اللواء الركن م ابراهيم المواجدة يكتب : خالد باشا


ولد في سهل مؤتة العظيم. كان جارا شريفا لزيد ولجعفر وعبدالله. في صباه، كان يمرعليهم في المزار، وعلى أرواحهم المرفرفة في المشهد، يقرأ مع الفجر عليهم فاتحة الكتاب، ثم ينهض في فتوّته بالفوتيك ويركض في ميادين الرجولة ويهتف للوطن نشيد أجداده في الكرك، يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد ارجالنا....
هو خالد الصرايرة ، قائد الفصيل وقائد كتيبة المشاة الآلية، وقائد اللواء، والفرقة، والمفتش العام للقوات المسلحة الأردنية ثم رئيس هيئة الأركان المشتركة. فارسا أردنيا نبيلا، قريبا من القلب والروح، فارس خيل الجيش ودروعه وكتائبه وألويته، القائد الذي حمل رسالة الجيش في التنمية ووظفها أنبل توظيف، اعتنى بالخدمات الطبية الملكية لتكون بحجم وزارة الصحة وأكثر، ثم بالثقافة والتعليم العسكري وكانت قريبة من حجم وزارة التربية، وقبل ذلك تكفّل بأن يستمر الجيش على قواعد المهنية والإحتراف في التدريب والتسليح، مضى بالجيش نحو رسالته الخالدة في الذود عن الوطن، وما نامت عينه عن تفصيلات الرفاهية الصغيرة، تلك التي كانت في طليعة برامج زيارته للوحدات العسكرية.
مختلف في القيادة والحكمة والرؤية الحصيفة. ومختلف في الرجولة والبأس والندى. وفذ فريد في القيادة والنظرة.
 بمكرمة ملكية سامية، انتزع خالد باشا الإعفاء الجمركي للضباط. كان حريصا على أن يتنقل الفرد العسكري بعزة وأنفة بين بيته ومعسكره، فكان نظام النقل الإداري الذي كان يستنزف رواتب العسكر، برنامج التنمية المتقدم، ثم أطلق يد صندوق الإسكان العسكري في منح دفعات كبيرة للمنتسبين، لتأويهم بيوتهم فيغدوا منها للميادين مدافعين عن الحد وعن الشعب.
كان يغضب على قائد الوحدة إذا ما نامت عينه عن مولد كهرباء معطل أو مطبخ لا تتوفر فيه وجبات ساخنة، كان قائدا استثنائيا، رسم طريقا تنموية للجيش وأطلق أذرعه في انحاء المملكة.
هو ابن مؤتة والكرك والوطن. ابن الشمال والجنوب والشرق والغرب وكل الجهات، بهي المحيا والطلعة والحضور. قبل أسابيع حلّت ذكرى وفاته، وكان علينا نحن الذين خدمنا بمعيته في ميادين الشرف، استذكار بسمته ورجولته ونظرته الحصيفة.
في جنان الخلد أبا مهند، ولتبق ذكراك في أرجاء الوطن، مضوّعة بالجود والندى وطيب المعشر، وليحفظ الله وطنننا وشعبنا وقيادتنا الهاشمية الظافرة بقيادة مليكنا المفدى عبد الله الثاني  ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.