ترامب يرى تغيير النظام الإيراني السبيل الوحيد للسلام في الشرق الاوسط
عواصم -وكالات – جهينة نيوز - مامون العمري
منذ ان حلّ الرئيس دونالد ترامب محل الرئيس السابق باراك أوباما تغيرت القناعات في أمريكا وحلت سياسة تغيير النظام الإيراني محل السياسة القديمة في عهد أوباما أي اعتماد سياسة الاسترضاء وبالأحرى نستطيع القول استراتيجيتين متعارضتين مع رسالات متنافرتين تماماً بالذات.
الادلة في التغيير نطالعها من خلال التصريحات التي تتابعها الانباط في اعداد متفرقة رصدها واطلاع قرائها على مضامينها ، يعززها لغة المقارنة ربما بالارقام ايضا فمثلا قبل عامين كان يدعم 42 عضوا من مجلس الشيوخ الأميركي و162نائباً من مجلس النواب الاتفاق النووي وحينذاك اصطف اوباما أمام المعارضين ،وعندما ننظر الى التصويت الذي جرى قبل 9 أشهر في الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات جديدة على النظام الايراني فنرى” 149صوتاً مقابل 3 أصوات معارضة في مجلس النواب و 98صوتاً مقابل صوتين معارضين في مجلس الشيوخ.
ان مرور تسعة أشهر من إقرار المشروع و مواقف الشخصيات الأميركية البارزة ضد النظام الإيراني خير دليل على حقيقة أن التحولات أخذت وتيرة أسرع ضد النظام . لأن البيانات الموجودة تفيد استمرار سياسات هذا النظام لمواصلة القمع وارتكاب المجازر ضد الشعب الإيراني ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون بلدان المنطقة سيماعدم الالتزام بالاتفاق النووي ومخادعاته بغية تصنيع السلاح النووي بالذات. فكان من المتوقع بأن يكون إعلان السياسة و الاستراتيجية للرئيس ترامب تشديد سياساته السابقة ضد النظام الحاكم في إيران وسبق أن ذكر الساسة الأمريكان و بكل صراحة موضوع تغيير السياسة في الولاية الجديدة.
اليوم الانباط تنقل ما كشف عنه محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني، علنا عن رغبة سيّد البيت الأبيض في "تغيير النظام" بإيران، فيما يستعد ترامب للتخلي عن الاتفاق النووي معها، ونجد من الضرورة هذه المتابعة والقراءة الرغبة والتصريحات .
ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن جولياني المعروف بمواقفه اليمينية قوله في مؤتمر جمعية المهاجرين الإيرانيين التي تدعو لتعزيز الديمقراطية في إيران: "إن ترامب مهتم بنفس القدر بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر".
وقال رئيس بلدية نيويورك السابق، إن تغيير السلطة في الجمهورية الإسلامية هو "السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط". وادعى أن "هذا أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وقال ترامب في كانون الثاني الماضي، تعليقا على الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الرئيسية في إيران، إن الولايات المتحدة ستدعم شعب الجمهورية الإسلامية "عندما يحين الوقت".
وقبل ذلك عبّر ترامب، بضغط من إسرائيل والدوائر اليمينية الأميركية، مرارا عن عدم رضاه عن الاتفاق النووي بين إيران والوسطاء الدوليين "الست" (روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا).
وهدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بصعوبة بالغة وبعد سنوات من المفاوضات الماراثونية المعقدّة والشاقة، إذا لم يتم "تصحيحه" قبل 12 أيار الجاري، وهو موعد تجديد الالتزام الأميركي برفع العقوبات ضد إيران، الوارد في "خطة العمل المشتركة" التي تضمنها الاتفاق النووي.
المؤتمر العام للجالية الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية
عقد يوم السبت 5 (أيار) 2018 المؤتمر العام للجالية الإيرانية في الولايات المتحدة تحت عنوان «تحرير إيران من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية» في العاصمة الأمريكية واشنطن،شارك فيه وفود ممثلة عن الجاليات الإيرانية من الشباب والنساء من مختلف الولايات المتحدة الأمريكية. كما شهد المؤتمر حضور وكلمات لشخصيات ومسؤولين أمريكيين.
