صلاه التراويح وتعليمات وزير الاوقاف وفتوى دائره الافتاء
مروان العمد
المعروف ان صلاه التراويح هي سنة ولمن يرغب بذلك وبمقدار ما يرغب ويريد . ومن المعروف ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على ان يصليها في بيته ومع افراد اسرته حتى لا تتحول الى سنة مؤكدة فقد حصل وان صلاها ذات ليلة بالمسجد فلاحظ ان المسلمين وقفوا خلفه لصلاتها وتكرر ذلك في اليوم الثاني والثالث ثم امتنع عن الظهور في وقتها وعندما سئل عن ذلك اجاب لقد خشيت ان تعتبروها مؤكده .
فلذا فأن صلاه التراويح هي سنة محببة ولكنها ليست واجبة وبالتالي فأن عدد ركعاتها غير ملزم برقم معين ولكن المهم ان تكون مزدوجة وكل اثنتين مع بعضهما وبعد كل اربع ركعات فتره استراحة. ورسول الله كان يصليها اربع ركعات او ثمانيه . ثم يصلي النوافل وقيام الليل .
واول من اقام صلاه التراويح جماعه بالمسجد بشكل منتظم هو سيدنا عمر بن الخطاب بعد ان شاهد المسلمين يصلونها فرادى في المسجد . واول من صلاها عشرين ركعه هو ابي بن كعب رضي الله عنه .
وفي عصور لاحقة أخذ المسلمون يزيدون من عدد الركع حتى استقرت على عشرين ركعة دون سند من السنه او غيرها . ولكن المناهج الدينيه التي ظهرت بعد ذلك اخذت تتبنى مواقف متشددة بالقيام بالفرائض والسنن والنوافل واصبحوا يصلون التراويح عشرين ركعه واكثر ومن تلك المناهج السلفيه والمتشددين دينياً ويبدو ان وزير اوقافنا الجديد ينتمي الى احدى هذه المدارس بحيث يصدر تعميماً يجعل بموجبه صلاه التراويح عشرين ركعه وهو يعرف ان شهر رمضان شهر وصل الرحم وزياره الاقارب . وهو يعلم ان غالبية المصلين يصلون اربع ركعات ثم ينصرفون وبعضهم يوصلها الى ثمانية ثم يتم صلاة ركعتي الوتر والشفع لمن اراد او تكملة الصلاه الى عشرين ركعه لمن اراد . او ان يذهب الى البيت ويكمل صلاته ونوافله فيه . ثم وبعد منتصف الليل يقيم صلاه التهجد . وان الدين الاسلامي دين يسر وليس دين عسر . اما ان تصبح صلاة التراويح عشرين ركعه وبالمسجد وبقرار وتعميم من وزير الاوقاف فلا اعتقد ان ذلك حصل الا ربما في عصور سابقة .
ولكن هذا الوزير لم يوضح لنا كيفيه تنفيذه تعليماته واوامره تلك . وهل سيضع افراداً من الشرطه لتطبيق هذه التعليمات ويمنعون المصلين من الخروج من المسجد قبل انتهاء العشرين ركعه ام انه سوف يكتفي بوضع الجواسيس والعسس وشرطه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او رجال الحسبه .
ام سوف يستعين بالدواعش والسلفيه الجهاديه ام ماذا . ان هذا الوزير بفعلته هذه يدل على انه صاحب فكر ومعتقد لا يتماشى مع الاسلام السمح . وهو يثبت انه غير صالح للمنصب الذي وضع فيه وان دائرة الافتاء التي اصدرت فتواها بناءً على طلبه لا تصلح للفتوى// .