حسين الجغبير يكتب : من يدفع ثمن فوضى النواب؟
أثبت مجلس النواب من خلال تصرفات بعض أعضائه أمس
أنه ليس بحجم الاستحقاق التشريعي والرقابي المناط به وغير مؤهل لمناقشة ما كان يفترض منه مناقشته في جلسة مخصصة لمناقشة التعديلات الدستورية التي هي من صلب عملية التحديث الدستورية التي ينتظرها الأردنيون منذ سنوات؛ املا في إحداث نقلة نوعية خصوصاً مع قرب مناقشة قانوني الأحزاب الانتخاب.
صراع في مجلس النواب بين من يفترض أنهم وصلوا بطريق ديمقراطي لتمثيل الشارع الاردني، والدفاع عن حقوقه بقيامهم بدورهم الرقابي على الحكومة؛تحقيقا للاهداف السامية التي من شأنها رفعة الوطن وسكانه.
الحوار "الحضاري " باللكمات اليوم تحت القبة بين النواب والتراشق بما حفظوه من مسبات وشتائم يعكس إلى مدى وصل وعي إدراكنا لأهمية الأمور التي تحدث في الشارع الأردني، الذي بات يعد كل مسؤول عبئا على الموقع الذي يشغله؛ لايمانه بأنه لا شيء قد يحدث تقدما في منظومة العمل المؤسسي في دولة تعاني ازمات متعددة وعلى رأسها الوضع الاقتصادي الصعب.
اليوم أثبت بعض أعضاء مجلس النواب أنهم غير جديرين بالجلوس تحت القبة لايستحقون أن يكونوا أعضاء فيه؛ فقدظهروا اليوم بصورة بائسة يخجل منها الاطفال .نعم لقدكانت صورة سلبية لم يدركوا الضريبة التي سيدفعها بلدنا نتيجة تصرفاتهم الغوغائية غير المسؤولة والفوضى التي لا تليق بممثلي الشعب.
كيف يمكننا أن نقول للأردنيين إن هؤلاء النواب الذين يفترض أنهم مخرجات عملية ديمقراطية يعول عليهم لمناقشة ملفات وقوانين مهمة، مثل التعديلات الدستورية وقوانين الإصلاح السياسي التي تأتي للإعلان عن تحول ديمقراطي في الأردن الذي يقبل على مرحلة أكثر حداثة سياسية وتطورا في الحياة الحزبية؛ تمهيدا للوصول إلى حكومة برلمانية تعكس المعنى الحقيقي للحياة الديمقراطية والمستوى الحضاري المتقدم الشعب الاردني في مجالات متعددة.
اليوم شعر الأردنيون بخذلان النواب
لهم أولئك الذين لم يتمكنوا من عقد جلسة نياببة مكتملة الأركان، وعززوا شعور الأردنيين بالاسى للخسارة البالغة التي تتكبدها ميزانية الدولة. بدفعها مكافآت ورواتب لمثل هؤلاء الأعضاء مقابل خدمات جلية تشريعية ورقاببة يفترض أن يقوموا بها.
يشعر الأردنيون أن المقبل اسوأ من الماضي والحاضر طالما مثل هؤلاء النواب تحت القبة ومثلهم كثير في العديد من مؤسساتنا الذين لا يتركون الا اثارا سلبية بسبب سلوكاتهم غير المرضية وأعمالهم وانجازاتهم الناقصة
الدولة اليوم وللاسف لم تعد تواجه مشكلة واحدة بل مشاكل متعددة ومن زوايا مختلفة ومتنوعة، حيث تتذبذب البوصلة بين الرغبة في الانجاز،والقدرة على تحقيقه إذ الفجوة غاية في الاتساع بين الأمرين فيما تغيب المؤشرات الإيجابية الى مستقبل أكثر ازدهاراً.
هذا بلدنا وفيه تعودنا في أغلب الأحيان أن لا يحاسب المخطىء ويستمر في تصرفاته اللامسؤولة ما يعني استمرار مثل هذه الأعمال التي لا تليق بأبنائه؛ لذا لا بدّ من تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب بحق كل من شارك بالمهزلة المسرحية التي شاهدنا اليوم بعض تفاصيلها!!!