وقال الدكتور فيروز دانشغري في بداية المؤتمر: تمثيلا عن أكثر من ألف متخصص في عموم العالم الذين ينتظرون بفارغ الصبر لدعم تحرير وطنهم أقول بصوت عال: نحن نقوم بايثار حياتنا لمستقبل وطننا. مستقبل تتاح فيه للجميع فرصة متكافئة بغض النظر عن دينه وطائفته وعقيدته السياسية.. اني عملت لمدة 40 عاما لمعالجة المرضى والجرحى ل مجاهدي خلق وقدمت تبرعات لهم. اني أدلى بشهادتي أنهم أصدق وأكثر الأناس خضوعا وتضحية. انهم أوفياء بكلماتهم ويفدون بحياتهم لأهدافهم.
وفي دعم من قبل الحزبين في الكونغرس الأمريكي للمؤتمر العام لإيران الحرة، أكدت ايليانا رزلهتنن عضو الكونغرس الأمريكي: انكم تمثلون صوت الشعب الإيراني. اولئك الذين يتظاهرون في شوارع المدن الإيرانية.
بدوره قال اليوت انجل عضو الكونغرس الأمريكي: اعلموا أن لكم حماة في الكونغرس. انهم يريدون النشاط من أجل السلام والثبات في إيران.
ودعا الإيرانيون الحاضرون في المؤتمر العام للجاليات الإيرانية في واشنطن جميع الإيرانيين الأحرار الى المشاركة في تجمع «إيران الحرة -2018» سيعقد يوم 30 حزيران في باريس.
ووجّهت مريم رجوي رسالة فيديوئية للمؤتمر خاطبت المشاركين قائلة:
الشعب الإيراني الذي انتفض في كانون اول الماضي وسجّل انتفاضته بمئات المظاهرات والاحتجاجات، يعمل على الإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته. ويطالب الشعب الإيراني المجتمع الدولي، وبالتحديد الحكومات الغربية، بدعم انتفاضة إيران للإطاحة بالنظام ودعت رجوي المجتمع الدولي بالحاح إلى عدم التزام الصمت حيال استمرار الجرائم ضد الإنسانية من جانب نظام محطّم الرقم القياسي للإعدامات، وذلك باتخاذ تدابير عقابيّة ضده. نطالبهم بإجبار هذا النظام على إطلاق سراح المعتقلين في انتفاضة ديسمبر والاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك المئات من المواطنين العرب في خوزستان وعدد كبير من المواطنين الأكراد في غرب البلاد، وإنهاء المضايقات الوحشية لمزارعي أصفهان.
واضافت اليوم، وضع قادة الحكومات الغربية أصابعهم على أوجه القصور الأساسية للاتفاق النووي أو عدم كفائته. وهكذا، ثبتت شرعية مواقف المقاومة الإيرانية. بعد ساعات من التوقيع على الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 ، أعلنت باسم المقاومة الإيرانية، أنه «تم منح النظام الإيراني تنازلات غير مبرّرة» وأكدتُ أن «قطع أذرع النظام الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط» يجب أن يكون «مبدأً أساسياً في أيّ اتفاق».
لقد أثبتت تجربة السنوات الثلاث الماضية أن الملالي استخدموا امتيازات الاتفاق النووي لقمع الشعب الإيراني وقتل الشعب السوري. وعلى هذا الأساس، نطالب بإصرار، الحكومات الغربية باتخاذ سياسة للقضاء على البنية الكاملة للبرنامج النووي للنظام، وتقليم أظافر الملالي من جميع الأنشطة والاختبارات والبحوث في هذا المجال، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى الأبد، وذلك من خلال فرض عمليات تفتيش غير مشروط عليهم.
إن تفكيك المشروعين النووي والصاروخي للنظام، وطرد قوات الحرس من دول المنطقة، وإجبار هذا النظام على وقف التعذيب والإعدام تشكّل ملفاً كاملاً متكاملاً؛ و يجب على الحكومات الغربية ألا تتخلى عن أي جزء منها.
لغرض لجم الأعمال الاجرامية والمثيرة للحرب للنظام الإيراني، نؤكد على ضرورة منع النظام وخاصة قوات الحرس من استخدام النظام المصرفي العالمي.
الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي لنظام الملالي خطوة ضرورية. وهذا أمر ضروري للتعويض عن سياسة الاسترضاء التي انتهجها الغرب خلال العقود الماضية، والتي أطالت عمر حكم الملالي.
