيماوي الخاصة بعلاج سرطان الدم، محذرة من أن تناول بعض المكملات الغذائية، قد يقلل من فعالية العلاج الكيماوي في قتل الخلايا السرطانية؛ لاحتوائها على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، بيد أن على مرضى السرطان تناول مصادر البروتينات الجيدة كاللحوم قليلة الدهون، والأسماك، والدجاج، ومنتجات الألبان المبسترة قليلة الدهون، إضافة إلى الكربوهيدرات والدهون الأحادية غير المشبعة، والألياف.
--(بترا)