وختمت رجوي كلمتها :- الوقت هو وقت التغيير، وكل خطوة على هذا الطريق خطوة نحو انتصار الحرية وخلاص إيران الأسيرة
الجارديان: تغيير النظام الإيراني لن يكون في صالح أعدائها
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن آمال خصوم إيران وأعدائها بشأن سقوط نظامها الحالي، لن تكون في مصلحتهم، ولكنها بالعكس ستسبب في المزيد من التعقيدات في المنطقة.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني أن خصوم إيران ومنافسيها يراقبون الاحتجاجات المعارضة عن كثب، وفي ترقب وحذر، وذلك بعد تواصل مظاهرات المعارضة لليوم السادس، والتي خلفت 10 قتلى وتسببت في إصابة العشرات، بحسب ما أعلنه التليفزيون الرسمي الإيراني.
وقالت الصحيفة، إن آمال وتوقعات إسرائيل وأمريكا بشأن انهيار النظام الإيراني الحاكم سابقة لآوانها، موضحة أن أي اضعاف أو تخفيف لقبضة الحكومة الإيرانية على شعبها سيتسبب في تصعيد خطير للتوترات الإقليمية.
وبحسب الصحيفة، فإن جهود الحكومة الشيعية الإيرانية لمد نفوذها في المشرق الأوسط أكسبها عداوات كثيرة، إذ أن الحكومة الإيرانية حاولت تمديد سياستها التوسعية بعد انتهاء الحرب الباردة، وتسارعت خطواتها عقب انتهاء الغزو الأمريكي للعراق الذي بدأ عام 2003.
وأوضحت الجارديان أن إيران أصبحت لاعب أساسي في العراق وسوريا ولبنان، ما أثار استياء السنة، ليس فقط داخل البلاد التي تتدخل فيها، ولكن أيضا في السعودية، مركز الإسلام السني في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة البريطانية أن ما يتردد عن تخطيط السعودية سرًا لتغيير النظام الإيراني يبدو غريبًا، إلا أن حدة التوترات بين البلدين مرتفعة إلى أقصى مدى.
واتهم المسؤولون الإيرانيون السعوديين بإثارة الاحتجاجات، وحمّل نائب محافظ لوريستان من يطلقون عليهم "الجماعات التفكيرية" و"أجهزة الاستخبارات الأجنبية" مسؤولية ما يحدث في بلاده، في إشارة ضمنية إلى الرياض – بحسب الصحيفة البريطانية.
وفي المقابل، تحمل السعودية إيران المسؤولية الكاملة لإطلاق صواريخ بالقرب من العاصمة الرياض، وتتهمها بإمداد مليشيات الحوثي الشيعية في اليمن بالأسلحة والصواريخ.
وتمتد المنافسة بين إيران وخصومها إلى لبنان، حيث ندد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيادة نفوذ حزب الله الشيعي اللبناني، الذي تدعمه طهران في البلاد.
وقالت الصحيفة إنه في إطار الجهود التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتصدي لامتداد النفوذ الإيراني في المنطقة، قاد حملة لعزل قطر، مُشيرة إلى أن لا أحد يعلم إلى أي مدى ستمتد جهود ولي العهد، 32 عامًا، من أجل القضاء على وجود طهران في الشرق الأوسط.
ولفتت الجارديان، إلى أن بن سلمان تعهد بالتصدي لإيران، ووصف المُرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بـ"هتلر الشرق الأوسط".
وقالت الجارديان إن "بن سلمان تجمعه علاقة صداقة قوية بجاريد كوشنر، مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وزوج ابنته الكُبرى إيفانكا، موضحة أن عداء ترامب لإيران واتهاماته المستمرة للنظام الحاكم في طهران، ورغبته في الإطاحة به وواضحة للجميع".
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب ونائبه مايك بنس، وغيره من السياسيين الجمهوريين في الولايات المتحدة، أعربوا عن آمالهم في سقوط النظام الإيراني الحاكم، متجاهلين حقيقة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني مُنتخب ديمقراطيا، منذ أقل من عام واحد.
كما أعرب السياسيون الإسرائيليون عن رغبتهم الشديدة في تغيير النظام الحاكم في إيران، وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن المتظاهرين الإيرانيين يعرضون حياتهم بشجاعة للخطر من أجل الحصول على حريتهم. ودعا دول العالم المتحضرة إلى دعم الانتفاضات.
وفي المقابل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خطورة سقوط النظام الإيراني الحالي، مُشيرا إلى أن الإيرانيين قد يصبون غضبهم على بلاده، وهذا ما تراه الصحيفة موقفًا حكيما من السياسي الإسرائيلي الذي قضى حياته المهنية يدين ويشجب أفعال طهران.
تحديات التغيير
وكان تقرير على موقع مجلة «فورين أفيرزتحت عنوان مستقبل العلاقات بين أمريكا وإيران في ظل المحاولات المتكررة من واشنطن لتغيير النظام في طهران، وهو ما اعتبر تغيير النظام من قبل الولايات المتحدة الامريكية ووفق استراتيجيتها التي تعمل بها أمرًا غير مُجْدٍ، ولذلك فان التقرير يؤكد أن تغيير النظام لن يكون ذا جدوى ما لم تضع أمريكا استراتيجية سياسية وعسكرية شاملة لمدة غير معروفة في مسرح جديد في الشرق الأوسط. وفي حالة غياب هذه الاستراتيجية، فلن يؤدي ذلك إلا لغياب القدرة على إيجاد بديل للنظام القائم.
نوه التقرير إلى أنه منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، شكلت إيران تحديًا لواشنطن. وقد دعا الكثير من المحللين واشنطن إلى الضغط على طهران لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، وبرنامجها النووي، والكف عن دعم المجموعات الإرهابية.
لكن التقرير يرى أن توصياتهم شابتها العيوب، فقد زعم بعضهم أن القصف الجوي سيوقف برنامج إيران النووي، لكنهم لا يقدمون استراتيجية محددة لتنفيذ ذلك ولم يتحدثوا في التعقيدات المحتملة. ورأى آخرون أنه لا بديل سوى تغيير النظام، لكنهم فشلوا في توضيح الطرق اللازم اتباعها لتحقيق النتائج المرجوة.
ويشدد التقرير على أنه يتعين على الساسة البارعين إدراك أن تحليل «التكلفة-المنفعة» من عمل كهذا هو ما سيحدد الاستراتيجية والوسائل اللازمة. يشير تاريخ أمريكا في إسقاط الأنظمة أنها اتبعت إحدى وسيلتين: إما دعم فصيل معارض معتدل، أو شن غزو شامل واستبدال مؤسسات الدولة. وحتى إذا كان إسقاط نظام الملالي في صالح أمريكا، فلن تعطي أي من الوسيلتين النتائج المرجوة.
ثمة ثلاثة بدائل إيرانية معارضة يمكنها أن تحظى بدعم الولايات المتحدة:
الأول، هي حركة «مجاهدين خلق إيران» التي يتمدد وجودها في أمريكا وتحظى بدعم بعض الساسة هناك. وعلى الرغم من رفع أمريكا اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية في 2012 بعد تعهد الأخيرة بوقف نشاطها داخل العراق، لكن سمعة المنظمة العنيفة وتبنيها المبادئ الشيوعية تجعلها حليفًا مشكوكًا فيه. الأكثر من ذلك، فقدت المنظمة الدعم الشعبي بسبب دعمها صدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية، فقد قاتلت في صف الجيش العراقي على الرغم من استخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة، ولهذا فإن دعم الحركة مصيره الفشل.
البديل الثاني، هو «الحركة الخضراء» التي ظهرت أثناء الانتخابات الرئاسية في 2009. ورغم اندثارها، إلا أن مسئولين أمريكيين يعتقدون أنها كادت أن تسقط النظام على الرغم من أن هذا لم يكن هدفها. وتخضع السلطات اثنين من أبرز قادتها – هما مير حسين موسوي ومهدي كروبي – للإقامة الجبرية. ويعتبر الرئيس السابق خاتمي أحد أبرز داعميها، لكن أيًا منهم يمكن أن يمثل بديلاً للنظام الحالي، فقد عبروا عن دعمهم للأسس الدستورية للبلاد، وجميعهم انتخبوا حسن روحاني في 2013 و2017، لكنهم سعوا إلى تطبيق إصلاحات وليس إشعال ثورة ضد النظام. ولهذا فلم يقاطعوا العملية الانتخابية، وإنما دعموا روحاني للقيام بإصلاحات عبر الآليات الدستورية المطبقة. ولن يرحب أي منهم بتدخل أمريكي في شؤون بلاده، ولن يؤدي دعم أي منهم إلى تغيير النظام.
أخيرًا، يشير التقرير إلى إمكانية دعم أمريكا لابن شاه إيران – رضا بهلوي – الذي يعيش في الولايات المتحدة وبإمكانه العودة لاستعادة عرش والده، وقد أظهر بهلوي نفسه على الساحة بتهنئته للرئيس ترامب على فوزه ومناشدته إياه بدعم القوى العلمانية والديمقراطية داخل إيران. لكن الشعب الإيراني لا يشعر بالحنين إلى الملكية – يستدرك التقرير – فالبلاد لم تقم بثورة أطاحت بالحكم الملكي، وتخوض حربًا طاحنة مع العراق، وتخضع لعقوبات لمدة أربعة عقود حتى تعود إلى أحضان الملكية ثانية.
ويشدد التقرير على أن كافة الأطراف السابقة إما تفتقر إلى الدعم الشعبي أو ترفض التعاون مع أمريكا في إسقاط النظام. ولكن هناك سبيلًا مختلفًا – يواصل التقرير – إذ يمكن لأمريكا عبر ذراعها الاستخبارية القيام بسلسلة عمليات اغتيال ضد الشخصيات الرئيسية في الجمهورية الإسلامية مثل آية الله خامنئي وأبرز قادة الحرس الثوري. لكن هذا لن يحل المشكلة، لأن الحكومة الإيرانية عبارة عن شبكة معقدة من اللاعبين في المؤسسات السياسية والأمنية. وقد جرى تصميم تلك المؤسسات لتحصين النظام من الانقلابات المحتملة. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين النظام الإيراني وعراق ما قبل 2003، حيث انهار نظام صدام حسين بمجرد إزاحة القيادة الرئيسية.
وستصبح البلاد عرضة للاضطرابات دون وجود مؤسسات شرعية – يضيف التقرير – وهو ما سيضيف مزيدًا من المشكلات إلى منطقة مضطربة أصلًا. ولهذا يجب أن تحظى تلك العملية بدعم شعبي، بيد أن هدم المؤسسات القائمة وتثبيت أخرى مكانها سيتطلب قدرًا هائلًا من الوقت والجهد في بيئة بالغة التعقيد – تزيد مساحة البلاد مرة ونصفًا تقريبًا على مساحة العراق ومرتين على مساحة أفغانستان، بما في ذلك الصحاري الشاسعة والجبال والسهول، فضلًا عن المدن الرئيسية التي يسكنها نحو 70% من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة – مما سيشعل حربًا دموية في المدن.
باختصار – يؤكد التقرير – إن بديل الحرب غير مضمون وتكاليفه باهظة في أفضل الأحوال، وقد يؤدي إلى حرب أهلية في أسوأ الأحوال. كما ينوه الكاتب إلى أن التاريخ أثبت أن التغيير السلمي للحكومات يتبعه قيام حكومات ضعيفة، مما يجعل البلد عرضة للاضطرابات. أما فرض حكومة من الخارج، فقد يؤدي إلى حرب أهلية دامية مثلما شاهدنا في العراق.
لقد تعلم الأمريكيون من درس العراق أن تغيير الأنظمة بالسبل العسكرية ليس عملية سهلة. فمن أجل ضمان تغيير دائم للنظام، فإن نقل السلطة عادة ما يكون بداية لحملة عسكرية أعنف. لذا، إذا أرادت واشنطن تنصيب حكومة صديقة في بلد ما، يتعين عليها استخدام الوسائل الدبلوماسية التي لا تنطوي على شن حروب دموية وباهظة التكاليف.
في أعقاب الاتفاق النووي، انتهز الاتحاد الأوروبي الفرصة للتباحث مع طهران حول أنشطتها البغيضة الأخرى، ففتحت عدة عواصم أوروبية قنوات اتصال للحديث مع إيران عن دعم الإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان، وبرنامج الصواريخ البالستية.
وتعليقًا على ذلك، قالت فيديريكا موجريني، الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، «إننا نبحث دومًا عن أرضية مشتركة. ونعتقد أن هناك إمكانية للعمل معًا لإيجاد حلول مقبولة من كافة الأطراف». ويبدو أن هذه الجهود قد أثمرت، إذ وافقت بعض الشخصيات المحافِظة في إيران على التعاون مع الأوروبيين.
يختتم التقرير بالقول إن على أمريكا استغلال نفوذها للضغط على إيران لتغيير سلوكها، فلا تزال السبل الدبلوماسية لم تستنفد بعد، وهناك الكثير من المصالح المشتركة بين إيران والولايات المتحدة. فكلا البلدين يسعيان لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وما لا شك فيه أن البلدين لا يتفقان على كل شيء، ولا يجب على أمريكا عدم الرد إزاء التهديدات الإيرانية. ولكن يجب أن يجري ذلك عبر الوسائل الدبلوماسية فقط.